“طوابير المجاعة”.. سيناء لم تعد كما كانت في عهد الرئيس مرسي

- ‎فيتقارير

تنكيل.. حبس.. تعذيب.. تضييق.. تجويع.. تهجير.. قتل بالقنابل العنقودية المحرمة.. قصف بالطائرات للبيوت.. حرق للمساجد.. تجريف للأشجار، هذا ما يجري الآن في سيناء. وتبادل رواد مواقع السوشيال ميديا، اليوم، صورة بالغة المرارة لطوابير طويلة من أهالي سيناء تقف فيها المرأة التي يحتفل العالم اليوم بيومها، إلى جانب الرجل، تنتظر الخبز الحاف لكي تعود به إلى بيتها قبل أن تقصفه طائرات السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، الذي يحاصر أرضهم ويدمر ديارهم للشهر الرابع على التوالي، وعلق مراقبون بالقول إن المشهد الأسود لم يُلتقط في الحرب العالمية الثانية، ولا حتى في هزيمة ٦٧!.

يقول الناشط سمير إبراهيم: “هذه الطوابير العريضة رأيتها في سيناء الحبيبة، وذلك من أجل انتخابات 2012، وكان النزول من أجل انتخاب رئيس للجمهورية طواعية وحبا في التغيير، أما اليوم نزل رغمًا عن أنفه، وذلك من أجل أن يطعم أطفاله.. منتهى القهر.. حسبنا الله ونعم الوكيل”.

ويقول أحد أهالي سيناء: “الصهاينة يقصفون حقول غزة بمواد كيماوية لتتلف الحقول، الغاية تجويع الغزاويين.. هذا ما يفعله السفّاح السيسي بأهل سيناء على طريقته بمنع تمويل سيناء بمستلزمات المعيشة، هذا يعد جريمة حرب”.

ومع فشل الحرب التي يشنها السفيه السيسي، والممارسات القمعية في إجبار الأهالى على الفرار إلى محافظات أخرى، لجأ جنرال الدم إلى تجويع المواطنين، ليطل سؤال برأسه: لماذا تسلب عصابة الانقلاب الأمان من هؤلاء الأبرياء؟ لماذا تتعمد تجويع المصريين وإذلالهم؟!، لتأتي الإجابة أن المستفيد الوحيد من تجويع وتهجير أهل سيناء هو العدو الصهيوني.

جريمة إنسانية

ويؤكد مراقبون ضرورة رصد وتسجيل ما تفعله عصابة الانقلاب، من تجويع وحصار سيناء، وحرمان المحافظة من أقل سُبل الحياة، تحت مزاعم حرب الإرهاب، والذي صنعه الانقلاب، وخصوصا منع دخول الخضار ومستلزمات الحياة في الفترة الأخيرة، لمنطقتي رفح والشيخ زويد، وسرقة مخصصها، وتوريده لرجال التموين بالعريش لتوزيعه للمحاسيب.

يقول الناشط محمد أحمد: “السيسي يصنع كارثة إنسانية في سيناء، سببها منع الجيش لعربيات الأكل من الانتقال من غرب القناة إلى شرقها، كذلك منع الوقود عن محطات سيناء، أهل سيناء يتعرضون لعملية تجويع كارثية، المفروض يبقى فيه عدل، الإرهابيين دول اعْدمهم لكن ما ذنب أهل سيناء أن يجوعوا؟”.

ويقول أبو دياب المصري: “ده طابور حقيقى على مواد غذائية فى سيناء، وده اللى وصلنا إليه يا سادة والقادم أسوأ، حارب الإرهاب وكلنا معاك لو فى إرهاب أصلا.. لكن الحرب على الإرهاب مش معناها تجويع أهالى سيناء وحصارها برا وجوا وبحرا، ودفعهم بكل قوة لكره انتمائهم لمصر، أفيقوا قبل فوات الأوان!”.

لماذا ينتقم السيسي من أهالي سيناء؟

فيما تداول النشطاء شهادة أحد الأهالى التى تعكس حجم المأساة بالشيخ زويد، والتى تؤكد أن أهالي سيناء يتعرضون بالتزامن مع ارتكاب جرائم الهدم والاعتقال والقتل بالرصاص العشوائى لعملية تجويع ممنهج؛ حيث خلت المحال والأسواق من المواد الغذائية الأساسية، وسط فرض حصار من قبل قوات جيش السيسى، ومنع وصول أى مواد غذائية للمواطنين.

ويقول شاهد عيان: “ما رأيته اليوم فى “الشيخ زويد”، اليوم، مأساة بكل المقاييس.. حريم تتطوف فى المحال لتشترى أي شيء يتاكل فلم يجدوا أي شيء حتى البسكويت غير موجود، ناهيك عن الخضراوات، فلا يوجد أي نوع من الخضراوات والطماطم والفاكهة، فهذه الأشياء انقطعت منذ تم إغلاق طريق العريش وجميع الصيدليات خاوية من الأدوية وحليب الأطفال”.

ويتابع: “الكل في الشيخ زويد شارد الفكر.. لا يعرف ماذا سيخبئ له القدر، كثير من الناس ذهبوا إلى البر لجمع بعض نباتات مثل “الخبيزة والحمصيص والرجلة”، لسد الأفواه الجائعة والتى حرموا أهل الشيخ زويد من أن تصلهم بعض الخضراوات من أهاليهم المهجرين بالمحافظات”.

ويختم شهادته قائلا: إننا فى هذه الأيام نمر بمرحلة خطيرة من قلة الشيء.. فلا يوجد أى شيء للعيشة الآدمية، فكثير من الناس والله يتمنون الموت، وأن لا يبقوا على هذا الحال، فكل يوم يزداد سوءا عما قبله.