سامي عنان طليقًا.. هل تدخّل البنتاجون للإفراج عنه؟

- ‎فيتقارير

يذكر التاريخ أن تصريح جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي، خلال حواره الذي أذيع على قناتي “سي بي سي” و”أون تي في”، بأن “الولايات المتحدة سعت لتأجيل استيلاء الجيش على السلطة من الرئيس المنتخب في 3 يوليو 2013″، وأنه كان على اتصال بالسفيرة الأمريكية السابقة آن باترسون، بأن ذلك يعد أول تأكيد صريح معلن منه على أنه نسّق مسألة استيلاء الجيش على الحكم مع مسئولين أمريكيين قبل التنفيذ بأيام، وأنهم كانوا يعلمون!.

ولا أحد ينكر في عهد الرئيس الأمريكي ترامب أن السفيه السيسي، ما هو إلا خنجر صهيوأمريكي غُرس في صدر المصريين. ويصف ترامب السفيه السيسي بالقاتل اللعين تارة، وبالديكتاتور المفضل تارة أخرى، ولا ينفي السفيه السيسي إعجابه وتملقه وتزلفه لترامب في كل المناسبات، حتى إنه صرح بأن مصر بشعبها وأرضها وسمائها وطيورها وحيواناتها وأطفالها الرضع والأجنة في أرحام أمهاتها، تقف خلف رغبات ونزوات وشهوات ترامب!.

شكرًا للمقاول!

وحقيقة الأمر أنَّ السفيه السيسي يدير مصر بالإنابة ولكنه لا يحكمها، فالحاكم هو ترامب وتعاونه إسرائيل وعصابة الخليج، ووجه الكاتب الصحفي سليم عزوز رسالة شكر للمقاول والفنان محمد علي، وذلك بعد الإفراج عن الفريق سامي عنان.

وكتب عزوز، عبر حسابه في فيسبوك: “حتى وإن تقرر أن يجلس في بيته ولا يغادره، فإن الإفراج عن الفريق سامي عنان، بقرار من شخص تتملكه الرغبة في الانتقام والتشفي، لهو دليل على أن شيئًا ما قد تغير بعد 20 سبتمبر”.

وأضاف عزوز أنَّ “الحاكم يعفو عن خصومه في حالتين: الأولى إذا شعر بالاستقرار والسيطرة كما فعل السادات مع مراكز القوى بعد سنوات من سجنهم، أو إذا أصابه الوهن فصار يخضع للضغوط”.

وأكد أن “سامي عنان رقم صعب الآن في المعادلة ولو كان عظمًا في قفة، لا يفقد قيمته إلا بثورة تسقط كل ما هو قديم.. المفيد أنه لم يتقدم بطلب استرحام للسيسي.. شكرا محمد علي”.

يذكر أنَّ عزوز- في استضافته للدكتور عصام عبد الشافي أمس على قناة الجزيرة مباشر- أشار إلى أن الإفراج عن الفريق سامي عنان، قد يكون البديل في حالة الانقلاب على السفيه السيسي أما لو اندلعت الثورة؛ فللثورة حسابات أخرى.

وأفرجت سلطات الانقلاب عن الفريق سامي عنان، أمس، دون إبداء أي أسباب لإطلاق سراحه، وذلك عقب اعتقاله بعد إعلان ترشحه للرئاسة، على الصعيد الخارجي وخلال شغله منصب رئيس أركان، بنى عنان شبكة علاقات خارجية قوية، خاصة مع العواصم المؤثرة في صناعة القرار المصري، على رأسها الولايات المتحدة.

واحد من أبرز الشواهد على قوة علاقاته مع واشنطن، أنه خلال ثورة 25 يناير 2011، كان عنان في الولايات المتحدة حينها، لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين، ويقول عنان في مذكراته التي نُشرت عام 2014، إن قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكي السابق، طلب منه الحديث على انفرادٍ لدقائق، وسأله: “هل ستطلقون النار على المتظاهرين؟”، ويردُّ عنان بـ”لا، لن نطلق الرصاص”، ليجيبه ماتيس شاكرا: “لم تخيِّب ظني بك”.

قبول أمريكي

وفور عودته من واشنطن للتنسيق من أجل إدارة المشهد بحكم وظيفته رئيسًا لأركان الجيش، توقع كثيرون حينها أنه من سيخلف مبارك، وسط قبول أمريكي حينها، غير أن اعتراض المشير حسين طنطاوي على فكرة ترشُّحه لانتخابات 2012 حالت دون ذلك.

يصوِّر الفريق عنان العلاقات مع أمريكا بأنها “استراتيجية لكلا الطرفين”، قائلا في حوار نُشر في عام 2014 مع صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية: إن “مصر تمثل أهمية خاصة عند أمريكا، وفكرة التبعية ليست مطروحة أو واردة، إنهم يعرفون مصر جيدا، ويدركون ما تمثله من ثقل وقدرة على التأثير وتحقيق التوازن والاستقرار”.

لكنه في المقابل، قال: إن “مصر تحتاج أمريكا، ليس على الصعيد العسكري وحده؛ بل في المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية”، وولد عنان عام 1948، بقرية قرب المنصورة في محافظة الدقهلية، وتلقى دورات في الدفاع الجوي من روسيا، وزمالة كلية الدفاع الوطني من أكاديمية ناصر العسكرية، وزمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر.

شارك في حربي 1967 و1973، وعمل قائدا لكتيبة صواريخ عام 1981، بعدها عين ملحقا للدفاع بسفارة مصر لدى المغرب في أغسطس عام 1990، وهي الفترة الوحيدة التي قضاها خارج مصر ولمدة عامين.

وفي أغسطس عام 1992، عُيِّن عنان قائد لواء عقب عودته إلى البلاد، ثم قائدا للفرقة 15 في الدفاع الجوي والمتمركزة بمدينة الأقصر في يناير 1996.

أدى عنان دورًا بارزًا خلال أحداث مذبحة الأقصر التي راح ضحيتها عدد من السياح الأجانب عام 1997، حيث كان حينها برتبة عقيد في القوات المسلحة المصرية، وتدخَّل لمساعدة عناصر الشرطة، لتأمين المدينة التي شهدت أعنف هجوم دموي، وكانت سيطرته السريعة على الموقف بداية صعوده السريع في الحياة العسكرية.

بعد هذا الهجوم بعام، تولى منصب رئيس فرع العمليات في يوليو عام 1998، ثم تولى منصب رئيس أركان قوات الدفاع الجوي في يناير عام 2000، ثم قائداً لقوات الدفاع الجوي عام 2001.

المحطة المهمة التي توَّجت حياته العسكرية، كانت حين أصدر المخلوع حسني مبارك، قرارا بتعيينه رئيسا للأركان عام 2005 برتبة فريق، ثم نائبًا للمجلس العسكري في أثناء ثورة يناير 2011.

وكان الفريق عنان أحد أبرز أعضاء المجلس العسكري الذين تولوا السلطة، عقب تنحي المخلوع حسني مبارك، في 11 فبراير عام 2011، حتى أقاله الرئيس الشهيد محمد مرسي من منصبه عام 2012.