“صفاقة القرن” تنسف القضية الفلسطينية وتكشف وجه أمريكا القبيح

- ‎فيتقارير

أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن خطته “صفاقة القرن”، التي سلّم فيها فلسطين للصهاينة في ظل صمت عربي وإسلامي مخز، وتضمنت خطة ترامب اعتراف الجانب الفلسطيني بأن المستوطنات جزء من حدود إسرائيل، واعتراف واشنطن بدولة فلسطينية مستقلة في حال الموافقة على بنود صفقة القرن، ونزع سلاح حماس، وجعل غزة قطاعًا منزوع السلاح، وإعطاء الفلسطينيين أربع سنوات للموافقة على صفقة القرن.

كما تضمنت الصفقة أن القدس عاصمة غير مجزأة بل موحدة لإسرائيل، وإغلاق باب العودة للفلسطينيين، وحل ملف اللاجئين الفلسطينيين خارج إسرائيل، ومنح الفلسطينيين عاصمة في “القدس الشرقية”.

أيضا نصت الاتفاقية على تشكيل لجنة مشتركة لتحويل خريطة الطريق الخاصة بالسلام، وتوفير 50 مليار دولار لمشاريع جديدة بالدولة الفلسطينية المستقبلية، ومطالبة العالم الإسلامي بالاعتراف بإسرائيل، والعمل على تحسين علاقة الدول العربية بإسرائيل.

وقال الباحث والمحلل الاستراتيجي الفلسطيني الدكتور وائل شديد، عضو الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي الفلسطيني: إن مؤتمر إعلان “صفقة القرن” كان مهرجانًا خطابيًّا يقوم به رئيس يميني يواجه محاكمة، ونائب وزراء صهيوني يواجه الحبس، وهو يعد احتفالية إسرائيلية كبرى، بما يمكن أن نسميه “ولادة جديدة لدولة الاحتلال” كما عبّر عنها نتنياهو.

وأضاف شديد، في حواره مع برنامج “المسائية” على قناة “الجزيرة مباشر”، أن صفقة القرن منعطف خطير ومهم وحاسم تاريخيا في القضية الفلسطينية، وسيدخلها في مرحلة مختلفة، مضيفا أن الصفقة أعادت الفلسطينيين إلى مرحل ما تحت الصفر، ونسفت القضية الفلسطينية برمتها سواء الاتفاقات الدولية أو القانون الدولي.

وأوضح أن ترامب قدم ملامح عامة للصفقة، وأنها تتكون من 80 صفحة، وتعالج تفاصيل بحلول تكتيكية وليس بحلول استراتيجية، مضيفا أن ما شجع ترامب على اتخاذ هذه الخطوة هو حالة التفكك العربية التي لم يسبق لها مثيل، لدرجة مشاركة وفود عربية في الاحتفال بالصفقة.

وأكد شديد ضرورة أن يخرج الاجتماع المقرر بين الفصائل الفلسطينية والرئيس محمود عباس بخطة عمل تنفيذية ميدانية على الأرض، فيها البعد السياسي والإعلامي وبمشاركة الشعب الفلسطيني كله في الضفة وغزة وفي الخارج.

كما شدد على ضرورة التنصل من اتفاقية أوسلو بما تضمنته من تنسيق أمني جعل الفلسطينيين يراقبون أنفسهم، كما أنها من وجهة نظر إسرائيلية تعترف بالاحتلال وتشرعنه.

يوم أسود

الناطق باسم حركة حماس، فوزي برهوم، أكد أن “هذا اليوم يوم أسود في تاريخ الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي، ويوم شؤم على الشعب الفلسطيني والمنطقة برمتها، اليوم أعلن ثنائي محور الشر ترامب ونتنياهو الذي وضع على سلم أولوياته ووجهته أولا تصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني وتشكيل عدوان أمريكي إسرائيلي مزدوج على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، ونكبة جديدة اليوم أعلن عنها للشعب الفلسطيني”.

واستنكر برهوم، في مداخلة مع برنامج “المسائية” على قناة “الجزيرة مباشر”، الإعلان عن صفقة القرن المشئومة أمام العالم وبمباركة بعض الدول الإقليمية والدولية للاعتراف بالدولة اليهودية العنصرية المتطرفة، مضيفا أنه تم تسويق الوهم للشعب الفلسطيني كما حدث في مؤتمر البحرين، والحقيقة أنه بيع لأرض فلسطين بالمال العربي.

وأضاف أن “اليوم انكشف الوجه الحقيقي للإدارة الأمريكية التي سوقت السلام الموهوم والمزعوم في المنطقة، ثم فوجئنا بها تسوق الشر والإرهاب، عبر ما سمي بصفقة القرن لاغتصاب حقوق الشعب الفلسطيني”.

وشدد برهوم على أن أي حوار فلسطيني جامع يجب أن تعبر مخرجاته عن الانسحاب من اتفاقية أوسلو بشكل عاجل؛ لأن كل ما يجري على الأرض إفرازات هذه التسوية المشئومة التي ضيعت حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني، وفك الارتباط مع الكيان الصهيوني ووضع حد للتنسيق الأمني مع الاحتلال، وأن يطلق العنان للشعب الفلسطيني للخروج في الضفة الغربية وجنين ورام الله وطولكرم والخليل كي تعبر عن رأيه في هذه الصفقة ومواجهة الاحتلال.

وتابع: “اليوم هو يوم فلسطين، يوم الشعب الفلسطيني، يوم القدس، والذي يتحمل مسئولية كلفة هذا الصراع هو من أعلن عن هذا الشر، وليس من دافع عن شعبه وأرضه ومقدساته، فالمقاومة مشروعة، والطريق للكفاح والنضال يجب أن يستمر بكافة الأدوات والأساليب لإفشال هذه الصفقة”.