سؤال لحضرتك عن الحدث العظيم الذي تحول إلى مصيبة!!

- ‎فيمقالات

أظن أن عنوان مقالي هذا يدخل في دنيا العجائب.. والسبب أنه يفترض في مقالات الرأي العام أن تعبر عن وجهة نظر الكاتب، فإذا وجدت مقالا يلقي بالعبء الأساسي على القارئ ويقول له: “أنا أطرح سؤالا وعليك لو سمحت تجيب عليه”، فهذا أمر غير مألوف بالطبع ويدخل في دنيا العجائب!

وأراهن أن الدهشة أخذتك وأنت تتساءل عن هذا الحدث العظيم في حياتنا، وتحول إلى مصيبة وبلوى وكل مشتقاتها!! ونشاهدها يوميا.

وأسارع إلى شرح ما أعنيه قبل أن يتحول كلامي إلى “فزورة” غير مفهومة، قائلا إنه قبل ستين عاما بالضبط شهدت أمتنا حدثا جللا تمثل في إعلان الوحدة بين مصر وسوريا، وكان ذلك في 22 فبراير عام 1958. وفي السنة ذاتها شهد العالم بداية متواضعة لنشأة الاتحاد الأوروبي مكونة من ثمانية دول قرروا التعاون فيما بينهم. ولم تعمر الوحدة العربية طويلا فقد تحطمت في 28 سبتمبر عام 1961 وهو اليوم ذاته الذي مات فيه عبدالناصر بعدها بتسع سنوات.

وإذا نظرنا إلى وضعنا الحالي تجد أحوال “أمجاد يا عرب أمجاد” حاجة تكسف!! ووحدة العرب أصبحت من مخلفات الماضي، وسوريا تمزقت إلى أشلاء!! بينما الاتحاد الأوروبي بلغ ذروة نجاحه، فهناك وحدة حقيقية تجمع الأوروبيين في مختلف المجالات، وهم قوة عالمية يحسب لها مليون حساب!! ترى ما سبب نجاح الخواجات وفشل العرب؟

إنني أطرح عليك هذا السؤال بإلحاح، وأرجو ألا تكون إجابتك لأن العرب متخلفون وينتمون إلى العالم الثالث بينما في أوروبا أناس متحضرون يستحقون كل الاحترام!

وكلامك في هذه الحالة سيدخل في دنيا العجائب، لأننا كنا يوما القوة الأولى في العالم!! وأسباب البلوى التي نعيشها متعددة.. ويا ريت تفكر فيها معي.

المقالات لا تعبر عن رأي بوابة الحرية والعدالة وإنما تعبر فقط عن آراء كاتبيها