شاهد| مدن ليبية تنتفض لدعم طرابلس في مواجهة عدوان حفتر

- ‎فيعربي ودولي

أعلنت السلطات المحلية في كل من مصراتة وزليتين حالة النفير القصوى، وإرسال كل القوات المشاركة في عملية الدفاع عن العاصمة طرابلس، التي تتعرض لحملة عسكرية من قوات حفتر، تستهدف بدعم إماراتي مصري حكومة الوفاق المعترف بها دوليًّا.

فإلى أين تتجه التطورات الميدانية في ليبيا بعد إعلام مصراتة وزليتين النفير العام نصرة لطرابلس ولصد هجوم قوات حفتر؟ وما مستقبل الأزمة في ليبيا على ضوء المواقف الإقليمية والدولية من هجوم محتمل قد تشنه قوات حفتر يستهدف حكومة الوفاق؟.

على تخوم العاصمة الليبية، كشفت الأجندات عن وجهها بعد سنوات من مسيرة متعثرة للبحث عن حل سلمي يوقف الحرب، حفتر يعلن أكثر من ساعة صفر لحسم عسكري تعثر ولم يأت، ومن وراءه مواقف إقليمية ودولية داعمة تتصدرها مصر والإمارات، بحسب تقرير بثته قناة “الجزيرة”.

أما في المقابل، فمرحلة جديدة من العلاقات بين تركيا وحكومة الوفاق تشمل الجوانب العسكرية والأمنية، وما دام حفتر قد حسم أمره باتجاه الخيار العسكري تقول سلطات كل من مصراتة وزليتين إنه لم يترك لهما سوى أن يعلنا أقصى حالات النفير نصرة لطرابلس ولحكومة الوفاق.

نصرة لعاصمتهم يتحرك الليبيون، سيأتي إلى المدينة مدد عسكري من مصراتة وزليتين يرد عنها عدوان المحتمل، إنها أحدث فزعة لطرابلس من مدن الغرب الليبي، وبها سيجد اللواء الليبي المتقاعد في وجهه تشكيلات ليبية من مشارب شتى، وحّدها العداء لطموحه العسكري والسياسي، وزادتها اتحادًا أجندة ليبية خالصة، فهل حسب حفتر حساب هذه اللحظة وهو يطلق وعيده الجديد بالاقتحام الشامل؟

ما كان ليطلقه- كما يقول ليبيون- دون ضوء أخضر ودعم من حلفائه في الإقليم وخارجه، وذاك دعم قد يبرره أولئك كما يفعل السيسي بكون حكومة الوفاق أسيرة لما سماها المليشيات المسلحة والإرهابية في العاصمة طرابلس.

يرفض المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية تلك الاتهامات، ويدعو السلطات المصرية إلى مراجعة موقفها من الأزمة، فقد تفطن كما يبدو إلى محاولة للتشكيك في شرعية الحكومة الليبية المعترف بها دوليًا على أن الأطراف المؤيدة لحفتر تعترف بها أيضًا في العلن تمامًا، كما تعلن دعمها للمسار السياسي خيارًا أوحد لتفكيك عناصر الأزمة الليبية.

يبدو أن تلك الخطابات المزدوجة ما عادت تنطلي على أحد في ليبيا، فساعة الصفر الجديدة التي ينذر بها حفتر في غمرة الحديث عن مؤتمر جامع لليبيين في برلين لا تكشف نياته فحسب الميالة للحسم العسكري, وإنما تعري معها أيضا أجندات داعميه المنقلبين معه على طموح الثورة في دولة مدنية ذات سيادة.

أنقرة التي دشنت مرحلة علاقات جديدة مع طرابلس، مستعدة لأن تفعل في إطار القانون الدولي، وقد أحيل إلى البرلمان التركي بالفعل اتفاق ثنائي يشمل تزويد حكومة ليبيا الشرعية بقوة للرد السريع إذا طلبت ذلك، ستطلب على الأرجح إذا رأت للأمر ضرورة، لكن حكومة الوفاق تحشد بإمكاناتها لما تريدها معركة حاسمة مع قوات حفتر .

توالت أخيرًا هزائم تلك المليشيات المدعومة بمرتزقة أجانب في محاور عدة على تخوم طرابلس، ولعل محاولة التغطية على ذلك هي- فيما يرى محللون- ما عجل بإعلان حفتر هجومه الجديد على العاصمة.

واضح أن تلك الخطوة لا تتمتع بغطاء دولي، كما أن العوامل والمواقف الدولية غير مرحبة بمشروع حفتر الباحث عن السلطة بقوة السلاح، فواشنطن المتنبهة لأدوار الروس في ليبيا تؤكد أن حل أمة ليبيا لن يكون إلا سياسيًّا .