عُمرة بلا كعبة.. هل حقق السيسي نبوءة جولدا مائير؟

- ‎فيتقارير

“سيفاجأ العرب ذات يوم أننا قد أوصلنا أبناء إسرائيل إلى حكم بلادهم!”، تلك كانت نبوءة جولدا مائير زعيمة حزب العمل الصهيوني، ورابع رئيس وزراء للحكومة الصهيونية من 1969 حتى 1974، لقبها الغربيون “بأم إسرائيل الحديثة”، وتعد أخطر امرأة في تاريخ الكيان الصهيوني.

ومن عجائب القدر أن المخابرات الإسرائيلية عام 1962 كانت قد أعدت جاسوسًا يهوديًا يدعى “ايلي كوهين”، للدفع به إلى كرسي الرئاسة في سوريا، لكن الخطة فشلت وتم إعدامه بعدها، وفي تفاصيل المخطط حمل الجاسوس اسمًا يبدو به مسلمًا وهو كامل أمين ثابت، وتم تلفيق تاريخ مزور منه أن والده كان يعمل في تجارة الأقمشة، كما تم تعليمه بعض الآيات القرآنية وتعاليم الدين الإسلامي.

ومن خلال قصة “ايلي كوهين”، يتضح أنه ليس مهمًا أن ترتدي بشكير العمرة وتقف عند الكعبة ولو كان ظهرك لها، وتلتقط الكاميرا لك الصور التذكارية لتعبر عن عميق إيمانك، بينما كل تصريحاتك وأفعالك تدل أنك وان لم تكن عدو ظاهر وصريح للمسلمين فعلى الأقل في جانب من يحاربهم ويحلم باجتثاثهم من على ظهر كوكب الأرض، لا سيما عندما تفتتح انقلاب 30 يونيو 2013 بمقولة “أي حاجة مترضيش ربنا إحنا وراها بندعمها ونساندها”.

وأثارت صورة جنرال إسرائيل السفيه السيسي، أمام الكعبة المشرفة، جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر الحساب الرسمي للسفيه السيسي عبر “تويتر” صورا لأداء الأخير مناسك العمرة على وقع وصوله لحضور قمم مكة التي دعا إليها الملك سلمان.

استدبار الكعبة!

وظهر السفيه السيسي في إحدى الصور، وهو يرفع يديه داعيا الله، والكعبة من خلفه، وليس من أمامه كما يفعل بقية المعتمرين، وسخر ناشطون من صورة السفيه السيسي، قائلين إن الرئيس الانقلابي دائما ما “يضيع البوصلة”، وأوضح ناشطون أن هذه الصور ستكون حجة على السفيه السيسي، الذي سفك دماء آلاف المدنيين في ميدان رابعة العدوية عام 2013.

ولا تخلو تصريحات وأفعال السفيه السيسي من دلائل خطيرة، وعند ربط بعضها بعضًا تعطي صورة ذهنية عن خلفية جنرال الانقلاب، الذي يشكك بعض المراقبين في عقيدته وأن له ولاء لا يخفى على أحد لليهود والصهاينة، لا بحكم أنهم ساعدوه في انقلابه وإنما ولاء الإيمان والمعتقد.

وعند ربط حادثة إعطاء ظهره للكعبة إثناء العمرة الأخيرة، بواقعة أخرى مثيرة تتمثل في لوحة رخامية على شاهد مقبرة السفيه السيسي، يتضح أن الجنرال لا يلمح لعداوته للإسلام أو لعشقه لليهود بمحض الصدفة أو زلات اللسان، وبحسب مراقبين فقد اختار السفيه السيسي لشاهد مقبرته آية محددة من القرآن حذف منها عبارات محددة!

