أمام بصر العالم المُتحضر، سيفنى جيل كامل من أطفال اليمن بفعل الجوع والمرض والحرب، هذا ما حذرت منه منظمة “أنقذوا الأطفال”، التي زارت مديرتها التنفيذية بعض مناطق الصراع في البلد المنكوب.
وبحسب تقرير بثته قناة “الجزيرة”، تقول المنظمة إن مليون طفل إضافي سيواجهون خطر المجاعة بسبب استئناف الحرب في الحديدة، ليبلغ إجمالي عدد الأطفال المهددين بالفناء جوعا أكثر من 5 ملايين. لا جديد في هذه التحذيرات والمخاوف سوى استمرار المأساة والمتسببين فيها في نهجهم البائس.
حين اندلعت معركة الحديدة في يونيو الماضي، تعالت التحذيرات من مخاطر الحرب على اليمنيين، ليس من مخاطر الحرب على المدنيين في المحافظة الساحلية وحدها، بل في عموم البلاد بالنظر إلى كون ميناء الحديدة منفذ الغذاء والمساعدات الوحيد لـ27 مليون يمني يهدد شبح الجوع ثلاثة أرباعهم وفق الأمم المتحدة.
منذ عام 2014، قتل في الحرب وفق إحصاءات دولية 2100 طفل، لكن هؤلاء كانوا أسعد حظا ممن بقي على قيد الحياة فريسة للجوع والمرض، يزعم المجتمع الدولي أنه مهموم بشأن اليمنيين، لكن لا شيء يصدق هذا الزعم؛ فمنظمة “أنقذوا الأطفال” تعيد التذكير بأن مرض الكوليرا الذي يعود مجددا لافتراس ما تبقى من حياة اليمنيين يمكن الوقاية منه بسهولة، لكن انفراد أطراف الحرب بمصير أطفال اليمن يجعل من الميسور دربا من المحال.
لم يعد لهؤلاء سوى أوراق الشجر طعاما يغلونها مع الماء ثم يعجنونها لتكون طعاما لصغارهم، يقع هذا في القرن الحادي والعشرين، فهل يجهل المجتمع الدولي وقع الحرب على أطفال اليمن؟.