شيوخ السلطة.. لماذا فشل استدعاء برهامي وجمعة في مواجهة المظاهرات؟

- ‎فيتقارير

خرج الآلاف في مظاهرات عارمة، مساء أمس الجمعة 20 سبتمبر 2019م، هاتفين “ارحل” و”الشعب يريد إسقاط النظام”، وضجّت ميادين التحرير ورمسيس وعبد المنعم رياض بهذه الهتافات، وامتد لهيب المظاهرات إلى الإسكندرية ومرسى مطروح والغربية والشرقية والدقهلية وكفر الشيخ والمنيا والسويس والجيزة وغيرها.

هذه الآلاف التي خرجت تطالب بإسقاط النظام لم تكترث لفتاوى المؤسسة الدينية الرسمية كالأوقاف والإفتاء، حيث تم تخصيص خطبة الجمعة أمس لمنع التظاهرات ومواجهة ما وصفتها الوزارة بالشائعات، ولا ندري من أين علمت أنها شائعات، ولكنه الدفاع بالباطل عن النظام العسكري الانقلابي الذي يحكم مصر بالحديد والنار.

وخلال الأسبوع الماضي، وأمام طوفان المد الشعبي الذي تلقّى فيديوهات الفنان والمقاول محمد علي التي كشفت عن فساد رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وزوجته انتصار عامر، وقادة بالجيش، استدعت الأجهزة الأمنية المؤسسة الدينية الرسمية- ممثلة في وزير الأوقاف- الأمنجي محمد مختار جمعة، ونائب رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية طبيب الأطفال ياسر برهامي، من أجل مواجهة التظاهرات التي دعا إليها المقاول من أجل المطالبة بإسقاط رئيس الانقلاب.

من جانبها، خصّصت وزارة الأوقاف خطبة الجمعة عن مواجهة ما وصفتها بالشائعات، وتطرقت إلى تحريم التظاهر ضد الحاكم، وغمز “جمعة” في المقاول واعتبر سبه للسيسي دليلا على عدم صدقه، متجاهلا أن السيسي ارتكب ما هو أفظع من ذلك، مثل الكذب والقتل والظلم والخيانة والعمالة للكيان الصهيوني.

كما تم استدعاء ياسر برهامي، حيث حذر من الخروج في مظاهرات بمصر لمحاولة إسقاط النظام، ما أثار تساؤلات بشأن دور الدعوة وذراعها السياسية، حزب النور، في الحراك السياسي الدائر الآن في مصر.

وادعى برهامي، في بيان مفاجئ أصدره في ساعة مبكرة من فجر الخميس، على موقع “الفتح” التابع للدعوة السلفية بعنوان “لم ولن نكون دعاة هدم”، أن سقوط النظام هو “سقوط للدولة”.

ودعا، في البيان، إلى “حماية النظام في مصر من الانهيار”، وذلك في مواجهة دعوات إلى التظاهر، على خلفية اتهامات بالفساد وجهها رجل الأعمال والفنان محمد علي إلى قائد الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، وعدد من قيادات المؤسسة العسكرية.

وأكد برهامي أن الدعوة السلفية لن تشارك في التظاهرات المرتقبة؛ بدعوى أنها “ملتزمة بالإصلاح التدريجي”. وشكك نائب رئيس الدعوة السلفية في اتهامات المقاول المصري للسيسي والجيش، مستشهدا بالآية القرآنية “إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا”.

صناعة أمنية بامتياز

وبحسب موقع “عربي 21″، توقع مستشار وزير الأوقاف السابق، الشيخ سلامة عبد القوي، ألا تقف الدعوة السلفية بحركتها السياسية عند هذا البيان، قائلا: “ربما نجد مشاركات أخرى، وفعاليات لشباب الحزب في العديد من المحافظات، ورفع لافتات مؤيدة للسيسي ونظامه، وظهور رموز أخرى من الحزب لرفض دعوات النزول والتظاهر”.

وأوضح أن الهدف الرئيس من تأسيس حزب النور هو ضرب جماعة الإخوان المسلمين والحد من شعبيتها، مؤكدا أنه صناعة أمنية بامتياز؛ وبالتالي يرتبط مصير حزب النور بمصير السيسي وجودا وعدما.

ورهن بقاء حزب النور ببقاء السيسي، قائلا: “إذا استبدلت المؤسسة العسكرية السيسي بآخر فلن تكون له قائمة، لأن أي تغيير سياسي سينبذ حزب النور ويلفظه من المشهد السياسي، فياسر برهامي يرى في نفسه هو ياسر السيسي”.

ووصف رئيس حزب الفضيلة، محمود فتحي، حزب النور بالمرأة الغانية التي ترتمي في أحضان النظام وقتما يريدها، وتخاصمه بأوامره، وتجثو على ركبتيها أمامه بأوامره أيضا”. مضيفا أن “الأجهزة الأمنية تسيطر على قيادات حزب النور بملفات أمنية، وتستعملهم في الأوقات التي يريدوها”، لافتا إلى “نظام السيسي لم يشأ إقصاء حزب النور للعب مثل هذه الأدوار القذرة أمام التيار الإسلامي، واستخدامه كطلاء ديني لبعض الأمور”.

وأكد أن “نظام السيسي يحتاج دائما إلى قشرة دينية مزورة أمام الجمهور، إضافة إلى أنه يحتاج لعلاقات مع السعودية وسلفيتها، وهؤلاء مندوبون عن الكهنوت السلفي السعودي في مصر”، على حد قوله.

ويؤكد الباحث في الشئون الدينية، محمد عبد الشكور، أن فتاوى برهامي لم تعد مؤثرة ولم يعد الشباب السلفي يكترث بها أو يعمل لرأيه حسابا، لافتا إلى أن “هناك فتوى لشيخ الأزهر فى 2013 ترفض وصف الخارجين على الحاكم بصورة سلمية بالمنافقين أو الفاسدين، وأن من حقهم التعبير عن رأيهم فيمن يحكمهم، مشددا «كلهم كانوا أسودا على الرئيس الراحل الدكتور محمد مرسي والآن أمسوا نعاجًا أمام الطاغية السيسي ينتظرون الأوامر لكي يتحدثوا”.