تقول الآية كما أنزلت في القرآن (رَبِّ قَدۡ آتَيتنِي مِنَ المُلكِ وَعَلَّمتَنِي مِن تَأوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّماوَاتِ وَالأَرضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنيَا وَالآخِرَة توَفَّنِي مُسلِمًا وَأَلحِقنِي بِالصَّالحِينَ) (سورة يوسف آية رقم 101) ثم نرى الآية كما أمر السفيه السيسي بكتابتها مسقطًا منها عبارات مختارة ومحددة بدقة: (رَبِّ قَدۡ آتَيتنِي مِنَ المُلكِ وَعَلَّمتَنِي مِن تَأوِيلِ الأَحَادِيثِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنيَا وَالآخِرَة وَأَلحِقنِي بِالصَّالحِينَ).

تم إسقاط جملة (فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرض)، وجملة (توَفَّنِي مُسلِمًا)، وترك ما بينهما جملة (أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنيَا وَالآخِرَة)، وهذا دليل قاطع على أن الإسقاط متعمد، فماذا يعني ذلك؟، وبحسب مراقبين فإن عبارة (فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرض)، لا تتفق مع المعتقد اليهودي المتطرف الذي وصل إلى حد تسمية آلهة متعددة مع الله مثل يهوه إله الحرب، كما فعل الرومان من قبلهم، لهذا كان لابد من حذف العبارة.

وحذف عبارة (توَفَّنِي مُسلِمًا)، لا يحتاج لتوضيح ويكفي دليلاً قاطعًا على أن السفيه السيسي لم يخطئ في كتابة شاهد مقبرته، وإلا فلماذا انتقى عبارتين محددتين ليستا متتاليتين وترك ما بينهما؟ علاوة على التوافق الكامل للحذف، كذلك لا مجال للادعاء بالرغبة في الاختصار لأن من يختصر لا يترك (رَبِّ قَدۡ آتَيتنِي مِنَ المُلكِ وَعَلَّمتَنِي مِن تَأوِيلِ الأَحَادِيثِ)، في مقابل حذف (فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرض)، و(توَفَّنِي مُسلِمًا) فضلاً عن أنه يحرم التعديل والحذف والاختصار في آيات القرآن.

نبوءة جولدا مائير

وكانت شائعات – لم تتأكد- تم تداولها أن أم السيسي، مليكة تيتاني يهودية من أصل مغربي، خالها كان عضوًا بالمنظمة الصهيونية هاماجين، ثم عضوًا بالكنيست الإسرائيلي، ثم الأمر بقتل المسلمين المصلين وحملة القرآن المسالمين عمدًا مع سبق الإصرار، كما حدث في حادث الحرس الجمهوري وغيره، أضف حرق وقصف المساجد في رابعة وسيناء وغيرها من الجرائم.

ثم محاولة فاشلة القضاء على جماعة الإخوان ذات العداء التاريخي مع اليهود وإسرائيل، وتصريح السفيه السيسي للمسئولين الأمريكيين بأن الإخوان يريدون إقامة الخلافة الإسلامية، وأنه قام بالتخلص منهم من أجل ذلك، والتعاون والتنسيق التام مع إسرائيل، وغض الطرف عن تجاوزات إسرائيل داخل الحدود المصرية.

وتجريم المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل وحصار المقاومة وتشويهها و الإعداد لضربها، والدعم الكامل من الصهيونية العالمية للسفيه السيسي والانقلاب، ومنح السفيه السيسي الامتيازات لإسرائيل، إلى حد التفريط في المياه الدولية المصرية لصالح إسرائيل بما فيها حقل الغاز العملاق الموجود فيه.

ثم وقف مشاريع تنمية سيناء فور استيلاء السفيه السيسي على الحكم، ونسف وتدمير جميع منازل المصريين المتاخمة للحدود مع إسرائيل في رفح بحجة الأنفاق، والتضييق على أهل مدن سيناء ومطاردة بدو سيناء وقتلهم وحرق منازلهم، وتجريف مزارعهم بحجة الإرهاب، بهدف دفع الجميع للمغادرة، وتفريغ سيناء لاستقبال اليهود لاحقاً، أضف شاهد المقبرة إلى كل ما سبق واستدبار الكعبة تختم القصة!