على أنغام “كورونا”.. الصحف الورقية تودع مصر والعالم العربي

- ‎فيتقارير

يبدو أن وباء كورونا سيكون العامل الأخير في توقف الصحف الورقية واحتجابها عن دولة العسكر وعن العالم العربي بصفة عامة لينتشر الجهل والأمية من جديد وليفتقد المصريون التوجيه والتوعية وتنوير الرأي العام، وهو ما يريده العسكر حتى لا يعرف الشعب حقوقه وحتى لا يطالبهم بأي شيء، وعندئذ يطمئن العسكر أن الشعب لا يمتلك الإرادة ولا المقومات ليثور ويسقط هذا النظام الانقلابي الدموي.

وقف إصدار الصحف الورقية القومية والحزبية والخاصة – التي تعاني من مشكلات كثيرة على رأسها – ضعف التوزيع ينتظر قرار حكومة العسكر قريبا.

في هذا السياق كشف مصدر مسئول في الهيئة الوطنية للصحافة عن أن الهيئة تدرس حاليًا إصدار قرار بوقف طباعة جميع الصحف والمجلات بصفة مؤقتة، بما فيها القومية والحزبية والمستقلة، في إطار الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا، لا سيما مع ارتفاع حالات الوفاة والإصابة بشكل يومي جراء العدوى.

العمل من المنازل

وأكد المصدر أن الهيئة خاطبت رئيس وزراء الانقلاب لأخذ رأي حكومة العسكر حول قرار وقف طباعة الصحف، خوفًا من انتقال المرض بين العاملين في المطابع الحكومية والخاصة، ومندوبي التوزيع في المحافظات المختلفة، مشيرًا إلى أن مدبولي وعد بدراسة القرار خلال الاجتماع الأسبوعي لمجلس وزراء الانقلاب، غدًا الأربعاء.

وقال إن القرار سيكون مؤقتًا إلى حين السيطرة على المرض، وعودة الحياة إلى طبيعتها مرة أخرى، خصوصًا أن مبيعات الصحف والمجلات تراجعت بصورة غير مسبوقة منذ بداية الأزمة، منوهًا إلى أن أغلب المؤسسات الصحفية طالبت محرريها بالعمل من المنازل، وعدم الحضور إلى مقراتها طيلة مدة الأسبوعين التي حددتها حكومة العسكر لتعطيل الدراسة في المدارس والجامعات على مستوى الجمهورية.

كان أيمن أبو العلا، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار بمجلس نواب الدم، قد تقدم بطلب إحاطة موجه إلى رئيس الوزراء، ووزير الإعلام بحكومة العسكر بشأن وقف طباعة وتداول جميع الصحف والمجلات والمنشورات التسويقية الورقية مؤقتًا، لمواجهة فيروس كورونا.

المواقع الإلكترونية

وقال “أبو العلا”: إن العديد من دول العالم قررت وقف كافة المطبوعات الورقية، بما فيها الصحف والمجلات، في إطار جهودها للحد من انتشار العدوى، بعدما ثبت أن الأوراق إحدى وسائل انتشار الفيروس، مستطردًا: لا يخفى على أحد أن الصحافة الإلكترونية في دولة العسكر تؤدي دورها على أكمل وجه، لما تمتلكه من إمكانات في تقديم معالجات أكثر فعالية من الصحف الورقية، مثل الفيديوهات والصور والإنفوجراف، وفق تصريحاته.

وأضاف أن المواقع الإخبارية تتميز بالتحديث اللحظي أولاً بأول، فضلاً عن توافرها لدى كل مستخدمي شبكة الإنترنت، وعبر التطبيقات المختلفة على الهواتف المحمولة، إلى جانب سرعة التفاعل مع المستخدمين، والرد على كافة الاستفسارات، مشددًا على ضرورة الإسراع في إصدار قرار وقف المطبوعات الورقية، حتى إعلان سيطرة دولة العسكر نهائيًّا على انتشار فيروس كورونا، بحسب مزاعمه.

عمان والأردن والإمارات

من جانبها أعلنت السلطات العُمانية وقف الطباعة الورقية للصحف والمجلات والمنشورات بمختلف أنواعها، ومنع تداولها، ضمن إجراءات وضعتها لمواجهة فيروس كورونا.

وكان الأردن قد أعلن إيقاف طباعة الصحف، كما قرر المجلس الوطني للإعلام في الإمارات وقف تداول الصحف والمجلات والمنشورات التسويقية الورقية مؤقتًا.

حجب خليجي 

انضمت الصحف القطرية، “الشرق” و”العرب” والاقتصادية “لوسيل”، اليوم الثلاثاء، إلى صحيفتي “الراية” و”الوطن”، معلنةً احتجاب نسخها الورقية، حتى إشعار آخر، بسبب المخاوف من تفشي فيروس كورونا الجديد.

