رعب السيسي من تركيا يُفشل تحركات عقيلة صالح حول سرت

- ‎فيتقارير

اصطدمت مساعي رئيس مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق شرقي ليبيا "عقيلة صالح" الرامية إلى الوصول إلى رؤية ثلاثية مشتركة بينه والقاهرة وواشنطن، حول منطقة سرت والجفرة بالرغبات الأمريكية والمخاوف المتعاظمة من قبل قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي…

وتسبب هذا التباين الكبير في وجهات النظر، في فشل "صالح" بالخروج بأي نتائج ملموسة من لقاءاته التي أجراها في القاهرة، المفوضة خليجيا، للوصول إلى اتفاق يخدم مصالح القوى السياسية، التي دعمت الجنرال "خليفة حفتر" خلال السنوات الماضية.

أهداف أمريكا

وأظهر اللقاء التي جمع "صالح" بسفير الولايات المتحدة في القاهرة، أن واشنطن ترغب في تحويل منطقة سرت والجفرة إلى منطقة عازلة بشكل كامل بين قوات "حفتر" وقوات حكومة "الوفاق". كما ترغب واشنطن في انسحاب المسلحين التابعين لقوات "حفتر" ومؤيديهم من المنطقة بشكل فوري وسريع وبلا شروط؛ لضمان استقرار الأوضاع واستمرار تدفق النفط بشكل طبيعي مع ضمان عدم الدخول في أي مواجهات عسكرية.

وتدعم الولايات المتحدة وجود قوات دولية في المنطقة من أجل المراقبة واتخاذ إجراءات حاسمة سياسيا واقتصاديا بحق من يبادر إلى الاعتداء أو التجاوز. على أن يتم نشر هذه القوات، خلال الأسابيع المقبلة، حال جرت الموافقة على وجودها في الأيام المقبلة، مع مراعاة ضرورة الحصول على موافقة من حكومة "الوفاق" و"حفتر" لتنفيذ هذه المبادرة كاملة من دون انتقاص أو تعديل فيها.

ولا تشترط واشنطن موعدا محددا لاستئناف المفاوضات السياسية أو إجراء الانتخابات.

مخاوف السيسي

وفي مواجهة الأهداف الأمريكية، تبرز في المقابل، مخاوف السيسي ونظامه، إذ اعتبرت القاهرة أن هذه التسوية المؤقتة يمكنها أن تشكل وضعا قائما حتى إشعار آخر، وهو ما لا تحبذه سلطة السيسي.

وترى القاهرة أن التنازل عن محور سرت الجفرة للقوات الدولية (المقترح مشاركة الولايات المتحدة وأوروبا فيها إلى جانب قوات عربية)، من دون خارطة طريق واضحة وضغوط حقيقية على "الوفاق" هزيمة مرحلية لا بد أن تأتي في أسوأ الأحوال، وليس في الوضع الحالي.

وفى إطار ذلك قررت القاهرة الضغط على "صالح" لرفض التصور الأمريكي وطلب معالجته وفق ضوابط محددة تناسب ما يخدم جميع الأطراف.

ويخشى حلفاء مصر الليبيون، سواء في الجيش أم في البرلمان، من فقدان السيطرة للأبد على منطقة سرت الجفرة عند وضع القوات الدولية، لا سيما أن التصور الأمريكي لا يقتصر على مدة محددة، لكنه يدفع بالبلاد نحو المجهول.

وترى القاهرة أن "الإدارة الغربية للموارد الليبية"، أمر مرفوض، من قبل  مصر ودول الخليج بشكل قاطع؛ فالمقترح بإرسال قوات سيكون مرتبطا بشكل أساسي بمرحلة مؤقتة تنتهي بإجراء انتخابات في ليبيا وتأليف حكومة وانتخاب رئيس ومجلس نواب جديد. وذلك ما يراه خبراء، محاولة لضمان تحقيق مصالح القاهرة ومحور الشر العربي، لاستنزاف موارد النفط الليبية لسداد الفواتير التي دفعتها القاهرة والإمارات والسعودية لدعم حفتر وقواته الانقلابية.

غير أن النتيجة الوحيدة الواضحة حتى الآن هي التوافق المصري التركي على تجنب المواجهة المحتملة، مع توقف التحرك نحو محور سرت الجفرة من قوات "الوفاق"، واستقرار الأوضاع بالنسبة إلى قوات "حفتر" التي تعيد ترتيب قدراتها في الفترة الحالية. وقد توقّف إرسال الدعم العسكري العربي من مصر والخليج بعد تعزيزات مكثفة وصلت الأسابيع الماضية.

في المقابل، تتابع القاهرة التطورات الداخلية في حكومة "الوفاق" والأزمات الموجودة بداخلها لمحاولة استغلالها لصالحها بتنسيق مع عدة أطراف،  ولم يسفر هذا التنسيق حتى الآن عن نتائج ملموسة يمكن البناء عليها، في ظل ترقب ومتابعة لأي قرارات تركية مفاجئة قد تقلب المعادلة، وهو احتمال لا تستبعده مصر في أي وقت، واضعة سيناريوهات عديدة للتعامل معه حال حدوثه.