شعار العسكر: “إن جالك كورونا حط الشعب تحت رجليك”!

- ‎فيتقارير

بلغت استعدادات عصابة العسكر ذروتها لمواجهة فيروس كورونا، إلا أن هذه الاستعدادات والترتيبات لن يستفيد منها المصريون على نحو ما هو معمول به في باقي بلدان العالم، يكفي أن يأمر الشعب بالمكوث في البيت بلا أدنى تفكير في تعويض المتضررين ماديا، أو حتى تجهيز مستشفيات تستوعب فيضان الكارثة المقبل.

واختبأت عصابة العسكر خلف تقنية “الفيديو كونفرانس” خوفا من العدوى والإصابة، بعد وفاة اثنين من قادة الجيش. ومن بين المختبئين هالة زايد، وزيرة الصحة في حكومة الانقلاب، والتي واصلت التلاعب بالأرقام والحقائق، وقالت من خلف الشاشات خلال اجتماع حكومة الانقلاب، أمس الخميس، إن الإصابات الجديدة التي تم تسجيلها يُعزى سببها، بنسبة كبيرة، إلى الوافدين إلى أرض البلاد، والمخالطين لهم!.

فات الأوان!

وقد بُحت أصوات المعارضة ورافضي الانقلاب وقنوات الشرعية مع بداية الإعلان عن وباء كورونا لحمل العسكر على وقف رحلات السياحة، وخصوصا من البلدان الموبوءة مثل الصين، إلا أن الاستعلاء والاستكبار كان ملازما دوما لعناد الطغاة. واليوم تعترف وزيرة الصحة بأن إجراءات العزل وحظر الحركة لعبت دورا ملحوظا في ثبات الأعداد في بعض المحافظات كمحافظتي البحر الأحمر والأقصر؛ نظراً لتوقف مصدر العدوى من الأفواج السياحية، وأن القرى التي تم عزلها لم يظهر بها حالات جديدة حتى تاريخه.

وأشارت “زايد” إلى أن الحالات التي تحولت نتائج تحليلها من إيجابية إلى سلبية بلغت 221 حالة، فيما ارتفعت الحالات التي تم تعافيها وخروجها من المستشفيات إلى 179 حالة، في الوقت الذي سجلت وزارة الصحة 69 حالة إيجابية جديدة، ليبلغ إجمالي عدد المصابين داخل البلاد 779 مصابا، وتم تسجيل 6 وفيات جديدة، ليصل إجمالي عدد الوفيات إلى 52 حالة، وذلك حتى مساء أمس.

ودشن ناشطون ومغردون مصريون حملة إلكترونية يطالبون فيها السفيه السيسي بتخصيص القصور الرئاسية الجديدة- التي بناها مؤخرا- للحجر الصحي للمواطنين العائدين من الخارج. وتصدر هاشتاج #قصور_السيسي_للحجر التفاعل في مصر لعدة ساعات بأكثر من 33000 تغريدة، بالتزامن مع قرار السفيه السيسي تحمل صندوق “تحيا مصر” تكاليف الحجر الصحي للعائدين من الخارج.

وتسبب قرار وزارة الصحة في حكومة الانقلاب بإخضاع جميع الركاب العالقين بالخارج للحجر الصحي على نفقتهم الخاصة للتأكد من عدم إصابتهم بفيروس كورونا، حالة من الغضب في أوساط العاملين بالخارج؛ بسبب ارتفاع تكاليف الحجر الصحي. وتداول العائدون من الخارج والمغتربون صورة إقرار ألزمتهم سلطات الانقلاب بكتابته كشرط لإعادتهم، ويتضمن موافقتهم على تحمل تكلفة إقامتهم في أحد الفنادق القريبة من المطار 5 نجوم.

وبعد رفض غالبية العائدين من الكويت وبريطانيا تطبيق القرار، قال السيسي إن صندوق “تحيا مصر”، الذي جاءت حصيلته من تبرعات المصريين، سيتحمل تكلفة إقامة المصريين الذين عادوا من الخارج حتى الآن في الحجر الصحي بالفنادق. لكن وزير الإعلام في حكومة الانقلاب أسامة هيكل أكد، في تصريحات تلفزيونية، أن قرار السفيه السيسي يشمل الذين عادوا بالفعل على مدار اليومين الماضيين، لأنهم كانوا لا يعلمون بصدور هذا القرار قبل عودتهم، أما القادمون بعد صدور القرار فسيتحملون تكلفة الحجر على نفقتهم الخاصة.

