رسائل ودلالات فك الحجب عن 21 موقعا إخباريا قبل مظاهرات 20 سبتمبر

- ‎فيتقارير

قبل يوم من مظاهرات الجمعة 20 سبتمبر 2019م، والتي دعا إليها الفنان والمقاول محمد علي لإسقاط نظام انقلاب 30 يونيو، فوجئ متصفحو الإنترنت في مصر بفك الحجب عن عدد من المواقع الإخبارية، من بينها الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين "إخوان أون لاين".

وإلى جانب "إخوان أون لاين"، تم فك الحجب عن مواقع شهيرة مثل الجزيرة مباشر مصر، ومدى مصر، ومصر العربية، والعربي الجديد.. وغيرها.

ولم تستمر هذه الانفراجة إلا يومين فقط، ثم عاد الحجب من جديد ليضاف إلى القائمة موقع "بي بي سي عربي" التابع للحكومة البريطانية، فلا يمكن تصفحه حاليا إلا باستخدام برامج فك الحجب "في بي إن".

ويحمل هذا الإجراء دلالة واضحة على أن هناك جهات داخل النظام تعمل على إسقاط رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي وأركان عصابة 30 يونيو، لكن هذا الجناح الذي أراد أن يبعث برسائل طمأنة للحراك ضد السيسي لم يتمكن من تحقيق أهدافه كاملة، فسرعان ما عادت القبضة الحديدية لفريق السيسي الذي أعاد الحجب من جديد.

هذا الصراع الواضح للعلن لأول مرة منذ الانقلاب في منتصف 2013، ينذر بمواجهات دموية وانشقاقات سوف تعصف بالمؤسسة العسكرية وباقي مؤسسات الدولة؛ ما لم يتمكن الفريق المناهض للسيسي من حسم الصراع مبكرا بالضربة القاضية، وعلى الأرجح فإن هذا الجناح ما لم يعجل بتوجيه ضربة قاضية للسيسي بشكل عاجل فسوف يتعرض لأبشع صور الانتقام والتنكيل من جانب السيسي وجناحه المهيمن على السلطة بعدما جرى في الجمعة الماضية.

وكان الفنان والمقاول محمد علي قد هدد بالإطاحة بالسيسي يوم الجمعة المقبل، وهدد ضباط الشرطة الذين وصفهم بالخونة والذين يدافعون عن أشخاص ونظام فاسد ولا يدافعون عن الوطن والشعب.

ومنذ الانقلاب منتصف 2013، تم وقف عدد من الفضائيات ووقف طباعة صحيفة الحرية والعدالة، المعبرة عن الحزب الذي فاز بثقة الشعب في كل الانتخابات النزيهة بعد ثورة 25 يناير، كما تم حجب موقع البوابة وإخوان لاين لاحقا وعشرات المواقع المعبرة عن أفكار جماعة الإخوان المسلمين والرافضين للانقلاب عموما.

وفي مايو 2017، حجبت جهات مجهولة عددًا كبيرًا من المواقع الصحفية منها "العربي الجديد" و"عربي 21" و "مدى مصر" و"مصر العربية" و"الديلي نيوز" و"البورصة" و"المصريون" و"البداية" و"البديل" ثم "بوابة يناير" وموقع "مدد"، وأعقبهم مواقع المراكز العاملة في مجال حقوق الإنسان وموقع كاتب في حتى وصلت المواقع المحجوبة نحو 400 موقع في 2018. 

وفي مايو الماضي، حجبت جهات مجهولة موقع التحرير. وقالت إدارة الجريدة، في 23 يونيو الماضي، إنه بتاريخ ٩-٥-٢٠١٩، فوجئوا جميعًا بحجب الموقع الإلكتروني لجريدة التحرير وتوقف الخدمة دون سابق إنذار من أي جهة، وطوال الأيام التي تلت الحجب طرقت إدارة المؤسسة كل أبواب الجهات الرسمية للاستفسار عن سبب الحجب ومعرفة الجهة التي تقف وراءه.

بعض هذه المواقع المحجوبة اضطرت إلى إغلاق أبوابها بعد أن تسبب الحجب في خسائر مادية لها، وفشلت جميع  تقنيات تخطي الحجب، بالإضافة إلى عدم جدوى المسار القضائي، إذ رفعت هذه المواقع دعاوى قضائية ضد بعض الجهات الحكومية منها وزارة الاتصالات، ما ترتب عليه تشريد مئات من الصحفيين العاملين في هذه المواقع.

ولم يُرفع الحجب عن أي من المواقع المحجوبة طوال عامين سوى موقع "في الفن"، الذي تعرّض للحجب بعد أن نشر خبرا في 19 مارس 2018 عن اعتداء تركي آل شيخ، رئيس هيئة الترفيه في المملكة العربية السعودية، على الفنانة المصرية آمال ماهر، وحذف الموقع الخبر، وعاد إلى العمل بعد يومين، وكذلك موقع القاهرة 24 تم رفع الحجب عنه بعد فترة قصيرة.

ووفقًا للتصنيف السنوي لمنظمة "مراسلون بلا حدود" للعام 2019، احتلت مصر في مؤشر حريات الصحافة المرتبة 163 من بين 180 دولة، متراجعة مركزين عن ترتيبها في مؤشر العام السابق، حين احتلت المركز 161.