على طريقة بشار الأسد.. حفتر وداعموه يقصفون طرابلس بغاز الأعصاب بعد هزيمتهم الفادحة

- ‎فيتقارير

روى شهود عيان ومتابعون للشأن الليبي تفاصيل جديدة بعد إعلان داخلية حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا، الأربعاء، استخدام قوات "حفتر"- عبر مرتزقة شركة "فاجنر" الروسية- غاز الأعصاب ضد مقاتلي الوفاق جنوب العاصمة طرابلس.

وكان وزير داخلية الوفاق، "فتحي باشاغا"، قد أعلن في وقت سابق، الأربعاء، عن أن مرتزقة شركة "فاجنر" الروسية، المقربة من الكرملين، والتي تقاتل في صفوف مليشيات اللواء المتقاعد "خليفة حفتر"، استخدموا غاز الأعصاب المحظور دوليا ضد القوات الحكومية جنوب العاصمة طرابلس.

وقال "باشاغا"، في مؤتمر صحفي: "في محور صلاح الدين، تعرض مقاتلونا لغاز الأعصاب من قوات حفتر، فتم شلهم ثم قنصهم، وهذا العمل لا يتم إلا من الفاجنر".

ونقل "أنس القماطي"، مدير معهد "صادق" للدراسات في ليبيا، عن الناشط والمصور المصري الكندي "عمرو صلاح الدين"، والمتواجد في طرابلس، قوله: إن غاز الأعصاب قد تم استخدامه من قبل قوات "حفتر" ضد قوات الوفاق في الخطوط الأمامية بمحور صلاح الدين جنوبي طرابلس.

ليست قذائف عادية

ووثق شهود عيان بالفيديو سقوط قذائف هاون ومورتر من قوات "حفتر" على مواقع قوات الوفاق في محور صلاح الدين، لكن أكدوا أنها لم تكن قذائف عادية، حيث انطلق منها دخان أصفر اللون عقب سقوطها تسبب في إصابة مقاتلي الوفاق بالشلل وعدم الاتزان، على حد قولهم.

ونقل "عمرو صلاح الدين" عن طبيب ليبي قوله: إنه طالع إصابات لمقاتلين من قوات الوفاق بإحدى المستشفيات الميدانية، حيث كانوا يعانون من الصرع والقيء الشديد، مؤكدا أن هذه الأعراض ناتجة عن استخدام غاز أعصاب.

وقال آخر إن مقاتلي قوات الوفاق بالجبهة سقطوا بعد قصف لقوات "حفتر" بمحور صلاح الدين، وهم يعانون من التشنجات وضيق التنفس.

واستبعد طبيب آخر أن يكون الهجوم الذي شنته قوات "حفتر" تم بغاز السارين، أو الكلوروكين، مرجحا أنه قد يكون الفسفور الأبيض الحارق.

وشهدت الأيام الماضية انتكاسة كبيرة لقوات "حفتر"، بعد انتصارات حاسمة حققتها قوات الوفاق غرب طرابلس، ونجاحها في استعادة مدن غرب العاصمة حتى الحدود مع تونس، ثم إطلاقها عملية لاستعادة مناطق جنوب العاصمة.

ويعبر لجوء حفتر لاستخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية عن حالة اليأس الكبيرة التي وصل إليها مع داعميه السيسي وبن زايد وبن سلمان، الذين قاموا بأكبر حملات دعم عسكري لحفتر، إلا أنه نال أكبر هزائم في غرب ليبيا.

تحرير ترهونة

وأطلقت قوات حكومة الوفاق الليبية، السبت الماضي، مرحلة جديدة من عملية "عاصفة السلام" العسكرية، تستهدف السيطرة على مدينة ترهونة، المعقل الرئيسي لقوات خليفة حفتر" غرب العاصمة طرابلس.

وقال الإعلام الحربي لعملية "بركان الغضب"، التابعة لحكومة الوفاق، إن "الجيش يهاجم مليشيات حفتر ويتقدم نحو مدينة ترهونة من سبعة محاور بمساندة سلاح الجو".

ووفق مصادر عسكرية وشهود عيان، فإن قوات حكومة الوفاق سيطرت على منطقة الشريدات القريبة من ترهونة.

وأضافت أن القوات اقتحمت أيضا منطقة القربولي باتجاه مدينة ترهونة، آخر معاقل "حفتر" غرب ليبيا.

وشكلت ترهونة على مدار عام كامل، محور ارتكاز أساسي لقوات "حفتر"، في هجومها المستمر على طرابلس، ومنها ترد الإمدادات العسكرية لمحاور جنوب العاصمة، سواء الأفراد أو المعدات العسكرية والذخائر، وصولا للدعم اللوجستي، كما أنها تحتضن غرفة العمليات المركزية للجنرال المتقاعد.

والاثنين قبل الماضي، سيطرت حكومة الوفاق على عدد من مدن الساحل الغربي الليبي، بعد معارك ضارية، تمكنت خلالها من طرد قوات "حفتر" منها.

ولمدن الساحل الغربي أهمية استراتيجية كبيرة، فمن ناحية عسكرية تمكنت الوفاق من قطع أذرع قوات "حفتر" في معظم المناطق الغربية للبلاد، باستثناء ترهونة.

ومن ناحية اقتصادية، عادت "الوفاق" للسيطرة على حقول إنتاج النفط والغاز في هذه المنطقة، التي ظلت رهينة لقوات اللواء المتقاعد منذ سنوات.

ومنذ 4 أبريل الماضي، تشن قوات "حفتر" هجوما متعثرا للسيطرة على طرابلس (غرب)، مقر حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا.