صحافة: تفاصيل دور أمريكا في الانقلاب وتحالف الثورات المضادة يسعى لترويض الخرطوم

- ‎فيجولة الصحافة

تقريران في صحف السبت عن جماعة الإخوان المسلمين، الأول بأخبار اليوم ينقل تصريحات ما وصفته بمستشار مكافحة الإرهاب بأمريكا بأن أوباما أخطأ بدعم الإخوان وأن قطر وتركيا خطر، وفي ص 12 تستكمل الصحيفة باقي التقرير بالزعم أن (الإخوان أصل الإرهاب فى العالم ووصولهم لحكم مصر كان كارثة).

وفي هذا الصدد ترجمت صحيفة “العربي الجديد” تقريرا موسعا بعنوان )”نيويورك تايمز” تكشف أسرار الانقلاب على مرسي وتواطؤ أوباما مع السعودية والإمارات). حيث يكشف التقرير الذي أعدّه مدير مكتب الصحيفة السابق بالقاهرة، ديفيد كيركباتريك، عن تواطؤ ضمني جرى بين الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس السابق، باراك أوباما، وأنظمة عربية تعتبر “الإسلام السياسي” خطراً يهدّد استمرارها.

وفي مقالها التحليلي الذي يحمل عنوان “البيت الأبيض والرجل القوي”، نقلت الصحيفة تفاصيل جديدة عن وقوف إدارة أوباما مكتوفة الأيدي أمام تهاوي الديمقراطية الوليدة بمصر، وتعبيدها الطريق أمام إدارة الرئيس دونالد ترامب لاحتضان الطغاة، في إشارة إلى قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وتبعات ذلك على المنطقة ككل. وكان أبرز ما جاء بالتقرير:

أولا: يقول التقرير إن السعودية والإمارات، اللتين يخشى حكامهما الانتخابات، ويمقتونها أكثر إن انتهت بفوز الإسلاميين، قادتا حملة ضغط شديدة لإقناع واشنطن أن مرسي والإخوان المسلمين يشكلون خطراً على المصالح الأمريكية. وكشف أيضًا أن المسؤولين الأمريكيين خلصوا في وقت لاحق إلى أن الإمارات كانت تقدم دعماً مالياً سرّياً للمتظاهرين ضدّ مرسي.

ثانيا، التقرير يكشف عن وجود كارهين للإسلاميين في إدارة أوباما ومنهم أندروا ميلر الذي كان مسؤولاً عن متابعة الملف المصري داخل مجلس الأمن القومي الأمريكي خلال فترة أوباما. والذي كان يتبنى ضرورة سحق الإخوان، والأخطر منه دور جون كيري وزير الخارجية، الذي كانت تجمعه علاقات وثيقة مع جل الحكام الخليجيين المعادين للإسلاميين خلال السنوات التي قضاها في رحاب مجلس الشيوخ. وراق اله السيسي كثيرا عندما قال (“لن أدع أبداً بلادي تغرق مع التيار)، فعلم حينها “كيري” أن “مرسي انتهت قصته” وبأن مشاكل أمريكا كلها في طريقها للحل. كما أن كيري خاض بعد الانقلاب نقاشات داخل البيت الأبيض جادل خلالها بكون الإطاحة بالرئيس المنتخب لم يكن انقلاباً بالفعل، زاعماً أن الجنرال السيسي لم يقم سوى بالاستجابة لرغبة الشارع من أجل إنقاذ مصر.

كذلك ينقل المقال أن كيري أوضح أن الجنرال السيسي أعلن عن نيته إجراء انتخابات جديدة، واكتفى أوباما بألا يتخذ أي قرار بشأن ما جرى، سواء لجهة كون ما جرى انقلاباً أم لا، لينتهي فعلياً بقبول ما جرى.

ثالثا، كانت هناك قيادت كبرى بالبنتاجون تكره الإسلاميين وتحرض عليهم ، في بدايات عام 2013، تحولت المحادثات بين ضباط الجيش المصري ونظرائهم الأمريكيين إلى “حصص للتذمر” المتبادل حول مرسي، وفق شهادات أمريكيين كانوا على علم بما يجري. كما كان جيمس ماتيس وزير الدفاع الحالي، الذي شغل آنذاك منصب جنرال بالبحرية مكلف بالقيادة المركزية، يجادل بكون الإخوان المسلمين مجرد تمظهر القاعدة، رغم أن جماعة الإخوان أكدت لعقود رفضها العنف وتفضيلها الانتخابات، كما أن الجنرال مايكل فلين، مستشار الأمن القومي السابق في إدارة ترامب، وكان في فترة الانقلاب يرأس وكالة الاستخبارات للدفاع، زار القاهرة خلال الأشهرالتي سبقت الانقلاب، للحديث معهما بشأن الرئيس.

