شاهد| رغم دعمه الانقلاب.. السيسي يواصل صفع “الحنجوري” عبدالحليم قنديل

- ‎فيأخبار

 كتب: يونس حمزاوي
يُعَد الصحفي "عبدالحليم قنديل" حنجوريًّا ناصريًّا من طراز فريد، كان شديد المعارضة لمبارك، إلا أنه دعم انقلاب العسكر على التجربة الديمقراطية بعد ثورة يناير، وصفق لمجازر العسكر بحق جميع الثوار.

ورغم دعمه لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، إلا أن الأخير واصل صفعه مجددا، بتجاهله تماما في تعيينات الهيئات الإعلامية.

وفي لقاء سابق للسيسي مع الصحفيين، وقف عن يمينه رئيس المجلس الأعلى للصحافة، وعن شماله نقيب الصحفيين، ظهر قنديل مزاحما أحدهما ليكون بجوار السيسي، فقد كان يُمنّي نفسه بأن يكون "كاهن الفرعون"، أو "هيكل المرحلة".

و"قنديل" الناصري حتى النخاع كان معجبا بالكومبارس "حمدين صباحي"، الذي وصفه بـ"غاندي العظيم"، إلا أنه تخلى عنه تماما في سباق ترشحه في مسرحية انتخابات الرئاسة عام 2014م، وانحاز هو وثلة من الناصريين لقائد الانقلاب.

منعه من السفر

الصفعة الأولى من السيسي لقنديل كانت في 8 من شهر أغسطس 2015م، حيث منعت سلطات مطار القاهرة الدولي "قنديل"، رئيس تحرير جريدة "صوت الأمة" الأسبوعية، من السفر إلى عمان، للمشاركة في منتدى يقام بالعاصمة الأردنية مساء ذلك اليوم.

وقال قنديل، في تصريحات صحفية وقتها: إن منعه من السفر استند إلى قرار سابق على ذمة القضية المنظورة حاليا، والمعروفة بإهانة السلطة القضائية، رغم أن المحكمة كانت قد أصدرت، في 23 نوفمبر 2014، حكما بإلغاء منعه من السفر في هذه القضية.

وأشار قنديل إلى أنه حاول الاتصال بعدد من كبار المسئولين، لكن نظرا للوقت المبكر لم يردوا إلا بعد أن غادرت الطائرة بالفعل، لافتا إلى أنها المرة الثانية التي يمنع فيها من السفر إلى الأردن، رغم عدم منعه من السفر من قبل، سواء في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، أو في فترة الرئيس محمد مرسي.

تجاهله في تعيينات الهيئات الإعلامية

جاءت صفعة السيسي الثانية لقنديل، من خلال تجاهله تماما في تشكيل الهيئات الوطنية للإعلام.

وبحسب مراقبين، فإن السيسي يتعامل باحتقار مع المرشدين الإعلاميين، فهو في واقع الأمر يستخدمهم لصالحه، ولكنه في داخله يحتقرهم أشد احتقار مهما قال لهم من كلمات المجاملة والتشجيع، ولا يمكن أبدا أن يثق بهم أو يحترمهم، وبعد انتهاء مصلحته وغرضه منهم سيلقي بهم في أقرب سلة مهملات.

لماذا كرم جبر بالذات؟

وبحسب الكاتب الصحفي سليم عزوز- في مقالٍ له بعنوان «عبد الحليم قنديل.. حدثني عن أحاسيسك الآن!»- فإن اختيار كرم جبر تحديدا ليكون رئيسا للهيئة الوطنية للصحافة، صفعة كبيرة لعبدالحليم قنديل.

يقول عزوز: "هناك من شاركوا في مظاهرات 30 يونيو، مثل عبدالحليم قنديل، ثم تابوا من قريب؛ فمنهم من انقلب بعد إعلان السيسي ترشحه للانتخابات الرئاسية، ومنهم من توقف عن تأييده لأنه لم يجد على النار هدى؛ فقد كان يمني نفسه بمنصب في الدولة الجديدة، لكنه خرج من المولد بلا حمص، وآخر العائدين من معسكر الانقلاب كان موقفهم بعد قرار التفريط في التراب الوطني وفي جزيرتي "تيران" و"صنافير"!.

وبقي عبدالحليم مؤيدا ومبررا وملتمسا الأعذار، ولم يعد يدعو إلى لقاءات السيسي، وصار ما يسعده ويطيب خاطره أنه أوكلت إليه مهمة تشويه الفريق أحمد شفيق، ويكفيه أن اتصالات عباس كامل به لم تنقطع!.

لقد أعاد السيسي دولة مبارك، ولم يجد قنديل في ذلك مبررا كافيا لأن يغادر معسكره، لكن أن يصل الأمر إلى حد اختيار كرم جبر بالذات رئيسا للهيئة الوطنية بالصحافة، فهذه ثالثة الأثافي!.

لقد شكل السيسي الكيانات الإعلامية من دولة مبارك، ولم يعين فيها عبدالحليم قنديل وأمثاله، ويبقى هذا كله أمرا عاديا، لكن غير العادي هو اختيار كرم جبر بالذات، ليس لأن جبر أخرج من مؤسسة روزا اليوسف بعد الثورة بقوة الدفع الثوري، فأحد الأعضاء الذين اختارهم السيسي كان رئيسا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، وتم إخراجه أيضا من مكتبه إلى الشارع، وبدا في اختيارهم من قبل السيسي ردا للاعتبار لهم بعد أن أهانتهم الثورة!.

كرم جبر أمره مختلف، فقد ناظر عبدالحليم قنديل قبل الثورة دفاعا عن مبارك، وكان قد استدعي لمهمة إهانة قنديل، بعد غضب مبارك على حلقة سابقة شارك فيها رئيس تحرير "الأهرام" أسامة سرايا، الذي كان لا يذكر اسم عبدالحليم قنديل إلا مسبوقا بلقب "الدكتور"، وعلمت وقتها أن مبارك غضب غضبا شديدا على هذا الاحترام الذي اعتبره زائدا عن الحد، وعنف أسامة سرايا في مكالمة هاتفية حادة!.

وجاء كرم جبر ليصف قنديل بأنه "دكتور بهايم"، وهو وصف يطلق على الأطباء البيطريين، وقال قنديل إنه تخرج في كلية الطب البشري؛ لأنه كان متفوقا في الثانوية العامة وليس فاشلا مثله. وفي هذا اللقاء قال قنديل إنه يتقيأ مبارك، ورد عليه جبر بالتي هى أسوأ.

وقامت الثورة وأخرج كرم جبر من مكتبه كرئيس مجلس إدارة مؤسسة "روزاليوسف"، وها هو يعود مرة ثانية على حصان أبيض، بينما هبط سقف أحلام عبدالحليم قنديل إلى مجرد أن يكون عند حسن حظ عباس كامل، فيتم الإبقاء عليه رئيسا لتحرير جريدة "صوت الأمة" بعد أن اشتراها "أبو هشيمة" لصالح السيسي!.

لقد صدرت جريدة "صوت الأمة" بعد تشكيل الكيانات الإعلامية الثلاثة، ولا توجد فيها كلمة نقد لاستدعاء الفلول وإحياء كرم جبر!.