وقالت صحيفة “الشرق” القطرية على موقعها الإلكتروني: “التزاما بالإجراءات الصحية التي تنتهجها الدولة لمكافحة فيروس كورونا الجديد، فقد تقرر وقف طباعة صحيفة “الشرق” اعتباراً من يوم الثلاثاء وحتى إشعار آخر، وستقوم الصحيفة بترتيب تعويض المشتركين عن فترة الإيقاف”.

ودعت الصحيفة قراءها إلى متابعتها على موقعها الإلكتروني، وتحميل العدد اليومي.

وأعلنت صحيفة “العرب” عبر موقعها الإلكتروني إيقاف العدد الورقي من الصحيفة، اعتبارا من اليوم وحتى إشعار آخر، تماشيا مع التدابير الاحترازية التي تتخذها الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا الجديد.

ودعت القراء إلى متابعة الصحيفة عبر موقعها الإلكتروني، ومتابعة الأخبار من خلال حسابات الصحيفة على مواقع التواصل الاجتماعي.

كما التزمت الصحيفة الاقتصادية اليومية “لوسيل” بقرار عدم الصدور ورقيًّا، اتباعًا للإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا الجديد، ودعت قراءها إلى الاشتراك في الصحيفة عبر تطبيق “واتساب”، ومتابعة أخبارها عبر موقعها الإلكتروني.

وقررت إدارة صحيفة “العربي الجديد” تعليق طباعة النسخة الورقية في قطر مؤقتا اعتبارا من اليوم الثلاثاء، وحتى إشعار آخر، فيما ستصدر كالمعتاد في تركيا وبريطانيا. وستكون الصحيفة موجودة يوميا على الموقع الإلكتروني لـ”العربي الجديد” بنسخة PDF، إضافةً إلى الخدمات الإخبارية اليومية التي يوفرها الموقع.

وسبق أن أعلنت صحيفة “الراية” حجب النسخة الورقية مؤقتا، لأسباب لوجستية تحول دون إتمام عملية الطباعة بمطابع الشركة بالمنطقة الصناعية، والتي أعلنت اللجنة العليا لإدارة الأزمات، الثلاثاء الماضي، إغلاقها ضمن الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا الجديد بعد اكتشاف عدد من الحالات هناك، والتي تخضع للحجر الصحي. ولنفس السبب احتجبت الطبعة الورقية لصحيفة “الوطن”.

التعليق عربيا

وقالت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام السوري: إنّ وسائل إعلام مطبوعة علّقت صدور الصحف الورقية السورية التي تصدر في مناطق النظام، في خطوة لمواجهة انتشار فيروس كورونا في البلاد، بعد تسجيل أول حالة إصابة رسميا في مناطق سيطرة النظام .

ولم يتطرق التعليق إلى صحيفة “البعث”، وهي جريدة يومية، سياسية ناطقة باسم حزب “البعث” الحاكم في البلاد.

كما قررت الصحف الورقية في المغرب الاحتجاب عن الصدور حتى إشعار آخر، بعد أن دعت الحكومة المغربية جميع ناشري الصحف والجرائد الورقية، إلى تعليق إصدار ونشر وتوزيع الطبعات الورقية بدءا من أول أمس الأحد، في أحدث إجراء تتخذه في حربها ضد الفيروس.

وأعلنت صحيفة “فلسطين” الصادرة في غزة، اليوم الثلاثاء، توقفها عن نشر نسختها الورقية مؤقتا، ضمن إجراءات السلامة والوقاية في ظل الانتشار العالمي لفيروس كورونا المستجد “كوفيد ــ 19″، وتسجيل أول حالتين في القطاع.

 

وأعلنت وزارة الإعلام اليمنية، وقف إصدار الصحف الورقية مؤقتا والاكتفاء بنسختها الإلكترونية، ضمن الإجراءات الاحترازية لمجابهة فيروس كورونا.

إذاعات بـ9 لغات

وفي المقابل أعلنت إدارة البث الإذاعي في وزارة الثقافة والرياضة القطرية إطلاق قناة إذاعية جديدة مخصصة للجالية البنجلادشية التي تعيش في قطر. 

وتهدف الإذاعة إلى رفع الوعي الصحي لدى كافة أفراد المجتمع وشرائحه، وشرح إجراءات الوقاية اللازمة التي تشكل العامل الأساسي لاحتواء فيروس كورونا والحد من انتشاره.

وتعد الإذاعة الجديدة هي التاسعة التي يتم ترخيصها من قبل وزارة الثقافة والرياضة، إذ سبق للوزارة أن قامت بترخيص 8 إذاعات متحدثة بعدة لغات (الهندية، النيبالية، الملبارية، السريلانكية، التاميل، الفيليبينية، الفرنسية، الإسبانية، الإنكليزية، والعربية)