بعد إقرار قانون الانتخابات الجديد.. هل تستكمل الانتفاضة العراقية أهدافها؟

- ‎فيتقارير

توتر أمني ورفض شعبي متصاعد لمرشحي رئاسة الحكومة العراقية، بالتزامن مع إعلان الرئيس العراقي، برهام صالح، عن وضع استقالته أمام البرلمان، رافضًا تسمية “أسعد العيداني”، محافظ البصرة الحالي، مرشحًا لرئاسة الحكومة.

المحتجون أيضًا رفضوا إعلان تحالف البناء، الذي يضم فصائل الحشد الشعبي إضافة إلى تحالف دولة القانون وبعض القوى السياسية الشيعية، عن تقديمه أسعد العيداني مرشحًا لتولي منصب رئيس الوزراء، محملين إياه مسئولية قتل المتظاهرين، حيث تصاعدت حدة التظاهرات الشعبية في بغداد والمحافظات الجنوبية.

ويعد العيداني ثالث مرشح يعلن المحتجون رفضهم تكليفه للمنصب، وذلك بعد عضو البرلمان محمد شياع السوداني، ووزير التعليم العالي في الحكومة المستقيلة قصي السهيلي، وذلك عقب انتهاء المهلة الدستورية لتكليف مرشح لتشكيل الحكومة المقبلة، إلا أن رئاسة الجمهورية حددت الأحد الماضي آخر يوم للمهلة.

وبعدما أجبر المحتجون حكومة عبد المهدي على الاستقالة، مطلع ديسمبر الجاري، يصرون على رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين، عام 2003، فهل تنجح الانتفاضة في تحقيق أهدافها كاملة؟

وانطلاقًا من حرصه على حقن الدماء، أعلن الرئيس العراقي برهام صالح عن اعتذاره عن تسمية محافظ البصرة الحالي أسعد العيداني لرئاسة الحكومة، مؤكدا أنه وضع استقالته أمام البرلمان؛ لتأكيد أن الحراك السياسي والبرلماني يجب أن يكون معبرا عن الإرادة الشعبية.

وبحسب مصادر صحفية، فإن الحديث عن توافق على الشخصية التي سيتم تكليفها بتشكيل الحكومة قد يكون حديثا مبكرا، خاصة مع تأكيد المتحدث باسم كتلة سائرون أن الكتلة لن تكون جزءًا من أي توافقات سياسية لتسمية رئيس الوزراء، وذلك بعد أن نفت الكتلة التابعة للتيار الصدري إبرام صفقة لتمرير مرشح لرئاسة الحكومة، وهنا الحديث عن العيداني، مقابل منحها منصب محافظ.

وشددت الكتلة، في بيان لها، على رفضها أي شخصية لرئاسة الوزراء لا تتناسب مع إرادة الشعب وتوجهات المرجعية العليا.

ميدانيًّا قابل المحتجون في بغداد والمحافظات الجنوبية الإعلان عن ترشيح كتلة البناء التي تضم أحزابًا مرتبطة بالحشد الشعبي، العيداني لمنصب رئيس الوزراء بالرفض مطالبين بشخصية مستقلة من خارج الأحزاب السياسية.

قناة مكملين ناقشت مستقبل تشكيل الحكومة العراقية في ظل الرفض السياسي والشعبي، ورفض الرئيس العراقي تسمية العيداني لرئاسة الحكومة تضامنا مع المحتجين، ويعلن استعداده للاستقالة، وإمكانية أن تستكمل الانتفاضة العراقية أهدافها بعد إقرار قانون الانتخابات الجديد.

لعبة سياسية

الناصر دريد، أستاذ العلاقات الدولية، يرى أن الرئيس العراقي برهام صالح لا يملك الرفض من الناحية الدستورية، وهو يلعب لعبة في غاية الحساسية، حيث يريد التلويح بالاستقالة، مضيفا أن بإمكان الكتل السياسية أن ترفع الأمر للمحكمة الاتحادية، وبعدها يمكن للمحكمة الاتحادية أن تحكم بأنه لا يملك حق رفض مرشحٍ قررته كتلة أكبر في البرلمان.

وأضاف أن صالح يراهن على أن هذه القضية سترفع أسهمه في الشارع بشكل كبير، وربما تُنجيه من عمليات محتملة لتصفية الطبقة السياسية بأكملها، وتزكّيه أمام الناس بأنه هو من وقف ورفض تسمية ضد إرادة الانتفاضة.

وأوضح دريد أن رئيس الجمهورية في الدستور العراقي يشبه منصب ملكة بريطانيا، مجرد منصب شرفي، وما يقرره البرلمان يقبل رئيس الجمهورية بتسميته، لكن في ضوء نظام مهترئ ليس له أساس دستوري توجهت الجماهير إلى رئيس الجمهورية لمطالبته بعدم الموافقة على المرشحين الذين تقدمهم الطبقة السياسية، واحدا تلو الآخر، وبات “صالح” تحت ضغط شعبي واسع بالقبول والرفض، وهو لا يملك هذا الحق.

وأشار إلى أن البرلمان لا يملك إقالة برهام صالح؛ لأنه سيبدو أمام الناس وكأنه يقيل الشخص الذي يؤيد آراء الانتفاضة والحراك في الشارع.

الناصر دريد: الرئيس العراقي يلعب لعبة سياسية كبرى

أستاذ العلاقات الدولية الناصر دريد: الرئيس العراقي يلعب لعبة سياسية كبرى.. تعرف على تفاصيلها

Posted by ‎قناة مكملين – الصفحـة الرسمية‎ on Thursday, December 26, 2019

تدخل دولي

الدكتورة سهيلة الربيعي، الأكاديمية والمحللة السياسية العراقية، رأت أن القانون الجديد للانتخابات سيكون بسمة أمل في حالة تطبيقه كما أُعلن عنه؛ لأنهم يقولون شيئا وينفذون شيئا آخر.

وطالبت الربيعي بتدخل الأمم المتحدة لحماية المتظاهرين، مضيفة أن المحتجين بينهم كفاءات وعقول على أعلى مستوى، وهم قادرون على بناء دولة كاملة، مضيفة أن الحكومة تروج الأكاذيب وهناك تخوفات في حالة تقديم المحتجين قيادات لرئاسة الحكومة أن يتعرضوا للاغتيال.

وأوضحت الربيعي أن الشعب العراقي يتعرض للإبادة من قبل المليشيات، ولا بد من فرض الحماية الدولية على العراق حتى يتم حل الأزمة السياسية.

د. سهيلة الربيعي: لو تقدم الحراك في العراق بقائمة لمرشحين لرئاسة الحكومة سوف يتم قتلهم

د. سهيلة الربيعي: لو تقدم الحراك في العراق بقائمة لمرشحين لرئاسة الحكومة سوف يتم قتلهم#قصة_اليوم

Posted by ‎قناة مكملين – الصفحـة الرسمية‎ on Thursday, December 26, 2019