شاهد| الرهان الخاسر.. هل ينقذ ترامب ديكتاتوره المفضل من أزمة سد النهضة؟

- ‎فيتقارير

تتجه الأنظار إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، والتي تشهد اجتماعًا مهمًّا تستضيفه وزارة الخزانة بشأن أزمة سد النهضة، ويترأس الاجتماع الوزاري الذي يشارك فيه وزراء الخارجية في كل من مصر والسودان وإثيوبيا، وزير الخزانة ستيف مينشون.

وكان البيت الأبيض قد أرسل، الشهر الماضي، خطابا إلى العواصم الثلاث والبنك الدولي لحثهم على إيجاد حل للصراع بشأن قضية مياه النيل وسد النهضة، عقب دعوة وجهها عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب، إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتدخل لحلحة أزمة سد النهضة.

وطلب ترامب من وزارة الخزانة وليس الخارجية الإشراف على التوسط بين الدول الثلاث، واستضافة اجتماع وزاري في واشنطن.

حسم المفاوضات

الدكتور نبيل ميخائيل، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن، يرى أن ما تستطيع واشنطن تقديمه هو التفاوض بخصوص هذه الأزمة، وربما عند لحظة ما في تاريخ المفاوضات يُحسم الأمر لصالح طرف واحد.

وأضاف ميخائيل، في مداخلة هاتفية لبرنامج المسائية على قناة الجزيرة مباشر، أن واشنطن عندما تقوم بحسم هذه القضية سيكون هناك خطوات مهمة في المفاوضات، بالإضافة إلى أن واشنطن لا تريد مفاوضات طويلة الأمد، ما يجعلها تلتزم بإطار زمني محدد.

وأوضح أن هناك طرفًا ثالثًا لا يمكن إغفاله وهو السودان، مضيفًا أن مصر أيام عبد الناصر كانت تستخدم إثيوبيا وهي دولة تستضيف المخابرات الأمريكية في قاعدة كبيرة على البحر الأحمر للضغط على السودان، واليوم مصر تحاول استخدام السودان للضغط على إثيوبيا.

الرهان الخاسر

بدوره قال الدكتور خليل العناني، أستاذ العلوم السياسية بمعهد الدوحة للدراسات، إنه من الناحية الشكلية تبدو مصر أقرب لأمريكا باعتبارها حليفًا استراتيجيًّا منذ القدم، لكن من الناحية الواقعية لا يوجد فرق بين البلدين؛ فإثيوبيا تمثل قوة استراتيجية في القرن الإفريقي ولديها مستقبل واعد في التنمية، ولديها فرص اقتصادية كبيرة .

وأضاف العناني، في حواره مع برنامج المسائية على قناة الجزيرة مباشر، أننا أمام محاولة لدفع المحادثات للأمام، وواشنطن لا تقوم بدور تفاوض أو وسيط، فهناك اتفاق تم توقيعه بالفعل بين مصر وإثيوبيا والسودان في 2015، ونص المبدأ العاشر في إعلان المبادئ على أنه حال تعثر المفاوضات يتم اللجوء إلى طرف ثالث بإجماع الدول الثلاث، وهو ما دفع مصر لطلب تدخل أمريكا؛ ظنا منها أنها ستكون قريبة من الموقف المصري.

وأوضح العناني أن الرهان على أمريكا في ظل حكم ترامب مخاطرة كبيرة؛ لأن ترامب يغير رأيه على مدار الساعة، أيضا إسناد إدارة المباحثات لوزارة الخزانة واستدعاء رئيس البنك الدولي الذي كان يعمل مساعدًا لوزير الخزانة الأمريكي الآن، يشير إلى أمريكا ستستخدم ورقة تمويل البنك الدولي لسد النهضة في الضغط على إثيوبيا.

وأكد العناني أن الرهان المصري على الدور الأمريكي خاسر، مضيفًا أن مصر فقدت كل أوراق القوى في هذا الملف، بدءا من التعاطي معه بسذاجة، والتفريط في حقوق مصر التاريخية بالتوقيع على إعلان المبادئ في مايو 2015، وأيضا برعونة بعيدًا عن القوة الناعمة التاريخية لمصر.

ولفت إلى أن اللجوء إلى الصين كان الحل الأفضل؛ لما لها من استثمارات في القرن الإفريقي وتمويلها بناء سد النهضة .