شاهد| ابن سلمان في ورطة.. المقاومة الشعبية بتعز تتخلى عن دعم السعودية

- ‎فيعربي ودولي

دعا رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في تعز، حمود المخلافي، الجنود اليمنيين في الحد الجنوبي للسعودية إلى سرعة العودة لجبهات القتال في محافظة تعز. وتأتي هذه الدعوة بعد إدانة الحكومة اليمنية العدوان الإماراتي الصريح الرامي لتقويض الشرعية ومنعها من بسط سيادتها على أرضها.

فما دلالة دعوة المقاومة الشعبية في تعز إلى عودة المقاتلين اليمنيين من الحدود السعودية في هذا التوقيت؟ وما موقف الحكومة اليمنية المحتمل من هذه الدعوة؟ وما تأثيرها على خياراتها تجاه الرياض خلال الفترة المقبلة؟.

واجب وطني مقدس.. هكذا نظر رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في تعز، حمود المخلافي، إلى عودة الجنود اليمنيين الذي يقاتلون في الحد الجنوبي للسعودية دفاعا عن أراضيها في مواجهة الحوثيين، بينما تتعرض بلادهم إلى مخاطر تواطؤ الرياض- إن لم تكن مشاركتها- في محاولات تقويض حكومتها الشرعية ونسف وحدة أراضيها.

وبحسب تقرير بثته قناة "الجزيرة"، مساء السبت، فإن موقف المقاومة الشعبية في تعز يضع- بنظر كثيرين- المزيد من الضغط على الحكومة اليمنية بجهة دفعها لاتخاذ موقف واضح من السعودية، بعد أن حسمت ترددها في الموقف من الإمارات بالإدانة الصريحة والمطالبة بملاحقتها في مجلس الأمن الدولي.

"تعز" الغاضبة لا تتهِم وحسب بل تسأل: لماذا نرسل جنود الشرعية إلى الحد الجنوبي للسعودية كي نحمي ملكهم من الحوثيين بينما نحن في مسيس الحاجة إليهم لاستكمال تحرير بلادنا من تعز إلى عدن؟ .

سؤال يفجر المسكوت عنه في صراع انقض فيه من قال إنه جاء لإعادة الشرعية، وتكشف عن غازٍ آخر كما حدث في انقلاب عدن وما تلاه، وذاك- وفق يمنيين- احتلال مكتمل الأركان، فمن يحمي من: السعودية أم الشرعية اليمنية؟.

ذاك هو السؤال الجارح الذي يعيد طرحه اليمنيون، وبحسب كثيرين منهم فإن هناك الآلاف من الجنود اليمنيين لا ينتشرون في شبوة أو أبين أو عدن بل على الحدود الشمالية مع السعودية، يشكلون ما يشبه المنطقة العازلة بين الأراضي السعودية ومسلحى الحوثيين، فهم يحمون السعودية ويتلقون ضربات الحوثيين، بينما تغمض الرياض عينيها عما يحدث في بلادهم، فلماذا لا يستديرون إلى الداخل لحمايته من زحف المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تدعمه الإمارات حليفة السعودية ليتركوا السعوديين كما تركوهم في مواجهة مسلحي الحوثي؟ .

يستطيع الرئيس اليمني أن يفعلها، وتلك من صلاحياته كما يقول المقربون منه، فمدن الجنوب ومحافظاته تحتاج إلى جنود الشرعية الذين يحمون السعودية، وفي هذا يشذ اليمنيون عن بقية دول العالم في كونهم يحمون من يفترض أن يحمي ويدافع بل ويعيد الشرعية كما وعد عندما شكل تحالفه وشن حربه على بلادهم.

وفي رأي البعض فإن تضارب الأجندات بين الرياض وأبو ظبي، أو على الأقل صمت السعودية مع ما تفعله الإمارات، يعيد تشكيل خريطة التحالفات في الصراع اليمني، يترك السعوديون وحدهم في مواجهة شمال يمني يحكم الحوثيون قبضتهم عليه، وهؤلاء لا يقصفون مطارات السعودية وحسب، بل يتوغلون بين فترة وأخرى داخل أراضيها، بل إنهم سبق أن سيطروا على عدة قرى سعودية دفعة واحدة، بينما فر جنود ولي العهد السعودي إلى داخل بلادهم.