رغم أنف الإمارات.. خليفة القرضاوي يتولى رئاسة “علماء المسلمين”

- ‎فيتقارير

رأس العالم السني، والخيمة الكبرى التي تحتوي أبرز وأهم علماء المسلمين في العصر الحديث، باتت كياناً إرهابيًا بعد ما أعلنت كل من السعودية والإمارات والبحرين ورابعهم السفيه عبد الفتاح السيسي ذلك في بيان مشترك، قبل عام من الآن، وذلك بعد أن كان هذا الصرّح ورجاله يكرمون في هذه الدول ومن قبل زعمائها وقادتها السابقين واللاحقين، واليوم يفوز الشيخ أحمد الريسوني برئاسة “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”، خلفا للشيخ يوسف القرضاوي، في انتخابات جرت أمس الأربعاء بمدينة إسطنبول التركية، رغما عن أنف عصابة الخليج.

وأعلنت لجنة الانتخابات التابعة للاتحاد فوز الريسوني بنسبة 93.4%، من مجموع الأعضاء المصوتين الذي بلغ 410 أشخاص، وذلك في الانتخابات التي تجري كل عامين، وكانت حرب عصابة الخليج على الاتحاد وصفها مراقبون بأنها “حرب على الإسلام” وشيطنة لرجال فكر وعلم أفذاذ، على رأسهم رئيس الاتحاد د.يوسف القرضاوي، في الوقت الذي أنشأت فيه الإمارات كيانا إسلاميًا بديلاً يعبر عن توجهاتها وأفكارها وما يملى عليها من قبل قادة هذه الدول حمل اسم “مجلس حكماء المسلمين”.

فشل العصابة

وقبل ما يزيد على عن العام أعلنت عصابة الخليج (السعودية والإمارات والبحرين)، ومعهم سفهيهم السيسي المقاطعة لقطر، إضافة كيانين و11 فردا إلى “قوائم الإرهاب” المحظورة لديها، وشمل القرار، وفق ما نشرته وكالات أنباء مصر والبحرين والسعودية، المجلس الإسلامي العالمي، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

وقالت العصابة في بيان مشترك: إن “الكيانين المدرجين هما مؤسستان إرهابيتان تعملان على ترويج الإرهاب عبر استغلال الخطاب الإسلامي واستخدامه غطاء لتسهيل النشاطات الإرهابية المختلفة”، وأضافت أن “الأفراد الـ11 المدرجين نفذوا عمليات إرهابية مختلفة، نالوا خلالها، وينالون دعما قطريا مباشرا على مستويات مختلفة، من ضمن ذلك تزويدهم بجوازات سفر وتعيينهم في مؤسسات قطرية ذات مظهر خيرى؛ لتسهيل حركتهم”.

وجاء في البيان أن “السلطات في قطر لم تتخذ إجراءات فعلية بالتوقف عن النشاط الإرهابي”، بعد أن قاطعت الدول الأربع قطر، وأغلقت حدودها معها، وضعت قائمة إرهاب جمعت أسماء 59 شخصية و12 منظمة ومؤسسة أو جمعية، غالبيتها مؤسسات خيرية مسجلة لدى الأمم المتحدة، الجنسيات التسع التي تشكلت منها قائمة الشخصيات ضمت حينها 26 مصريا و18 قطريا وخمسة ليبيين، وثلاثة كويتيين، وأردنيَّين اثنين، وبحرينيَّين اثنين، وسعوديا وإماراتيا ويمنيا.

حملة الشيطنة هذه للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تأتي ضمن الأزمة السياسية الواقعة بين دولة قطر من جهة،والسعودية والإمارات والبحرين والسفيه السيسي من جهة أخرى، والتي انهارت بعد فضيحة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

ووظفت فيها هذه الدول مجتمعة في وقت سابق كل ما تملك لحصار قطر وإلحاق الضرر الأكبر فيها، وبما أن مركز الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الدوحة، ويدعم بشكل كبير من قبل الحكومة القطرية فان محاربته واجبة من حكومات أبو ظبي والرياض، مع تقديم بديل له فشلت هذه الدول في الترويج له بشكل جيد، يرأسه بعض الشيوخ والصوفيين والعلماء المنشقين عن الاتحاد نفسه.

من هو أحمد الريسوني؟

ولد عام 1953، في قرية أولاد سلطان بناحية مدينة القصر الكبير في إقليم العرائش شمالي المغرب، وحصل على درجة الدكتوراه في أصول الفقه عام 1992، وأسهم في تأسيس جمعية خريجي الدراسات الإسلامية العليا، وكان أول أمين عام لها.

والريسوني عالم مغربي متخصص في علم المقاصد، وعضو مؤسس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وقد أسهم في تأسيس الجمعية الإسلامية بالمغرب، وكان أول رئيس لها، ثم ترأس “حركة التوحيد والإصلاح” بالمغرب بين 1996 و2003.

ونال عضوية مجلس الأمناء والمجلس العلمي لجامعة مكة المكرمة المفتوحة، وعمل مستشارا أكاديميا لدى المعهد العالمي للفكر الإسلامي، وعمل كذلك أستاذا زائرا في جامعة زايد في الإمارات العربية، وبجامعة حمد بن خليفة في قطر، وهو يدير مركز المقاصد للدراسات والبحوث في الرباط، منذ 2012.

وأعد رئيس الاتحاد الجديد عددا من البرامج والحلقات التلفزيونية، وحلَّ ضيفا في قنوات فضائية، كما ألّف نحو 30 كتابا، أبرزها: “نظرية المقاصد عند الإمام الشاطبي” الذي ترجم إلى 4 لغات، ويشار إلى أن القرضاوي اختير لرئاسة الاتحاد منذ تأسيسه عام 2004، بالعاصمة الأيرلندية دبلن، وهو مؤسسة إسلامية تضم أعضاء من الدول الإسلامية ومن الأقليات، ويعتبر مؤسسة مستقلة.