شاهد| دلالات استدعاء السيسي لـ”جيش أكتوبر” في هذا التوقيت

- ‎فيتقارير

قبل نحو أسبوع كانت ذكرى 6 أكتوبر، ذكرى بطولة الجيش المنصور في معركة كرامته لتحرير سيناء، لكن وكحالها منذ سنوات، مرت هذه الذكرى كبقية الأيام، فغابت مظاهر تخليدها، لا سيما في سيناء التي تعاني من ظروف إنسانية بالغة الصعوبة، هذه الظروف التي تعود وللمفارقة إلى سياسة الانتهاك والتعدي على أهلها من قبل قوات الجيش المصري نفسه، ما أوجد فجوة بين الطرفين لم يعد بالإمكان سدها.

فنيران هذا الجيش لا تزال تتسبب في قتل وإصابة الآلاف من أبناء سيناء على مدار السنوات الست الماضية، كما لا تزال آلياته تقطع أسباب الحياة عن أهلها في سياسة معلنة لتهجيرهم منها، واليوم بدا أن السيسي ونظامه يدركون حقيقة هذه الفجوة، ليس بالنسبة لأبناء سيناء فحسب، ولكن لعموم المصريين الذين اهتزت في وجدانهم صورة قادة الجيش الحالي وهيبته بعد تغولهم في شئون حياة الناس ومعايشهم، فضلًا عما كشفته التسريبات المتعاقبة عن وقائع فساد وإهدار للمال العام في مشروعاته الخاصة، لتأتي فعاليات الندوة التثقيفية الجديدة للقوات المسلحة كما لو كانت تحمل دعاية جديدة يحاول من خلالها استحضار معاني البطولة وإلصاقها بقادة نظامه.

أيام دامية تعيشها مدينتا رفح وبئر العبد في شمال سيناء، إثر هجمات متزامنة ونيران مختلطة تحصد أرواح العسكريين والمدنيين على حد سواء .

ففي غارات لطائرات حربية مصرية على مدينة بئر العبد، مساء أمس، قُتل ما لا يقل عن 12 مدنيًّا من عائلة واحدة، فيما قُتل عسكريون وأصيب آخرون بجروح؛ نتيجة هجمات متتالية نفذها مسلحون على كمائن للشرطة وآليات للجيش في كل من رفح وبئر العبد.

وعلَّق عبد الفتاح السيسي على ما يجري في سيناء بالقول: إن الجيش يخوض حربًا شرسة ضد الإرهاب، فيما يخوض معركة أخرى مع الدولة للبناء .

وفي خطابه خلال فعاليات الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، علّق السيسي على انتقادات فشل إدارته ودعوات عزله بالقول: إن المصريين لم يطالبوا القائد بالرحيل بعد هزيمة 1967، في إشارة إلى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

قناة مكملين ناقشت، عبر برنامج قصة اليوم، قصة دولة الضباط ومحاولات تجميل الصورة القبيحة، وكيف استخدم السيسي الندوة التثقيفية لاستدعاء بطولات جيش أكتوبر.

بدوره كشف أبو الفاتح الأخرسي، الصحفي المتخصص بالشأن السيناوي، عن تفاصيل حادث استهداف قوات الجيش للمدنيين واستشهاد 13 منهم بمنطقة بئر العبد.

وأضاف الأخرسي أن عددًا من أفراد عائلة العوايضة المقيمين بقرية الدراويش، استُشهدوا عقب قصف طائرة بدون طيار تابعة للجيش خلال عودتهم من مزرعة الزيتون الخاصة بهم، ما أسفر عن مقتل عائلة بأكملها وعدد من الجيران.

وأوضح أن قوات الجيش استهدفت المنطقة على نطاق واسع عقب حادث كمين “تفاحة”، الذي استهدف قوات الجيش، حيث قصف الجيش مسجد غازي وعنابر الدواجن وأشجار النخيل وسيارات المدنيين .

وأشار الأخرسي إلى أن انتهاكات قوات الجيش بحق المدنيين في بئر العبد هي تكرار لانتهاكات الجيش في رفح والشيخ زويد والعريش، مضيفا أن قوات الجيش بكمين تفاحة منعت عربات الإسعاف من المرور عقب الحادث لإسعاف المصابين ونقل الضحايا لمستشفى بئر العبد.

https://www.facebook.com/mekameeleen.tv/videos/1567253450083573/

وفنَّد الأخرسي مزاعم السيسي حول تعويض أهالي سيناء المهجّرين، موضحًا أن من حصلوا على تعويضات هم أعداد قليلة لا تُذكر، وأن التهجير شمل أيضًا مدينة العريش، وهي تبعد عن الحدود مع قطاع غزة 45 كم.

https://www.facebook.com/mekameeleen.tv/videos/436418570321444/

من جانبه قال أحمد مولانا، الباحث السياسي: إن الحادث امتداد لسلسلة من الحوادث التي أعقبت تفجُّر المشهد في سيناء عقب الانقلاب العسكري؛ بسبب اندلاع اشتباكات بين التنظيمات المسلحة في سيناء وقوات الجيش في رفح والشيخ زويد .

وأضاف مولانا أن الجيش أطلق عددًا كبيرًا من الحملات العسكرية، منها حق الشهيد “1 و2 و3” على مناطق رفح والشيخ زويد، وتم إخلاء الشريط الحدودي برفح وعدد كبير من القرى في الشيخ زويد، ما أدى في 2016 إلى انتقال عمليات تنظيم ولاية سيناء إلى مدينة العريش.

وأوضح أن الجيش بدأ يشن حملات على مدينة العريش، وكان أكبرها العملية الشاملة التي انطلقت في فبراير 2018، واستخدم فيها الجيش أسلوب الحصار والتمشيط للأحياء والقرى، مع التركيز على المناطق الزراعية بمنطقة “أبو طبل”، التي تعرضت لقصف مدفعي مكثف بدعوى أنها معقل التنظيمات المسلحة.