عشرات يرقصون للسيسي بالخارج.. عبودية عابرة للقارات أم تعليمات الكنيسة أم من أجل 100 دولار؟

- ‎فيتقارير

انقسمت الجالية المصرية في ألمانيا ما بين المشاركة في مظاهرات تأييد وأخرى للتعبير عن سخطها من زيارة جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي إلى ألمانيا، ونفّذ كل طرف عددًا من الفعاليات في المدن الألمانية، وعلى رأسها العاصمة برلين.

وخرج عدد من المصريين في ألمانيا لاستقبال السفيه السيسي، بعد وصوله إلى العاصمة برلين الألمانية؛ للمشاركة في فعاليات قمة مؤتمر برلين حول ليبيا الأحد الماضي .

الدعاية للزيارة

وسيطر الرقص على أنصار السفيه السيسي وهم يتواجدون بالعشرات أمام مقر إقامته، احتفالا بزيارته للعاصمة الألمانية برلين، وسط إطلاق الزغاريد، وترديد الهتافات، وإنشاد الأغنيات، في وقت عمل فيه الإعلاميون الموالون له على تسويق الزيارة في الداخل المصري، عبر قيادة الرقص نفسه، أو الدعاية للزيارة عبر برامجهم.

ونظَّم أفراد في الجالية المصرية، بالتعاون مع الكنيسة الأرثوذكسية، ومشاركة أعضاء من الوفد البرلماني والإعلامي المرافق للسفيه السيسي، ورجال أعمال ممولين لسفر الأخيرين، تظاهرات أمام مقر إقامة السفيه السيسي، في محاولة لإظهار وجود شعبية له بين المهاجرين.

تقول الناشطة إيمان عزت: “هو سؤال بجد: ايه اللى يخلي ناس عاشت بره وشافت الحرية والتقدم، وإن الرئيس موظف فى الدولة، تقف الوقفة دي بالمنظر المهين ده، وماسكين الصورة والعلم زي الأطفال يوم العيد؟ حاجة تكسف”.

وترد الناشطة ماري مدحت: “ناس كثيرة مش بتفهم سياسة، وكل اللي يهمهم الأمن والأمان، فهم لا يهمهم قمع غيرهم اللي بيفهموا سياسة، ولكن يريدون شخصا يحكم مصر بقبضة حديدية، ولأنهم بعيدون عن الفقر والاعتقال ومصلحتهم بتتناغم مع حاكم مستبد! وإن كان هذا نظرة ضيقة لأن حاكما بهذه الطريقة لن يدوم ولن يحقق الاستقرار” .

ويقول الناشط ميدو الكومي: “كرههم للإخوان خلّاهم يصدقوا أي حاجة لا تخضع لحقيقة أو لتفكير عقلاني. وأصبحت كل إشاعة تمجد في حامي الحمى حقيقة. وكل كذبة يرفضها العقل والمنطق يلصقوها بالمعارضة. حيث لا وعي ولا إدراك وممكن يكون منهم من هو متفوق في أي علم من العلوم، لكن انكبابه على العلم أعدم إدراكه بالمجتمع ومشاكله”.

باع ضميره

ويقول رمضان التوني: “ليس حبا في السيسي والنظام، ولكن كرها للتيار الإسلامي عموما وليس الإخوان فقط، وخوفا من وصوله للحكم. ولو كان إبليس الرجيم هو الذي يحكم لوقفوا معه.!!! خلي بالك في ناس كتير بره متبهدلة زي عندنا محتاجة فلوس، فبيبيع ضميره عادي جدا”.

ويقول ناصر عز الدين: “فلوس ومصالح ومعروفين وبيتم الاتصال بيهم، والاتفاق على المقاولة من السفارة، زائد أسر موظفى السفارة والقنصلية، وعمرك ماهتلاقى عددهم كبير، الخراب اللي في مصر مش آذيهم، فبالتالي الفلوس اللي بيخدوها سهلة، ما هو لو كانوا معجبين بالسيسي كده ايه اللي معيشهم بره مايجوا يخدوا نصيبهم من ظلمه”.

وفي الوقت الذي تعلن فيه حكومة الانقلاب عن ارتفاع قيمة الناتج المحلي الإجمالي ومعدلات نموه، وتعلن أنها أنفقت تريليونات الجنيهات على الاستثمار في المشروعات الجديدة، تخرج علينا الأرقام الرسمية لتؤكد زيادة أعداد المهاجرين من مصر إلى الخارج، بنسبة تصل إلى 70% عما كانت عليه الأوضاع قبل الانقلاب العسكري في يوليو 2013.

والسؤال: ما قيمة التحسن في المؤشرات الاقتصادية الكلية، الذي تتحدث عنه حكومة الانقلاب عبر وسائل الإعلام، أو بعض تقاريرها الرسمية، إذا كان ذلك مصحوبا بزيادة أعداد المصريين ممن اضطروا للهجرة من أجل تحسين مستوى معيشتهم، أو أن دخولهم بمصر لا تكفيهم، أو أنهم لا يجدون فرص عمل في مصر.

الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، يكشف عبر كتابه الذي صدر حديثا بعنوان “الهجرة في مصر 2018″، أن عدد المهاجرين المصريين بالخارج بلغ 10.2 ملايين مواطن بنهاية عام 2017، بعد أن كانوا بنهاية 2013 حوالي ستة ملايين مواطن.

فعدد المهاجرين في تزايد بعد وقوع الانقلاب العسكري عام 2013، وبلغت الزيادة خلال الفترة من 2013–2017 نحو 4.2 ملايين مواطن، أي بنسبة 70.4%، وهو أمر يطرح العديد من الأسئلة، خاصة وأن السفيه السيسي وعد المصريين بتحسن في الوضع المعيشي والاقتصادي خلال سنوات انقلابه الأسود.

لكن العكس هو ما آلت إليه أحوال المصريين، ولا أدل على ذلك من الأرقام التي تنشرها مؤسسات الحكومة، فمن هاجروا تحت وطأة أن دخولهم لا تكفيهم في مصر بلغت نسبتهم 25% من إجمالي المهاجرين.