رابعا، السفارة الأمريكية بالقاهرة استبعدت خلال شهر مارس 2013 تدخلا عسكريا لكنها بعد شهر فقط التقطت إشارات من كبار الجنرالات وبعثت السفيرة آن باترسون رسالة مشفرة حذرت البعض على الأقل داخل البيت الأبيض من أنه “إن لم يكن وشيكاً فإنه من الوارد جداً أن يحدث انقلاب بالأشهر القليلة المقبلة”، وفق ما كشف مسؤول لكيركباتريك. وتابع بأن السفيرة توقعت أن يكون أي تدخل عسكري دمويا.

خامسا، البيت الأبيض أرسل وزير الدفاع آنذاك، تشاك هاغل، ومعه توجيهات مكتوبة لتحذير الجنرال السيسي من أن أي انقلاب ستعاقبه عليه واشنطن. لكن الرسالة التي سلمها هاغل “كانت مختلفة كلياً”، بحسب كيركباتريك عن مسؤول كبير داخل مجلس الأمن القومي اطلع على اللقاء. هذا الأخير قال: “البيت الأبيض أراد أن تكون الرسالة كالآتي: الديمقراطية مهمة، وهاغل أرادها أن تكون: نريد علاقات ثنائية جيدة”.

وفي سياق شهادته عما جرى بمصر، قال كيركباتريك إن هاغل أكد له في مقابلة أجراها معه في بداية 2016 الشكاوى والتذمر بخصوص مرسي من قبل إسرائيل، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة. وأضاف أن هاغل قال إن ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان، الحاكم الفعلي للإمارات، كان قد وصف الإخوان المسلمين “بالعنصر الأشد خطورة القائم بالشرق الأوسط اليوم”. كذلك نقل المقال أن قادة الاحتلال الإسرائيلي قالوا إنهم يعولون على الجنرال السيسي، بما أنهم كانوا قلقين، بسبب تعهدات مرسي المتكررة، بأن جماعة الإخوان المسلمين ستشكل تهديداً للكيان الصهيوني أو أنها قد تقدم المساعدة لحركة حماس.

وأضاف أن الجنرال السيسي بنفسه كان قد قال لهاغل: “هناك بعض القوى الشريرة جداً والمضرة جداً. لا تستطيع أن تستوعب الأمر كما نستوعبه هنا”. إزاء ذلك، ينقل المقال أن هاغل اتفق مع الجميع وسعى إلى طمأنة الإماراتيين بشأن خطورة الإخوان المسلمين وإدراك الولايات المتحدة لذلك. أما السيسي فقال أمامه: “أنا لا أقطن بالقاهرة، أنت تفعل”، قبل أن يضيف “يتعين عليك الدفاع عن أمنك، الدفاع عن بلدك”، وهي العبارة التي تحمل تحريضا صريحا بالانقلاب.

سادسا، وبحسب مقال كيركباتريك فإن الرئيس ترامب ومستشاريه هللوا للسيسي بصفته نموذجاً للقائد العربي. “إنه شخص رائع تولّى قيادة مصر، واستطاع فعلياً تولي قيادتها”، كما جاء على لسان ترامب في أول لقاء جمعه بالسيسي. أما ماتيس، ينقل المقال، فلم يعد يعتبر “القيادة المتسلطة” مشكلاً في مصر. وفي خطاب أدلى به قبل أن يصبح وزيراً للدفاع، أشاد بالسيسي لمحاولته “تقليص الأشياء السلبية حول المنطقة الإسلامية”، ليخلص وفق ما يورد المقال” إلى أن “الوقت حان بالنسبة لنا (الأميركيين) لدعمه والوقوف في صفه”.

والتقرير الثاني بصحيفة الشروق بعنوان (اليوم.. الحكم على 738 متهما فى “فض اعتصام رابعة”.. القضية استغرق نظرها عامين.. وشهدت سجالات عديدة بين الدفاع والنيابة). ونشرت صحيفة العربي الجديد تقريرا بعنوان (مصر: الحكم على 739 رافضاً للانقلاب بقضية “مذبحة رابعة”) واستمر انعقاد جلسات المحاكمة على مدار 71 جلسة وكان من المقرر أن تختتم في الجلسة الماضية وهي الجلسة رقم 72 من جلسات المحاكمة، إلا أنه تم مد الحكم لتعذر إحضار المعتقلين من مقار اعتقالهم لأسباب أمنية، وذلك إلى جلسة اليوم وهي الجلسة رقم 73 من جلسات المحاكمة.

