“كورونا”.. الاختبار الصعب لنظام السيسي

- ‎فيتقارير

لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها، أثر وجيز مما جاد به تراثنا العربي وما زالت حكمته شاهدة على حماقات ترتكب باسم بلادنا.

حين تصنف مصر كواحدة من بين أكبر البؤر المحتملة لتفشى فيروس كورونا بعد إيران وايطاليا طبقا لمعهد روبرت كوخ الأوروبي العريق، فتجد الإنكار ردًّا وخيارًا واحدًا من جانب النظام أمام كل دراسة تحاول تقدير حجم الأزمة وتداعياتها المحتملة.

حين تخرج أمهات المظاليم في يوم عيد الأم لتناشد النظام الإفراج عنهم ولو مؤقتًا تحسبًا لتفشي الوباء بينهم، فتجد الرد عليهم اعتقالاً وإهانة، بينما لا يستحيي زعيمهم من التظاهر بإجلال الأم وتقديرها بعبارات جوفاء على صفحته أو أمام الشاشات.

وحين يناشد كل طبيب غيور على بني وطنه الالتزام بقواعد الوقاية من المرض فتجد مطربي المهرجانات الشعبية يتنافسون في السخرية منها.

النظام يحصد ما زرعه.. يقول مغردون؛ هو من بدأ بالاستخفاف بالمرض، وهو من أغرى ذراعه الإعلامية بانتهاج سبيل السخرية من مخاوف انتشار الفيروس، فترد وزيرة الصحة لو فشلنا في احتواء الفيروس سيكون بسبب سلوكيات الناس.

الخطاب الذي بدا كمحاولة جديدة لتحذير المواطنين وأخذ أزمة تفشي الوباء على محمل الجد، تقول مصادر إنه يأتي في إطار استعدادات أخيرة لتطبيق حظر تجول جزئي يبدأ من السابعة مساء حتى السادسة صباحا بسبب عدم الالتزام بقرارات الإغلاق الجزئي للمحلات.

حدث ذلك أم لم يحدث سيبقى على أولويات هذا النظام وفق توصيات الخبراء أن يبذل كل جهد لدعم الطواقم الطبية قبل أن تسقط همتهم وأن يرفع ظلمه عن ضحاياه كي يرفع الله الوباء عن البلاد يقول الكاتب الصحفي وائل قنديل، وأن يعيد النظر في أولوياته كما يقول الحقوقي بهي الدين حسن، فأولويات حكومتنا حتى الآن وفقا لبيان وزير الإسكان هو تخصيص 80 مليون جنيه لبناء ضاحية جاردن سيتي الجديدة في العاصمة الإدارية وتشيد فنادق خمس نجوم وفيلات فاخرة على الطراز الفرنسي.

هذا ما يحدث في عالمنا الرحب أما عالم المحجورين الذين يعانون في صمت فحدث عن ثالوث الكارثة في مصر كما تسميه ميدل إيست أي الإنكار والخوف والديكتاتورية خشية تصنيف البلاد بخطر لا يحمد عقباه.

دولة الانقلاب تعاملت مع أزمة كورونا من البداية وكالعادة بمنتهى الشفافية، هذا ما قدمه السيسي في أول ظهور له منذ دخول فيروس كورنا البلاد، اللقاء الذي حضره عدد من الوزراء في أثناء تكريم سيدات مصريات اعتبر فيه السيسي أن البيانات الصادرة عن مصر تعكس الواقع الذي تعيشه وأن التشكيك الذي يتردد من مصادر محلية وخارجية مجرد أكاذيب وليست في موضوع كورونا فحسب، وإنما يمثل أزمة ممتدة منذ 80 عامًا لزعزعة الثقة في الحكومة، على حد تعبيره.

بالحديث عن الأرقام تجدر الإشارة إلى الأنباء الواردة من معهد روبرت كوخ المؤسسة المرجعية المسئولة عن تقييم مخاطر وباء فيروس كورونا في ألمانيا والذي اعتبر مصر بين بؤر الخطر المحتملة بعد إيطاليا وإيران، على الرغم من الأرقام المصرية الرسمية المعلنة.

