صحيفة أمريكية تفضح محافظين “البيضة المقدسة والكولدير” في عهد السيسي

- ‎فيأخبار

كتب: حسين علام

في تقرير ساخر فضحت صاحيفة "هافينجتون بوست" الأمريكية مشروعات محافظين نظام السيسي الانقلابي، مشبهة هذه المشروعات بالمثل المصري القديم "تعال في الهايفة واتصدر"، حينما نصح بذلك الشخصية الافتراضية المعروفة بـ"جحا" لولده، عندما طلب منه أن يتعلم "الخيابة".

وقالت الصحيفة إن محافظي نظام الانقلاب ومسئولين كبارًا يمشون على درب جحا، ويتصدرون بشخصياتهم وتكاليف حراستهم، وباستنفار أمني في استقبالهم، وربما بالزهور والسجادة الحمراء، وفي النهاية تنتهي المسيرة الخطيرة بافتتاح مشروع مظلة أمام أبواب مطار، كما فعلها قبل أيام محافظ جنوب سيناء، أو افتتاح محل "كوافير" من قبل محافظ الشرقية، أو تكريم راقصة كما فعل محافظ بورسعيد.

وأشارت الصحيفة إلى محافظ المنيا، اللواء طارق نصر، الذي ترك عمله وتفرغ للاحتفال بالبيضة المقدسة، وصدق أن الله كتب عليها لفظ الجلالة، وبعدما وقعت حادثة تعرية السيدة القبطية بنفس المحافظة صرح بأن الحادثة بسيطة ولا تستدعي الانزعاج.

كما سخرت الصحيفة من مشهد اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، بصحبته العديد من العربات المصفحة بها مسؤولون من المحافظة، وقيادات شرطة، ورئيس مدينة شرم الشيخ ليفتتحوا "مظلة" أمام مطار شرم الشيخ، "لتوفير مناخ عمل مناسب لرجال الشرطة، وحماية لهم من العوامل الجوية وأشعة الشمس، ولمزيد من اليقظة والانسيابية"، ولم يتوقف الأمر على ذلك، بل أمر المحافظ قبل رحيلة بتوفير "كولدير تبريد مياه"، لخدمة نقطة تفتيش البوابة.

كانت تلك الزيارة مادة لاشتعال فتيل السخرية بين رواد الشبكات الاجتماعية، ليعلق البعض باستخفاف: "انشر الإيجابيات وساهم في نشر المشاريع اليومية التي يفتتحها المسؤولون التي تعود على الاقتصاد المصري بالخير والبركات".

وعلى نفس وضع افتتاح مظلة شرم الشيخ من استعدادات المحافظة والاستنفار الأمني، كان شبيهاً بمحافظة الشرقية في أغسطس من العام 2015، حينما ذهب الدكتور رضا عبدالسلام المحافظ، لافتتاح محل "كوافير".

وبعدما استخف المواطنون بالمحافظة من أفعال المحافظ صرح بعدها: "أن المشروع لم يكن مجرد كوافير فقط، ولكن عبارة عن مشروع متكامل يضم مركز تجهيز عرائس ومركز "ساونا" و"جيم"، يدر دخلاً حلالاً".

ومن ضمن الخلل الذي وقع فيه المسؤولون، تكريم محافظ بورسعيد اللواء مجدى نصر الدين، إحدى راقصات الفنون الشعبية بعد إحيائها حفلاً بعنوان "الأمل والعمل"، والذي تبنى رعايته صاحب أكبر سلسلة محال تجارية ببورسعيد، وكذلك إهداؤها درع المحافظة في أغسطس من العام الماضي.

وهاجم رواد الشبكات الاجتماعية، تكريم المحافظ لراقصة شعبية وإعطاءها درع المحافظة، خاصة أن هذه الواقعة لم تكن الأولى في المحافظة فقد سبقتها واقعة تكريم والدة قاتل الطفلة "زينة" من قبل إحدى الجمعيات الأهلية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي في المحافظة كأم مثالية، وهو ما أثار حفيظة أهل الطفلة ومشاعر أهالي بورسعيد الذين استنكروا تلك الواقعة.

وترك اللواء طارق نصر، محافظ المنيا، عمله ليتفرغ لمتابعة البيضة المقدسة الذي ادعى أنها مكتوب عليها لفظ الجلالة، في فبراير من العام الحالي.

وهو ما جعل رواد الشبكات الاجتماعية وقتها، يشنون هجوماً عليه، كيف لمحافظ لم يصدر أي بيان بشأن الصحة أو التعليم أو الأوضاع الاقتصادية، أضاع وقته فى إصدار بيان بشأن بيضة، متسائلين إذا كان هذا مستوى المحافظ في الخزعبلات فلماذا تلوموا البسطاء في أشياء أخرى؟!

كما اعتاد هاني المسيري، المحافظ السابق للإسكندرية، اصطحاب زوجته إلى الاجتماعات الرسمية والجولات الميدانية بالمحافظة، الأمر الذى قابله بسخرية العديد من النشطاء، وكانت سبباً في رحيل المحافظ لاحقًا.