وخلت قائمة الاتهام من رجال اﻷمن والجيش، الذين أشرفوا ونفّذوا عملية فض الاعتصام، التي خلفت أكثر من ألف قتيل، من ‏المعتصمين المدنيين السلميين في أكبر مذبحة شهدها التاريخ المعاصر. واقتصرت القائمة على قيادات جماعة اﻹخوان المسجونين في مصر، والمتهمين بالتحريض على الاعتصام والتخريب، وتعطيل ‏المرافق العامة والطرق، باﻹضافة إلى بعض القيادات المتواجدة في الخارج، وأنصار الاعتصام، فضلاً عن معظم اﻷفراد الذين ‏شاركوا في الاعتصام، وتم اعتقالهم خلال عملية الفض.‏

في سياق مختلف، نشرت اليوم السابع عدة تقارير تعتبر أن رفع واشنطن قيود مساعداتها العسكرية يثبت أن الإخوان خطر عالمي، وقالت في تقرير آخر (الكونجرس يفيق من غيبوبته ويصفع “الجماعة”.. أموال الإخوان للمراكز الأمريكية ضد مصر تذهب أدراج الرياح.. إعلان واشنطن رفع القيود العسكرية عن القاهرة ضربة جديدة لـ”الإرهابية”..نواب: أمريكا تأكدت من كذب وزيف التنظيم).

لكن صحيفة “عرب بوست” الإلكترونية نشرت تقريرا موسعا بعنوان (إدارة واشنطن كافأت السيسي بإعادة المساعدات المقتطعة.. لكن ما هي قائمة «الطلبات السرية» التي وافقت عليها مصر إرضاء لترمب؟) وهو تقرير مترجم عن نيويورك تايمز، حيث استعرض التقرير الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان في مصر ، ثم يرصد التناقض الغريب في موقف الإدارة الأمريكية بخصوص ملف حقوق الإنسان في مصر، وتسخر بقولها: أمَّا تقدير وزارة الخارجية الأمريكية لتقدُّم حقوق الإنسان في مصر، فـ”ممتاز”. إذ قال مسئولٌ بوزارة الخارجية الأمريكية إنَّ وزير الخارجية مايك بومبيو رفع هذا الأسبوع، القيود المفروضة على 195 مليون دولار من المساعدات العسكرية الممنوحة لمصر، كانت قد جُمِّدَت العام الماضي (2017) احتجاجاً على سجل حقوق الإنسان المريع في مصر وعلاقتها مع كوريا الشمالية. وأضاف المسؤول أنَّ المساعدات أُعيدت استجابةً للخطوات التي اتخذتها مصر بشأن مخاوف أميركية محددة، دون تحديد ماهية تلك المخاوف.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إنَّهم حجبوا 195 مليون دولار من المساعدات؛ للضغط على مصر بشأن مجموعة محدودة من القضايا. وتريد إدارة ترمب من السيسي إسقاط إدانة 43 موظفاً بمجموعات دولية تُروِّج للديمقراطية في 2012، من بينهم 17 مواطناً أميركيا وتريد الإدارة الأميركية كذلك أن يلغي السيسي قانوناً قاسياً يُنظِّم وكالات المساعدات وقَّعه العام الماضي (2017)، والذي قد يجعل من المستحيل تقريباً على الكثير من وكالات المساعدات الدولية العمل في مصر. لكنَّ تلك المطالب قُدِّمَت سراً، وقال خبراء إنَّه ليس واضحا مدى التنازلات التي قدَّمها المصريون. ويبدو محتملاً أن يستغل السيسي استئناف المساعدات كإثبات لصحة أفعاله حتى الآن، وربما سيشعر بالجرأة لتصعيد قمعه.

