دلالات تحذير منظمة الصحة من سيناريو كارثي لانتشار كورونا في مصر

- ‎فيتقارير

بعيدا عن شائعات قوى الشر أو مناعة المصريين كما يتردد على شاشاتنا، يكفى عقد مقارنة بسيطة مع كثير من بلدان العالم ليبدو النظام معها مرتاحًا لوضعه، تقول الأرقام إننا في وضع جيد مقارنة بالآخر، ويقول السيسي: “الحمد لله ربنا حافظنا والبعض مستكتر علينا إن ربنا حافظنا”.

لكنّ الشكوك لم تتوقف، فحوادث الموت خارج مستشفيات العزل أكبر تعدادا مما يعلن فى داخلها، 14 حالة مثلا أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة أنهم ماتوا قبل وصولهم إلى مستشفى العزل، هذا ما أكده في تصريحات تلفزيونية قبل يومين بكل وضوح.

قد يموت أحدهم كما مات العجوز الفقيد أمام مستشفى الحياة التخصصية بحمامات القبة، قد يموت الطبيب أحمد اللواح، والباحثة ياسمين أشرف، فتعلن وزارة الصحة عن وفاة واحد فقط، وحينما تسأل عن الباحثة الفقيدة تقول إنها لم تمت بالفيروس.

لم نكن نعلم حتى بوصول الفيروس إلى صفوف القوات المسلحة، قبل أن تضطر الدولة إلى إعلان وفاة اثنين من كبار قادتها، وفيات ومصابون لم تعلن الوزارة عنهم من الأصل.

ليلة أمس على سبيل المثال، أُعلن عن عزل قرية الهياتم التابعة لمدينة المحلة بمحافظة الغربية وتطبيق الحجر الصحي عليها، بعد إشارات عن انتشار عدوى كورونا بين قاطنيها.

إعلان جاء بعد يومين من حديث وزارة الصحة عن عزل مدن وقرى فى عشر محافظات دون تسميتها، يحدث هذا فيما تواصل آلة النظام الترويج لما تعتبره نجاحًا فى السيطرة على تفشى المرض، لا صوت أعلى من دعاء الشيخ السيسي وموسيقى الانتصار في معركتنا ضد الفيروس.

معركة كشفت ملابسات وفاة الطبيب اللواح، جانب منها وهو يستغيث للحصول على سرير مزود بجهاز تنفس صناعي، هذه المعركة الفاشلة للتستر على واقع المنظومة الصحية المعروفة جيدًا بالنسبة للمصريين، لا يمكن أن تستمر على هذه النتائج.

هذا ما يمكن استخلاصه من منظمة الصحة العالمية، التى أشادت من قبل بإجراءات الحكومة المصرية فى التعامل مع الوباء، تقول المنظمة إنها تحذر من سيناريو تفشى المرض فى مصر على نطاق أوسع، وأنها تبذل قصارى جهدها لتفادى هذا السيناريو، وأنها تؤكد فى الوقت ذاته درجة التأهب لهذه الاحتمالية، ما يعنى ضرورة التخطيط لتخصيص مزيد من مرافق الرعاية الصحية.

التحذير الذي جاء على لسان مديرة إدارة الأمراض السارية بالمكتب الإقليمي بالمنظمة الأممية، أشار إلى ما حذرنا منه كثيرا من نقص خطير فى عدد الأسرة وغرف الرعاية ليؤكد الحاجة إلى مزيد منها فى حالات الإصابة الوخيمة، والمزيد من وحدات العناية المركزة للحالات الحرجة.

موقف يتوافق أخيرًا مع تحذيرات شرائح واسعة بالمنظومة الصحية المصرية، وعلى رأسها نقابة الأطباء فضلا عن مؤشرات دولية تضع مصر في مرتبة متأخرة فى منظومة الخدمات الصحية، على عكس ما كانت تبديه بيانات إشادة المنظمة منذ بداية الأزمة.

