سبقتها خطوات.. كيف أوصل بن سلمان منتخب السعودية لإسرائيل؟

- ‎فيتقارير

سيناريو تطبيع العلاقات السعودية مع كيان العدو الصهيوني انطلق بتكليف ولي العهد السعودي محمد بن ‏سلمان، لمستشاره السابق سعود القحطاني، بإعطاء أوامر للإعلام السعودي بتجميل صورة الاحتلال الصهيوني، آخذا بذلك بنصيحة ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد. ‏

وهو المخطط الذي سار عليه الإعلام السعودي في ظل موجة اتبعها الإعلام الخليجي برمته، وبدأ ‏بالمناداة بالتطبيع العلني مع تل أبيب، إلى أن وصل الأمر لإعلان وزارة خارجية الاحتلال الصهيوني ‏استقبالها المنتخب السعودي لكرة القدم إلى ملاقاة نظيره الفلسطيني في مباراة ودية على الأرض الفلسطينية المحتلة، هذا الشهر رغم رفضه سابقا هذه المشاركات رفضا للتطبيع.

 

إذن صهيونيّ

واستهجنت الحملة الشعبية الفلسطينية ضد التطبيع التصرف السعودي، وقالت الحملة إن المنتخب السعودي “يتجاهل” الأصوات الرافضة لهذا النوع من الزيارات، والتي “تعدّ خرقاً للمقاطعة العربية لكيان الاستعمار الصهيوني من خلال الدخول للأرض الفلسطينيّة المحتلّة بإذن صهيونيّ”.

ورأت أن هذه المشاركات تثبت شيئا واحدا وهو: “ختم دولة الاحتلال وموافقتها على دخول هذه المنتخبات، بينما يُحرم اللاجئ الفلسطيني من العودة إلى أرضه، ويحرم اللاعب في غزة من ملاقاة زميله في الضفة المحتلة”.

وطالبت المنتخب السعودي بـ”الانسحاب فوراً من المباراة المزمع عقدها في 15 أكتوبر الجاري على أرض فلسطين المحتلة، والالتزام بالمقاطعة العربية للكيان الصهيوني”.

ودعت الحملة إلى رفض سياسات الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، التي “تتعارض مع إرادة أبناء شعبنا، وتخدم الاحتلال وتسهم في تلميع صورته، في ظل إصراره على اجتذاب الرياضيين العرب واتحاداتهم، وتشجيعها على تقديم أشكالٍ متعددة من أشكال الاعتراف بالاحتلال”.

ولفتت إلى أن الاحتلال الصهيوني قتل أكثر من 700 رياضي فلسطيني، منذ عام 1967، ويستمرّ اليوم في حرمان الرياضيين الفلسطينيين، لا سيما في غزة، من حقّهم في التنقّل على أرضهم وتنظيم المنافسات الرياضية فيها، ورهن حياتهم بأُذوناتِه وسلطته القهرية، بينما يستهدف الأندية الرياضية الفلسطينية في القدس المحتلة.

وقطعت مملكة بن سلمان شوطًا كبيرًا في تهيئة الأجواء العربية للتعايش مع مرحلة جديدة عنوانها الأبرز سيكون “التطبيع الكامل مع “إسرائيل””، وفتحت الباب على مصرعيه أمام الدول العربية الأخرى لتغيير علاقتها مع كيان الاحتلال وتقبله كواقع جديد في المنطقة.

التصريحات التي أدلى بها ولي العهد محمد بن سلمان، لمجلة “ذا أتلانتيك” الأمريكية، بأن لـ”إسرائيل” حق في الأرض الفلسطينية ويمكن التعايش معها مستقبلًا، وبلاده ليس لديها مشكلة مع اليهود، كشفت الوجهة الحقيقية التي تريد أن تصل إليها “الرياض الجديدة” في علاقتها مع كيان الاحتلال بعد أن رفعت كل المحظورات التي كانت في السابق تُجرم هذا الطريق.