مؤتمر الشباب:

التوجه الأبرز في صحف السبت، هو انطلاق مؤتمر الشباب اليوم بجامعة القاهرة وتناولت مانشيتات الصحف العناوين التالية: (الرئيس يطلق اليوم مرحلة بناء الإنسان المصرى، 3 آلاف شاب يناقشون تطوير التعليم والصحة فى مؤتمرهم السادس/ التأمين الصحى على “أجندة مؤتمر الشباب/ اختيار جامعة القاهرة يؤكد اهتمام الرئيس بـ”العلم” و”الشباب”/ تدشين القاعدة الرقمية للدولة المصرية/تكريم نوابغ الجامعات/ السيسي يحاور الشباب ويعلن الاستراتيجية القومية لتطوير التعليم وبناء الإنسان/ 4 جلسات مهمة على مدار يومين وإجراءات أمنية مكثفة بالجيزة).

ترويض الخرطوم:

نشرت صحيفة العربي الجديد تقريرا بعنوان (السيسي يعرض على البشير إغراءات سعودية – إماراتية مقابل علاقات السودان بتركيا) تؤكد فيه مساعي الرياض وأبو ظبي لمحاصرة الوجود التركي في منطقة البحر الأحمر من جهة، والضغط على قطر من جهة أخرى. وينقل التقرير عن مصادر دبلوماسية مطلعة أن الزيارة الأخيرة التي قام بها السيسي إلى السودان، تضمّنت مناقشات مع نظيره السوداني عمر البشير، متعلقة بتحركات رباعي محاصرة قطر، تستهدف العلاقات القوية بين الخرطوم والدوحة.

لافتةً إلى أنّ المشاورات “تضمّنت عرضاً بالحدّ من الاستثمارات والمصالح والتعاون القطري في السودان، مقابل تعويض الخرطوم بحزمة مساعدات سخيّة، تتعهد بها كل من أبو ظبي والرياض، بحيث تعوّض الخرطوم عن المساعدات والاستثمارات القطرية والتركية”. وتعطي دول الحصار أهمية قصوى لمنطقة البحر الأحمر ، وباعتبارها بوابة مهمة للسيطرة على المنطقة، بعد دخول كل من أبوظبي والرياض سباق شراء نفوذ في منطقة القرن الإفريقي”، لافتةً إلى أنّ “السعودية وبعد استمالتها النظام السوداني لاستمرار القوات التابعة للخرطوم في المشاركة في الحرب التي تقودها في اليمن ضدّ الحوثيين، مقابل حزمة من المساعدات المالية والبترولية، جاء الوقت عليها الآن لضم السودان، للعب دور مساند للتحالف السعودي – الإماراتي في مساعيه الرامية إلى بسط نفوذ واسع في البحر الأحمر، خصوصاً بعد تمكّن الإمارات من لعب دور كبير في إتمام المصالحة التاريخية بين إثيوبيا وإريتريا عبر تأمين اقتصاد البلدين باستثمارات مباشرة وودائع بالدولار”.

وشهدت زيارة السيسي التي تعدّ الرابعة إلى الخرطوم خلال عامين، توقيع اتفاق بين الطرفين على فتح المعابر الحدودية الثلاثية بشكل يتيح تدفّق البضائع المصرية على الحدود السودانية بعد حظر امتد لأشهر، إضافة إلى حركة مكثفة لعبور المواطنين من الجانبين. كما اتفق الطرفان على إنشاء خط ناقل للكهرباء بتكلفة ستين مليون دولار، بحيث تمد القاهرة الخرطوم بـ300 ميغاوات خلال الشهرين المقبلين، على أن يعقب ذلك إضافة 600 ميغاوات في مرحلة لاحقة، لتصل بعد ذلك تباعاً إلى ثلاثة آلاف ميغاوات.

نشاط حركة 6 أبريل:

نشر موقع “عربي 21” تقرير ا بعنوان (“6 أبريل” تكسر حاجز الصمت في مصر بمبادرة جديدة) وهي مبادرة تسلط الضوء على المعتقلين ، ووفق منسق الحملة، فهي لم تقتصر على انتماء معين، قائلا: “الحملة جمعت معتقلين سياسيين من كل الانتماءات السياسية، وكانت الحركة (6 أبريل) حريصة على ذلك من اليوم الأول لها .. فستجد أنها انطلقت بنقل معاناة محمد عادل، أحد مؤسسي حركة 6 إبريل وإضرابه عن الطعام، ثم كان ثاني أيامها عن المحامي وعضو الاشتراكيين الثوريين، هيثم محمدين، ثم تحدثت عن رئيس حزب مصر القوية، الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، ثم تحدثت عن الدكتور باسم عودة، وزير التموين الأسبق، والمدون الصحفي، وائل عباس، والناشط السياسي، شادي الغزالي حرب، وغيرهم. وأوضح أن “الحملة بالأساس كانت ذات بعد إنساني وحقوقي؛ تهدف لكسر الصمت عن المعتقلين السياسيين، وإيصال معاناتهم”.وحول ما إذا كان من أهداف الحملة إذابة الثلج بين قوى المعارضة المصرية المختلفة، أجاب :”الحقيقة لم يكن من ضمن أهداف الحملة إذابة الجليد بين التيارات المعارضة؛ لأنها مسألة معقدة تحتاج للكثير من العمل، ولكن من الممكن البناء عليها خاصة مع توالي المبادرات التي تتحدث عن توحيد قوى المعارضة”.