دعت منظمة الصحة العالمية السلطات المصرية إلى توفير مزيد من أماكن الرعاية الصحية؛ تحسبًا لانتشار الوباء على نطاق أوسع خلال الفترة المقبلة، وحذر مدير الأمراض السارية بالمكتب الإقليمي للمنظمة الأممية، إيفان هوتن، من سيناريو تفشى المرض فى مصر، مؤكدًا أن المنظمة تبذل قصارى جهدها لتفادى هذا السيناريو، فإنها تؤكد فى الوقت ذاته ضرورة التأهب لهذه الاحتمالية، ما يعنى ضرورة التخطيط لتخصيص مزيد من مرافق العزل لحالات الإصابة الخفيفة، ومزيد من الأسرة فى المستشفيات لحالات الإصابة الوخيمة، ومزيد من الأسرة في وحدات العناية المركزة للحالات الحرجة.

لكن الموقف الجديد للمنظمة الأممية بدا متوافقًا أخيرا مع تحذيرات شرائح واسعة بالمنظومة الصحية المصرية، وعلى رأسها نقابة الأطباء التي خسرت أحد فرسانها فى مكافحة العدوى بعد معاناة شديدة بحثا عن سرير مزود بجهاز تنفس صناعي، لتشدد المنظمة على ضرورة التخطيط لتخصيص مزيد من مرافق العزل لحالات الإصابة الخفيفة، ومزيد من الأسرة فى المستشفيات ووحدات العناية المركزة.

قناة مكملين ناقشت، عبر برنامج قصة اليوم، دلالات تحذير منظمة الصحة العالمية من تفشي كورونا في مصر ومستجدات الأزمة.

وقال الدكتور ياسر الديب، استشاري مكافحة العدوى، إن رسالة منظمة الصحة العالمية الأخيرة لمصر لامست كبد الحقيقة، وأصبح هناك وعي تام من قبل المنظمة بوجود مشكلة غير معلنة في مصر، وأن الوضع في مصر يشبه القنبلة الموقوتة وقد ينفجر في أي لحظة.

وأضاف الديب أن تغير لهجة منظمة الصحة حول طبيعة تفشي كورونا في مصر أمر طبيعي، بعد تعدد حالات الإصابة وزيادة نسبة الوفيات، على الرغم من أن الأعداد المعلنة للإصابات ضئيلة مقارنة بالدول الأخرى.

وأوضح الديب عدم وجود تفتيش على نظام الانقلاب أو رقابة دولية من منظمة الصحة العالمية، مؤكدا أن تركيا التي يقترب تعداد سكانها من عدد سكان مصر، أعلنت تسجيل 10 آلاف حالة رغم توافر الإمكانيات الطبية لديها، في المقابل زعمت حكومة السيسي اكتشاف 600 حالة فقط.

بدوره قال المهندس شريف كامل، الناشط السياسي، إن الحكومة المصرية لا تتمتع بالشفافية فيما يتعلق بأزمة كورونا، مضيفا أن العبرة بعدد الحالات التي يجرى الكشف عليها وليس بعدد الحالات المصابة المعلن عنها، مرجعا انخفاض أعداد الإصابات إلى قلة عدد الحالات التي جرى الكشف عليها.

وأضاف كامل أن منظمة الصحة في بداية الأزمة أشادت بإجراءات حكومة السيسي قبل انتقال الفيروس إلى المنطقة، لكن بعد انتشاره حذرت من أن عدم الشفافية والتكتم على أعداد الإصابات سيؤدي إلى كارثة وخيمة.

وأوضح كامل أن واقعة وفاة الطبيب أحمد اللواح كشفت العجز الكبير في أجهزة التنفس الصناعي، مضيفا أن النظام الصحي والمستشفيات في مصر لا تملك الإمكانيات لمواجهة الأمراض العادية وليس الأوبئة، مضيفا أن دول العالم اعترفت بعدم جاهزيتها لمواجهة الفيروس باستثناء حكومة السيسي أصرت على المكابرة.

امتحان #كورونا.. لماذا حذّرت منظمة الصحة العالمية من سيناريو خطير في مصر بعد الإشادة؟ وماذا وراء دعوة نجيب ساويرس بعودة العمل؟؟تابعونا في #قصة_اليوم مع الإعلامي خالد جعفر

Posted by ‎قناة مكملين – الصفحة الرسمية‎ on Tuesday, March 31, 2020