احتمالات جددت الانتقادات لمظاهر كسر الإجراءات الحكومية المعلنة في ظل دعوات لفرض حظر تجوال جزئي خلال ساعات الإغلاق وتطبيق قواعد الحجر المنزلي.

تفشي الوباء

قناة “مكملين” ناقشت عبر برنامج “قصة اليوم” قراءة في الأرقام والاحتمالات المتزايدة بتفشي الوباء في مصر.

الدكتور أحمد عادل، أستاذ الأمراض الباطنة، قال إن انتشار كورونا متوقع في العالم كله لكن المشكلة في مصر تتمثل في الزحام الشديد في ظل صعوبة بالغة في فرض حظر التجوال أو وقف وسائل المواصلات العامة.

وأضاف عادل أن الفيروس ينتقل بسرعة شديدة جدا ولا بد من الحذر الشديد على المستوى الحكومي والشخصي والعائلي، ولا بد من أخذ الأمر على محمل الجد، مضيفا أن سبب انتشار الوباء في إيطاليا بصورة كارثية هو الاستهتار من قبل المواطنين.

وأوضح عادل أن الوضع سيصبح كارثيًا إذا لم يلتزم المواطنون بالتعليمات الصحية والوقائية والالتزام بحظر التجوال، مضيفًا أن مصر كلها بها 25 ألف سرير رعاية مركزة، وغالبيتها مشغول الآن، وحال وقوع إصابات جديدة بكورونا لن تجد الحالات الجديدة مكانًا في غرف الرعاية وسينتهي بها الحال إلى الوفاة.

https://www.facebook.com/mekameeleen.tv/videos/2286454814988358/

 

الإجراءات الاحترازية

وحول الإجراءات الاحترازية قال الدكتور فراس الهواري، استشاري الأمراض الصدرية إن العالم أمام مرض يلعب فيه المواطن دورًا كبيرًا في السيطرة عليه يوازي الدور الذي تلعبه المؤسسات الصحية والحكومات من خلال الوعي الصحي والممارسات الصحية المتعلقة بالآداب العامة، مثل غسل اليدين وآداب السعال والعطس.

وأضاف الهواري أن تطبيق حظر التجول له 3 فوائد على الأقل؛ الأولى منع التواصل الاجتماعي، ووقف انتقال المرض، وإعطاء وقت كاف حتى يموت الفيروس الموجود على الأسطح في كل مكان سواء أماكن العمل أو غيرها.

وأوضح أنه من خلال العزل المنزلي تسطيع الحكومة تخفيف الطلب على المستلزمات الطبية التي يتسابق عليها المواطنون وأن نوفرها لمن يحتاجها من العاملين في الرعاية الصحية.

https://www.facebook.com/mekameeleen.tv/videos/812611829233120/

وائل هياجنة، استشاري الأمراض المعدية في لبنان، قال إن النموذج الإيطالي يعكس التراخي والترهل وعدم اتخاذ القرارت في الوقت المناسب وهو ما ينطبق تقريبا على معظم أوروبا، مضيفا أن إيطاليا أحد الاقتصاديات الضخمة في أوروبا لكنا تعاملت مع كورونا بتباطؤ شديد وأي وباء يمر بمرحلة أولى وهي الاحتواء والسيطرة عليه.

وأضاف  هياجنة أن الإيطاليين تساهلوا في البداية ومارسوا حياتهم بشكل طبيعي ولم يمارسوا التباعد الاجتماعي ولم يمارسوا شروط الوقاية الصحية الأساسية في الفحص وعزل المرضى بالمستشفيات أو في بيوتهم.

وأوضح أن التجربة الإيرانية لم تتبع طهران الوسائل الصحيحة في الفحص منذ البداية، ولم يتحلوا بالشفافية في الإعلان عن حالات الإصابة بالفيروس، وتجاهلوا المرض وظنوا أنه يمكن مقاومته بطرق أخرى غير الطرق العلمية.