في سياق آخر كتب الناشط محمد كمال القيادي بحركة 6 أبريل مقالا بعنوان (أسئلة مشروعة حول مبادرة السفير عبد الله الأشعل )، السؤال الأول: هل تعتقدون أن هذا النظام راغب في الحل الجذري للأزمة؟ وهل في الأساس يعتقد هذا النظام بوجود أزمة؟ السؤال الثاني: ألا تعتقد يا سعادة السفير أن ترديدك لشماعة المؤامرة الخارجية الكونية التي تحاك ضد مصر إنما هو في الأساس إيمان بما يروجه النظام للسيطرة على عقول وقلوب المصريين؟ السؤال الثالث: هل اختياركم للشخصيات المكونة للجنة العقلاء لمجرد شهرتهم أم لأدوارهم التي تعتقد أنها وطنية في حين لا نجد منهم من معارضي هذا النظام فإنك بهذا تفتح للنظام مخرجا آمنا بحيث يتحاور النظام مع من يؤمنون به مع بعض الخلافات البسيطة؟ إنني أعلم أن أساس الحوار أن يكون بين متضادين فكيف يجرى حوار بين متقاربين إن لم نقل متطابقين؟ السؤال الرابع: هل أزمة مصر تتلخص في البرلمان؟ وهل مجرد إجراء انتخابات برلمانية سيؤدي إلى خروج البلاد من نفقها المظلم؟ السؤال الخامس: هل تعتقد أن النظام الذي قتل الألاف واعتقل عشرات الآلاف وشرّد عشرات الآلاف وفرط في مقدرات مصر وأرضها ومياهها سيخضع للحوار كأسلوب للحل؟ السؤال السادس: هل القفز على الماضي الذي اقترحته سيكون أساسا لحل الأزمة فكيف يتم القفز على القتل والقضاء على حلم المصريين في العيش والكرامة والعدالة؟ وأين العدالة الانتقالية من مشروعكم؟ السؤال السابع: ألا تعتقد أن حتى الذين أيدوا الثلاثين من يونيو وانقلاب الثالث من يوليو يرون الآن أن السيسي انقلب على خارطة الطريق المعلنة في الثالث من يوليو التي تعدون إلى تطبيقها الآن؟ السؤال الثامن: كررتم مصطلح الفئة المستفيدة من استمرار تخريب مصر دون تسميتها فهل يمكنكم تسميتها؟ لأننا لا نعلم فئة أو عصابة تريد تخريب مصر سوى العصابة الصهيونية التي يرتبط معها نظام السيسي بعلاقات دافئة وحميمية.

الشائعات وأزمة الثقة في النظام

كتب الدكتور محمود خليل أستاذ الصحافة بكلية الإعلام مقالا بصحيفة الوطن بعنوان (سوق الشائعات( يعزو فيه أسباب انتشار الشائعات التي يتحدث عنها النظام إلى تراجع «منسوب الثقة» داخل المجتمع، سواء منسوب الثقة فى الذات الجمعية، أو منسوب الثقة فى العلاقة بين الحكومة والشعب، عندما يفقد شعب الثقة فى ذاته فمن الطبيعى أن يتحول إلى سوق رائجة للشائعات. ويرى الكاتب أن “الخداع الممنهج” الذي مورس على الشعب عبر أجهزة الإعلام وأجهزة الإرشاد الجماهيري بالاتحاد الاشتراكي في عهد عبدالناصرقبل هزيمة 67 جعل الناس ينامون على ثقة غير محدودة فى قدرتنا على ردع العدو، وأمل كبير فى أن يشرق الصبح ونحن فى تل أبيب، واستيقظوا على كارثة. ما أفضى إلى تآكل مستوى الثقة بين الحكومة والشعب وهو ما يبدو شاخصا فى العديد من التجارب التى عشناها أيضاً، وهى عامل مهم من العوامل التى تؤدى إلى ديمومة الشائعات فى حياة أية أمة.