وفجر ابن سلمان مفاجأة مدوية وقال: “في حال التوصل إلى سلام ستكون هناك مصالح بين “إسرائيل” ودول الخليج ومن بينها السعودية”، مضيفًا “الشعب اليهودي له حق في دولة قومية في جزء من موطن أجداده، والفلسطينيون والإسرائيليون لهم الحق في امتلاك أراضيهم الخاصة”.

 

إيران بنت أمريكا

وردًا على سؤاله عما إذا كان هناك إمكانية أن يكون هناك مصالح مشتركة بين بلاده و”إسرائيل”، قال ابن سلمان: “إسرائيل” اقتصاد كبير مقارنة بحجمها، وهي اقتصاد متنام، وبالطبع هناك الكثير من المصالح التي نتقاسمها معها، وإذا كان هناك سلام، سيكون هناك الكثير من المصالح بينها وبين مجلس التعاون الخليجي، ودول وبلدان مثل مصر والأردن”.

ورغم أن ابن سلمان فعلاً يحاول عبثًا دفع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لخوض حرب بالوكالة عنه لتدمير إيران أو على الأقل لتحجيم نفوذها في المنطقة، إلا أن محاولاته الساذجة وأمواله الطائلة التي دفعها لإمبراطور البيت الأبيض المتصهين -بعد أن سلبها من قوت المواطنين وعرق المقيمين بما فرضه من ضرائب ورسوم- لم تجد شيئاً.

لأنه مع الأسف لضحالة ثقافته وفهمه للعلاقات الدولية، وحداثة تجربته السياسية، و”شللية” دائرته الاستشارية -التي تحسن فقط تقطيع أجساد المعارضين بالمناشير- لم يدرك أن إيران في النهاية حليفةً للشيطان الأكبر ولإسرائيل، وإن هتفت حناجر قطعانها بموتهما.

كما أن ذاكرته التاريخية لم تسعفه ليدرك أن مشروع إيران التوسعي في المنطقة العربية صنع على أعين أمريكا وإسرائيل، وأن الذي دمر أعداء إيران من شرقها ومن غربها، أفغانستان طالبان وعراق صدام، لن يدمرها قطعاً، بل سيبقيها فزاعة يحلبون بها أموال عربان الخليج، ويقضون بها على التيارات والمشاريع السنية في المنطقة.

 

أبو رغالهم

وما يراه المراقبون المستقلون هو أن تقرّب ابن سلمان للكيان الصهيوني يتعدى في حقيقته هدف تحجيم النفوذ الإيراني ودرء الخطر الصفوي، إلى الهدف الأهم لهذه الهرولة البلهاء نحو التطبيع الرخيص مع هذا الكيان الغاصب، وهو نتاج طبيعي لوسوسة شيطان المنطقة الأكبر محمد بن زايد وملهمه الصهيوني محمد دحلان، بأن الطريق إلى العرش السعودي يمر بتل أبيب ليس إلا.

وأنه في ظل الصراع المحتدم على السلطة في الرياض بين أبناء الأسرة الحاكمة، فلن يفوز بها إلا الأوقح والأكثر استعداداً لبيع الأرض والعرض والدين والكرامة؛ فكان هذا الصبي هو مطيتهم التي يركبون “وأبو رغالهم” الذي سيقودهم لتدمير مقدسات المسلمين وتصفية قضيتهم الأولى والمحورية.

متسلحًا بحلفائه في محور الشر العربي، بعد أن كمم أفواه الأحرار من شعبه، وغيب مفكريهم ورموزهم في غياهب السجون حتى يفعل فعلته الشنعاء دون نكير، ويمرر هذا الزيف للرعاع والمخدوعين، بتزيين من سحرته المتصهينين الذين خلت لهم الساحة ليكشفوا عن سوءاتهم ويتقيؤوا ما في بطونهم ودواخلهم من نتن وعبودية ذليلة، حتى قال قائلهم -أذله الله وأخزاه-: “لك العتبى يا نتنياهو حتى ترضى”.