“رابعة.. شهداء الحرية في ميادين مصر”.. توثيق ضحايا المجزرة

- ‎فيحريات

دعمت مؤسسة "وعي للبحث والتنمية" سلسلة "رابعة؛ شهداء الحرية في ميادين مصر"، الذي أصدرت منه "مركز الحضارة للبحوث والدراسات والتدريب"، إلى الآن ثلاثة أجزاء، توثق لسير شهداء الثورة المصرية في مرحلة ما بعد الانقلاب العسكري الواقع في 3 يوليو 2013 ضد الرئيس المنتخب الشهيد د.محمد مرسي.

ومن بين نحو 310 شهداء استعرض تراجمهم الأجزاء المنشورة، نشرت "وعي للبحث والتنمية" سير نحو 142 شهيدا عبر موقعها الالكتروني على الشبكة، فبالنقر على اسم الشهيد، تعرض بطاقة معلومات موجزة أو الانتقال للترجمة الكاملة لسيرته. وثمنت "مؤسسة وعي للبحث والتنمية" هذا الجهد وتعتبره من مبادرات الوعي التي تعالج المضمون الإنساني والاجتماعي في تاريخ الشعوب، وقد حصلت على موافقة من الناشر لعرض تراجم هؤلاء الشهداء عبر موقعها.

وتحمل المبادة ضمنا عنوان "رابعة" كرمز؛ وأشار المؤلفون (14 مؤلِّفا) إلى أنها عمل توثيقي ممنهج يستهدف حماية سير الشهداء من الاندثار أو التأريخ المشوه الزائف. حيث تتضمن التراجم، عدة محاور مشتركة وموحدة، تستوعب أكبر قدر من المعلومات والشهادات حول الشهداء وهي: (البيانات الشخصية للشهيد، إرهاصات ما قبل الشهادة، قصة الشهادة زمانًا ومكانًا، الشهيد في عيونهم، بعد الرحيل، حياة في كلمة)، كما أشار المؤلفون إلى أن بعض هذه المحاور لم يمكن استيفاؤها لبعض الحالات.


 

مجازر مروعة
وأكد المؤلفون أن جميع من وثَّقت السلسلة تراجمهم وسيرهم قضوا في مجازر مروعة ارتكبها الجيش والشرطة المصريين بدم بارد في حق أبرياء سلميين ثاروا للدفاع عن حريتهم وإرادتهم، ولم يحملوا سلاحًا سوى الثبات واليقين والحناجر الصادحة بالهتاف ضد الحكم العسكري الغاصب وذلك في حوادث بمختلف محافظات مصر.
وأشاروا إلى أن فض الاعتصامات والمسيرات المناهضة للانقلاب، ومهاجمة فاعليات الطلاب بالجامعات، وعربة الترحيلات، والإهمال المتعمد للمعتقلين بالسجون، والتصفية بالمنزل، ليست إلا نماذج لأحداث أليمة أزهقت فيها كثير من الأنفس البريئة.

وشددوا على أن هذه التراجم هي الجانب الأكثر جدارة بالتوثيق، والحفظ في ذاكرة الأجيال، وصفحات التاريخ، من كل جوانب الصراع بين الثوار والانقلاب في مصر؛ ذلك أنه الجانب الإنساني الذي قد يغفل عنه المحللون والمؤرخون، وهم يرصدون جميع تداعيات الانقلاب بما في ذلك الاقتصادية والسياسية والحقوقية، ويعتبرون أن القيم التي تحملها سير الشهداء، من ثبات وصمود وتضحية وتجرد وشجاعة وإقدام ويقين بحتمية انتصار الحق واندحار الباطل، هي الزاد الحقيقي لكل عشاق الحرية في كل زمان ومكان.

 

الأرواح الساجدة 

ويحتوي الكتاب الأول الصفحات من 1 إلى 379 ويتضمن ثلاثة فصول؛ الفصل الأول بعنوان “الأرواح الساجدة، مذبحة الحرس الجمهوري، 8يوليو 2013″، ويوثق سير 9 من شهداء المذبحة، والفصل الثاني بعنوان “أرض الصمود، مذبحة النصب التذكاري، 27يوليو 2013″، ويوثق سير 16 من شهدائها، والفصل الثالث بعنوان “أطهر دماء، مذبحة رابعة العدوية، الجزء الأول”، ويوثق سير 78 من شهداء فض اعتصام رابعة العدوية الواقع في 14أغسطس 2013.

 

أطهر دماء 

ويحتوي الكتاب الثاني؛ الصفحات من 380 إلى 960 ويتضمن أربعة فصول؛ الفصل الثالث بعنوان ” أطهر دماء، مذبحة رابعة العدوية، الجزء الثاني”، ويوثق الجزء الثاني من سير شهداء فض اعتصام رابعة العدوية وعددهم 64، والفصل الرابع بعنوان “للشرف ميدان، مجزرتا ميداني النهضة ومصطفى محمود، 14أغسطس 2013” ويوثق سير 8 من الشهداء، والفصل الخامس بعنوان “صمود رغم الدم، مذبحة ميدان رمسيس، 16أغسطس 2013″، ويوثق سير 18 من الشهداء، وأخيرًا الفصل السادس بعنوان “على خارطة الثبات، شهداء من كل المحافظات، الجزء الأول، 2013-2015″، ويوثق سير 11 من شهداء ينتمون للمحافظات المصرية المختلفة والذين اغتالتهم آلة الانقلاب العسكري في حوادث مختلفة.

 

خارطة الثبات 

يحتوي الكتاب الثالث؛ الصفحات من 961 إلى 1438 ويتضمن الفصل السادس بعنوان “على خارطة الثبات، شهداء من كل المحافظات، الجزء الثاني، 2013-2015″؛ ويوثق سير 3 من شهداء فض ميدان رابعة إضافة إلى 96 في حوادث بمحافظات مصرية مختلفة.

 

منهجية المؤلف

واعتمد المؤلفون مصدرين أساسيين في جمع معلومات التراجم؛ الأول: شبكة الإنترنت ممثلة في مواقع التواصل الاجتماعي مثل اليوتيوب والفيسبوك وما تضمنته من معلومات وشهادات وصفحات مخصصة للشهداء تخليدًا لذكراهم، ثم، المقابلات الشخصية مع ذوي الشهداء.
وأقر المؤلفون بشح البيانات المتوفرة في المصدر الأول وصعوبة الوصول للمصدر الثاني وبرروا بهذا السبب عدم تمكنهم من تحرير السير لكل الشهداء الذين أشاروا إلى أن عددهم التقريبي (3250)، ومن ثم كان تحرير السير “عشوائيًا” بحسب من يتوفر له بيانات.