“سكاي نيوز” والاتجاه المعاكس!

- ‎فيأخبار

شبكة “سكاي نيوز” بثت خبرًا عن الانتخابات التركية بعنوان “الليرة تهبط بعد خسارة أردوغان في المدن الكبرى”، بعد الخسارة التي مني بها حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان في بلديات عدد من المدن الكبرى في البلاد، عقب ظهور النتائج الأولية للانتخابات المحلية، فقدت الليرة التركية 1.5 في المائة من قيمتها يوم الإثنين، كما نشرت مقالا بعنوان “أردوغان ينحدر في “اختبار الصندوق”.. كيف حدثت النكسة؟ استوقفتني هذا الخبر طويلًا، ورجعت بالذاكرة إلى كتاب “توماس إدوارد لورانس” “ثورة الصحراء”، حينما لخص سياسة بريطانيا في المنطقة العربية والإسلامية بقوله: لقد وضعنا بمهارة مكة فى مواجهة إسطنبول، والقومية ضد الإسلام.

واليوم واستمرارًا لهذه السياسة، نرى أحد حفدة لورانس “توني بلير” يقوم بنفس المهمة تقريبًا، ويتخذ من إحدى المستعمرات البريطانية السابقة مقرًا له في عاصمة دولة المؤامرات.

ونرى عداء بعض الأعراب لتركيا التي تشتاق للعودة لجذورها وهويتها الإسلامية، التى حاول الغرب والعلمانية الكمالية طمس معالمها لعقود، فهل هذا امتداد لثورة الصحراء أم أنها إحدى ثمار تعاون دولة المؤامرات مع توني بلير؟!

وأين هو السقوط؟ وأين هى النكسة التى يتحدث عنها هؤلاء؟ كما قال المولى عز وجل، (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ).

فقد فاز الشعب التركى فى هذا العرس الديمقراطي؛ حيث بلغت نسبة التصويت 84%، بعكس انتخابات النظم العسكرية المدعومة إماراتيا، تلك التي لا تزيد نسبة التصويت فيها على 5% مع استخدام كل الوسائل المتاحة، المباحة وغير المباحة، و”الأباحة” في إعلام مسيلمة الكذاب!.

إن هذه الانتخابات تمت بنزاهة وشفافية عالية، بعيدا عن تدخل أي سلطة فى سير العملية الانتخابية، وعندما خرج بن علي يلدريم مرشح العدالة والتنمية بإسطنبول- وهو رئيس وزراء سابق ورئيس برلمان سابق- وأعلن أنه فاز، رد رئيس اللجنة العليا للانتخابات بتقدم مرشح المعارضة، ولم نسمع أردوغان ولا غيره يقول لابن على يلدريم، امسح دموعك يا علي، على غرار “امسحي دموعك يا آمال”!.

فهل تكون نكسة وخسارة عندما يحصل تحالف العدالة والتنمية مع الحركة القومية “الشعب” على 51.7% من مجموع الأصوات مقابل 44.9% لتحالف “أمة” المعارض الذي يقوده حزب الشعب الجمهوري. ونتيجة تحالف “الشعب” هي تقريبا نفس النتيجة التي حصل عليها الرئيس أردوغان في انتخابات الرئاسة، ودلالتها تكمن في عدم التراجع بشكل عام. وكذلك حصل تحالف الشعب على غالبية بلديات المدن بواقع 52 بلدية من أصل 81 بلدية في عموم تركيا.

حزب العدالة والتنمية فاز في 40 مدينة.

حزب الحركة القومية (حليف حزب العدالة والتنمية): 11 مدينة

حزب الشعب الجمهوري 20 مدينة

الباقي لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي وآخرين

أما على مستوى مجموع المدن الكبرى 30 بلدية كبرى من 81 ولاية.

حزب العدالة والتنمية: 16 بلدية كبرى

حزب الحركة القومية (حليف): بلدية واحدة كبرى

حزب الشعب الجمهوري: 10 بلديات كبرى

حزب الشعوب الديمقراطي الكردي 3

أنقرة:

فاز بمنصب رئيس البلدية الكبرى مرشح حزب الشعب الجمهوري

يوجد في البلدية الكبرى 25 بلدية

نصيب العدالة والتنمية 19 بلدية

والحركة القومية (حليف العدالة والتنمية) 3 بلديات

وحزب الشعب الجمهوري 3 بلديات

إسطنبول:

لم يحسم بعد منصب رئيس البلدية الكبرى لوجود اتهامات بالتزوير من قبل “العدالة والتنمية” ضد حزب الشعب الجمهوري، والفارق حوالي 25 ألف صوت من 10 ملايين مصوت.

البلديات في إسطنبول

نصيب العدالة والتنمية 24 بلدية

والحركة القومية (حليف العدالة والتنمية) 1 بلدية

وحزب الشعب الجمهوري 14 بلدية.

المهم أن هؤلاء يتحدوثون عن الانتخابات، وهم لا يعرفون عن الانتخابات شيئا!! هذه هي الديمقراطية يا قوم. الحزب الحاكم إذا فاز لا يفوز إلا بنسبة ضئيلة، وليس على طريقة الأعراب نظام الـ999 الثلاث، كما أن حزب العدالة والتنمية قدم نموذجا شفافا، فلم يقم بتزوير الانتخابات واستغلال وجوده فى السلطة ليفرض نفسه على إرادة الشعب، وهنا يكمن الفارق بين الدكتاتوريات التى تدعمها دولة المؤمرات بالمال الحرام، وبين الديمقراطية التى تحترم إرادة الشعوب التى تختار من يمثلها بحرية تامة، ثم احترام الجميع لنتائج الصندوق أيًا كانت، وليس على مذهب عمرو حمزاوى بأن الديمقراطية ليست صناديق فقط كما يدعي البعض بل الأمر يتجاوز ذلك، وأن الديمقراطية الصحيحة، هي الالتزام بالمواثيق التي وقعت عليها مصر من احترام حقوق الإنسان، وعدم احتكار السلطة من جانب واحد!.