“صراصير الليل” تهاجم الحرم.. متى يتوقف الظلم والفساد في بلاد الحرمين؟

- ‎فيعربي ودولي

يحدثنا القرآن أن الله تعالى يرسل بعض آياته تحذيرا للأمم الظالمة حتى تتوقف عن ظلمها ولهوها وحتى يتوقف حكامها المستبدون عن فسادهم وظلمهم، فالله تعالى أرسل إلى قوم فرعون 9 آيات مفصلات هي‏:‏ (الطوفان والجراد والقُمّل والضفادع والدم مع اليد والعصا والأخذ بالسنين ونقص الثمرات).

في هذا السياق، هاجمت أعداد كبيرة من حشرة “صرصار الليل” مناطق متفرقة من الحرم المكّي الشريف، لأسباب قال النظام السعودي إنها تتعلّق بعدم النظافة وتراكم الميكروبات، لاسيّما وأنها تكاثرت في مناطق الصرف الصحي ومناهل مياه الصرف المكشوفة حول ساحات الحرم ودورات المياه المحيطة بالساحات بمنطقة القشاشية، حسبما جاء في بيان أمانة العاصمة المُقدّسة.

أمانة مكة المكرمة وجهت 22 فرقة مكونة من 138 فردًا و111 جهازًا لمكافحة “صرصار الليل”، بعد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر انتشار جيوش جرِارة منها قُرب الحرم المكّي الشريف.

وحاول أستاذ فسيولوجي أعصاب الحشرات بقسم الأحياء بجامعة أم القرى، الدكتور حامد بن محمد متولي، أن يقلل من أهمية الحدث مشيرا إلى أن “صرصور الليل” يكثر ويخرج في مثل هذه الأوقات الباردة وسيختفي خلال 4 إلى 6 أسابيع، مُطالبًا بتضافر الجهود على القضاء عليه؛ لأن كثرته في مكان واحد دلالة على عدم النظافة.

 

وصرصار الليل هو حشرة صغيرة الحجم تنتمي إلى عائلة الصراصير، لونها بني، وتشبه الجرادة في شكلها الخارجي؛ فلها أرجل طويلة وأجنحة أمامية وقرون استشعار. تعيش في الأماكن المظلمة والدافئة وبين الحشائش وتظهر ليلًا بكثرة. يُطلق عليها أسماء منها: “صرّار الليل أو الجنادب السوداء أو الجداجد”.

أنواعها كثيرة قد تصل إلى 1200 نوع، وتختلف في حجمها وسماكة أجنحتها وشكل رءوسها. وهي حشرة غير ضارة بقدر ما هي مزعجة فقط. ويُصدر ذكر هذه الحشرة أصواتًا مزعجة أثناء الليل لاحتكاك أجنحته العريضة بعضها، وقد تستخدم هذه الأصوات لجذب الإناث، وعادةً ما يشعر الناس بالانزعاج جراء هذا الصوت.

وأعرب نُشطاء عن مخاوفهم من الانتشار الكثيف لهذه الحشرة، مُعتبرين أنه قد يكون إنذارًا إلهيًا يستوجب الاستغفار والتوبة. وتحت هاشتاج #صراصير_الليل، الذي تصدّر قائمة الهاشتاجات الأكثر تداولًا في السعودية عبر تويتر، كتب أحدهم “حتى لو كان موسم ظهورها الآن إلا أن ظهورها الكثيف بالحرم المكي ليس طبيعيًا فقد يكون إنذارا من الله تعالى، والواجب علينا أن نكثر الاستغفار والتوبة”.

وتابع مُستشهدًا بالآيتين الكريمتين: “قال تعالى :(وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون).. وقال تعالى: (وتوبوا الى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)”.

فيما عزت أخرى ظهور هذه الحشرة في الحرم إلى قلة النظافة وانتشار “رائحة مجاري” بشكل فظيع في المكان. وقالت “أقسم بالله أسجد وأنا متقرفة. وين النظافة وين الاهتمام بالحرم المكي يا ناس؟”.

بدورها قالت أمانة العاصمة المقدسة، في بيان لها: “إشارة إلى مقاطع الفيديو المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي، والتي توضح انتشار الحشرات في الساحات المحيطة بالحرم المكي الشريف، فتود أمانة العاصمة المقدسة أن توضح أن هذه الحشرة تسمى الجنادب السوداء (الجداجد) أو ما يسمى صرار الليل من الحشرات المهاجرة”.

وأضافت أنه “تم توجيه كافة الفرق المتخصصة للعمل في المكافحة للقضاء على هذه الحشرات بعدد (22) فرقة مكونة من (138) فردا و(111) جهاز مكافحة، وقد تم التركيز على مواقع توالدها وتكاثرها بغرف تفتيش الصرف الصحي ومناهل مياه الصرف المكشوفة حول ساحات الحرم المكي الشريف ودورات المياه المحيطة بالساحات بمنطقة القشاشية”.