وعلق السياسي وعضو رابطة القلم السويدية، محمد سعد خير الله، بالقول إن “العالم كله بدون استثناء يمر بحالة غير مسبوقة من الارتباك وعدم القدرة على استشراف ما ستؤول إليه الأمور في المدى القريب؛ وبالتالي حالة الارتباك تنصب على ما يقال عليهم تجاوزا “رجال أعمال”.

وأضاف: “لأنني أتحفظ جدا على الوصف والتسمية بأنه لا يوجد رجال أعمال بمصر من بعد انقلاب 52 بعدة سنوات، هؤلاء شركاء وواجهات مدنية للأجهزة والجنرالات، ويعمل كل منهم في مجاله، ووقت الجد عندما توجد ضرورة للدفع سيدفعون بمجرد الاتصال والأمر؛ لأنهم جزء من الكل لهذه المنظومة، وحريصون على استمرارها بكافة الطرق والوسائل”.

وأعرب خير الله عن اعتقاده بأن “مصر تمضي إلى طريق كارثي، وسبق وتحدثت عن ذلك كثيرا، وتحديدا منذ منتصف 2015، والمفجع في الأمر أنه لا توجد مقاومة تذكر لإيقاف ذلك أو حتى تأجيله بعض الوقت لمحاولة التدبر من فعل أي شيء”.

كورونا بالحليب!

وسخر مغردون من تصريح رئيس لجنة الصحة بمجلس نواب العسكر، محمد العماري، وصف فيه فيروس كورونا المستجد بأنه “فيروس ضعيف جدا”، حسب البيان الذي أصدره عضو حزب “مستقبل وطن” المقرب من الأجهزة الأمنية، وأضاف محاولا طمأنة المصريين “العالم كله عنده كورونا”.

ومع الكشف عن حالات جديدة مصابة لامست الـ50 مصابا بالمرض، تصدر وسم #فيروس_ضعيف قائمة الأكثر تداولا، وأصبح العماري شريكا لوزيرة الصحة هالة زايد، في الوقوع بمرمى نيران رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

وتعجبت “ساري” قائلة: “‏‎#فيروس_ضعيف.. دا كلام مسئول عن صحة مصر؟”، وغرد “الدشام”: “‏الحق يامين دا سلمى عندها فيرس.. أي دا كورونا فيروس ضعيف مش بيعمل حاجة”. وتخيل حمادة فكري حوارا ساخرا: “‏- ايه ده يا حسن؟ = الحقنا دا كورونا- لا ده فيروس ضعيف مش بيعمل حاجة = انت متأكد – يا عم أنا خريج كلية طب قسم عبعاطي كفتة اطمن #فيروس_ضعيف”.

وتأتي تلك التطورات تزامنا مع دراسة بحثية أجراها المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، خلصت إلى أن إمكانات وقدرات ما وصفه بالطرف المناوئ للسفيه السيسي داخل الجيش “لا تؤهله للقيام بانقلاب عسكري على السيسي في الوقت الحالي، فضلا عن أن هذا الطرف لا يريد أن يكون تغيير السيسي عن طريق انقلاب خشن، لأنه يرى أن الخروج الأمثل له يكون على غرار خروج حسني مبارك في فبراير 2011”.

وقالت الدراسة، التي أعدها الباحث بالشأن العسكري محمود جمال، إن “إمكانيات الطرف المواجه للسيسي تسمح له فقط بالاشتباك مع حالة تغيير قادمة، وليس صناعتها، وقدرته على التأثير ستكون قائمة في ظل اشتعال حالة حراك يتوفر فيها التوجيه، والحشد، وإخراج وثائق تُحرج النظام، وعبر ممارسة الضغط على المؤسسة من الداخل”، متوقعة حدوث ما وصفته بـ “انقلاب ناعم” على السفيه السيسي من قبل مناوئيه.

وأضافت: “المواجهة المُقبلة ستكون مختلفة تماما عن المواجهات التي تمت من قبل بين الجانبين (السيسي ومناوئيه)؛ حيث إنها ستكون صفرية، وأي حراك قادم مهما كان شكله ستشتبك معه بالأساس تلك الأطراف الراغبة في التغيير داخل الجيش وداخل المؤسسات السيادية، ولن تتوقف في منتصف الطريق كما فعلت في يناير 2020، لأنها لن تدخل في حالة تفاوض مرة أخرى مع السيسي”.. فهل يتسبب كورونا في سقوط رأس آخر هو السفيه السيسي كما سقط من قبله المخلوع الراحل مبارك أم يضع السفيه الشعب تحت رجليه؟.