شاهد| دراما رمضان.. بين الفن والسياسة

- ‎فيسوشيال

أصدرت لجنة الدراما، التابعة للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، تقريرها بشأن تقييم الأعمال الدرامية المقدمة على شاشات القنوات الفضائية بمصر، في الأسبوع الأول من شهر رمضان.

ورصدت اللجنة 948 مخالفة في 18 مسلسلًا خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان، من أبرزها إيحاءات جنسية وألفاظ مبتذلة ومشاهد عنف، وعدم احترام القانون، وأخرى لا تحترم الهوية المصرية والعربية، ومخالفات تشوّه صورة المرأة.

وكان المجلس الأعلى للإعلام قد وجّه خطابات لشركات الإنتاج الفني تحتوي على 7 بنود للممنوعات خلال الأعمال الدرامية في شهر رمضان، وتم الأمر بشكل غير معلن؛ حتى لا يتم اتهام المجلس بمحاولة فرض وصاياه على المبدعين والفنانين.

وتسلّمت شركات الإنتاج تلك الخطابات بالفعل، وتضمن الخطاب تحذيرًا بعدم عرض الأعمال التي سيوجد بها أي مشهد يحتوي على أشياء تمت الإشارة إليها كمحظورات من قبل المجلس.

وشملت قائمة الممنوعات في دراما رمضان 2019، العري والرقص ومشاهد الكباريهات والملاهي الليلية، ومشاهد العشوائيات، ومشاهد الضباط الفاسدين، ومشاهد البلطجة والمخدرات والخمور والجنس والسياسة والدين.

من جانبه، رأى الفنان وجدي العربي أن الإعلام يلعب دورًا خطيرًا في تشكيل وعي المواطنين، لافتا إلى أن خريطة الدراما في رمضان 2019 شهدت 24 عملًا فنيًّا، لكنها شهدت تجاوزات فجة، حيث شهد أحد المسلسلات 166 مخالفة ما بين كلام سوقي وإيحاءات جنسية.

وقال العربي، في حواره مع برنامج “حوار مباشر” على قناة “الجزيرة مباشر”: إن الفنانين في الماضي أسهموا بدور في دعم الأنظمة المستبدة، لكن أغلبهم كانوا مثقفين وينتقون أعمالهم بدقة، على العكس من فناني اليوم الذين ينظرون إلى المادة قبل كل شيء، وأغلبهم لا يملك أي رؤية أو رسالة.

وأضاف العربي أن الدراما لعبت دورًا في شيطنة جماعة الإخوان المسلمين، على الرغم من تاريخها الطويل في العمل الخيري والدعوة ورعاية الإنسان، والدور الخدمي الكبير الذي لعبته في الحياة الاجتماعية المصرية.

وأوضح العربي أن ابتعاد الدراما عن الحديث عن ثورات الربيع العربي بسبب خوف الحكام ورعبهم من الثورة، وانتهاكاتهم في مجال حقوق الإنسان وتغييب الديمقراطية، مضيفا أن الحاكم القوي هو الذي يسمح للفن والإعلام بالنقد البناء ويسعى لتصحيح الخلل.

وأشار إلى أن هيمنة الجيش على الدراما والفن بدأت منذ اللحظات الأولى لانقلاب يوليو 1952 في فيلم “نهارك سعيد”، للفنانة الراحلة شادية والفنان الراحل منير مراد، حيث تم إقحام أوبريت غنائي عن الجيش في نهاية الفيلم لتلميع الجيش ومباركة الانقلاب.