صفقة خاشقجي.. ماذا سيدفع سلمان مقابل إنقاذ ابنه القاتل؟

- ‎فيتقارير

خلصت تركيا إلى أنَّ جمال خاشقجي، الصحفي السعودي البارز، قد قتل في القنصلية السعودية في إسطنبول، أوائل الأسبوع الماضي، على يد فريقٍ سعودي أُرسل في مهمة لقتله، ويعتقد المحققون الأتراك أنَّ فريقا من 15 شخصا جاء من السعودية، وأنَّ الأمر كان قتلا مع سبق الإصرار والترصد.

وقال مراقبون، إن السعودية ستدفع ثمنًا باهظًا لو ثبت تورطها في مقتل خاشقجي، حتى “دونالد ترامب” قال للصحفيين: “لن نسمح بحدوث هذا”، وحذر وزير الخارجية البريطاني “جيرمي هانت” من أن “الصداقة تقوم على القيم المشتركة”.

الصَّفَقات تتقدَّم على مبادئ حُقوق الإنسان، خاصَّةً بالنِّسبةِ لرَئيسٍ مِثل ترامب لا يُؤمِن إلا بالعُمولات، ولا يُجيد غَير ابتزاز السعوديّة ودُوَل خليجيّة، ونَهب مُعظَم ما لديها مِن مِليارات، فلم يَحصُل في تاريخ أمريكا أن مارَس أي رئيس أمريكيّ الابتزاز بهَذهِ الوَقاحة، وعايَر هَذهِ الدُّوَل أربَع مرّات في أيّامٍ مَعدودةٍ بأنّها لن تُبْقِ حُكوماتها في السُّلطة أُسبوعَين بُدون الحِماية الأمريكيّة، وذَهَبَ إلى ما هُوَ أخطَر مِن ذَلِك عِندما لوَّح بأنّ إيران ستَحتل السعوديّة في 12 دقيقة دُونَ الحِماية الأمريكيّة.

خطة أبو ظبي وترامب

لا أحد يعرِف المَبْلغ الذي سيَحصُل عليه ترامب مُقابِل دَورِه في إخراجِ الحُكومة السعوديّة مِن هَذهِ الأزَمَة بأقَلِّ الأضرار، لكنّنا نَتكهّن بأنّ المبلغ سيَفوق مِئات المِليارات، ولا بُد أنّ مايك بومبيو، وزير الخارجيّة، الذي غادَرَ إلى الرياض سيَحمِل “الفاتورة” التي ستتضَمَّن تفاصيل هذا المَبْلَغ.

من جهته يقول مهنا الجبيل، كاتب إسلامي وباحث عربي مستقل ومحلل سياسي: “الخبر العاجل الذي ينتشر الآن بتوعد ترامب السعودية بالعقوبات، يؤكد ما ذكرناه منذ فترة، من ترقب واشنطن لمستقبل النظام السعودي، ونجاح خطتها عبر أبو ظبي باستنزاف أكبر قدر ممكن من الحصيلة، ثم رفع السقف التهديدي قبل السقوط، وهو أمر سابق لاغتيال الشهيد جمال خاشقجي لكنه عجل به في تقديراتهم”.

ويضيف الجبيل: “فشَل تحرك اللوبي السعودي في حزب العدالة التركي، لاحتواء قضية الشهيد جمال خاشقجي بعد تقدير موقف أمني خطير تبناه الرئيس التركي بكل قوة، وكسبت أنقرة دوليا وتمكنت من الملف، غير أن ذلك في ذاته قد يكون رسالة إنقاذ للسعودية، حيث لن يعمد أردوغان إلى تسليم الملف التنفيذي لواشنطن”.

المماطلة اللاحقة في كشف الأدلة أنبأت بأن صفقة ما يجري العمل عليها لنفض يد محمد بن سلمان من دماء خاشقجي، صفقة تعزّزت المؤشرات إليها أمس مع تبرئة مبطنة أطلقها دونالد ترامب لابن سلمان وأبيه من الحادثة، وتوجيه الأخير بتحقيق داخلي رجّحت وسائل إعلام أمريكية أن يخلص إلى أن خاشقجي قُتل عن طريق الخطأ!.

أوراق الرياض تحترق

يبدو أن قضية خاشقجي في طريقها إلى الطبخ على قاعدة “كبش الفداء”، هذا ما أوحت به معطيات الساعات الماضية، وعلى رأسها ترجيح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن من سمّاهم عناصر مارقين أو غير منضبطين هم المسئولون عن مقتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.

في يوم واحد فقط، وقعت التطورات التي كانت منتظرة، منذ أيام سمحت السعودية أخيرا للشرطة التركية بتفتيش قنصليتها ضمن فريق تحقيق مشترك، وفي الوقت نفسه، نفّذ ترامب وعده بمهاتفة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، الذي بدا لافتا للغاية توجيهه بإجراء تحقيق داخلي بشأن مواطننا السعودي، في خطوة تراجعية تعزّز الحديث عن شمّاعة سيتمّ تعليق دماء خاشقجي عليها بموافقة أمريكية.