غزة فضحت صهاينة العرب وإعلام العار

- ‎فيعربي ودولي

وكأن العرب تعودوا على قصف غزة، ما عاد الخبر “خبرًا” ولا داعي حتى لادعاء التعاطف، فصفقة القرن قريبة أقرب من العدوان الصهيوني الحالي على قطاع غزة، وتتجه أنظار الفلسطينيين صوب أمتهم العربية والإسلامية عامة، ونحو مصر بشكل أخص؛ ليس لأنها بلد عربي مركزي ومؤثر فحسب، بل لأنها أيضا البلد العربي الوحيد الذي يجاور قطاع غزة مباشرة، ويوفر له الطريق نحو العالم الخارجي في ظل الطوق المحيط بالقطاع من الجانب الآخر، لكن السؤال المطروح الآن، أين مصر بعد الانقلاب من العدوان الأخير على القطاع؟ وهل ينتظر الفلسطينيون من العسكر القتلة حلفاء الصهاينة دور الوسيط أم الشقيق؟

وبينما يسود الهدوء الحذر في قطاع غزة صباح اليوم الاثنين بعد أنباء عن توصل المقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال الصهيوني، وقالت قناة الأقصى الفضائية التابعة لحركة حماس، إنه تم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة وحكومة الاحتلال ابتداء من الساعة 4:30 صباحا بتوقيت القدس المحتلة.

ومن المؤكد أن أهل غزة يتألمون من جرائم الصهاينة وهمجيتهم، لكن الصهاينة يتألمون أكثر فكل الحروب التي قامت معهم أثبتت خوفهم وهلعهم ورعبهم وعدم صبرهم وانعدام العمق الإستراتيجي لديهم وفشل قبتهم الحديدية في صد صواريخ المقاومة وهاهم يطلبون من السفيه السيسي التفاوض مع حماس للتهدئة فالنصر صبر ساعة.

يقول الكاتب الصحفي وائل قنديل:”صار بعضنا يتابع قصف غزة بشغف أقل من شغف مشاهدة مباريات الكرة..إنه الاعتياد المخجل الذي يحاصر غزة ببلادة المشاعر العربية، كما يحاصرها العدو الصهيوني ويقصفها بترسانة همجيته”.

غزة تقاوم

علقت النائبتان في الكونغرس الأمريكي إلهان عمر، ورشيدة طليب على العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي أدى إلى استشهاد 29 فلسطينيا وإصابة العشرات، وتساءلت طليب في تغريدة لها على حسابها بتويتر: “متى سيتوقف العالم عن تجريد شعبنا الفلسطيني من الحرية؟”،

وأضافت: “إسرائيل تستمر في عدم تحمل المسؤولية، وتمارس الاضطهاد، وتستهدف الأطفال والأسر الفلسطينية”.

يقول الناشط صلاح مسعد:” غزه فضحت صهاينة العرب وأعلامهم وخسهم التي فاقت حقد وخساسة صهاينة اليهود سكاي نيوز العبريه إعلام السيسي #غزة_تقاوم”، ويوافقه الناشط يحي صلح بالقول: “الصهاينة يحصدوا ارواح اخواننا في فلسطين والدانق سيسي مصر يلعب دور الوسيط و24 شهيدا فلسطينيا و154 جريحا بالعدوان الهمجي الصهيوني المستمر لليوم الثاني على التوالي بقطاع غزة على السيسي وامثاله لعنة الله والناس اجمعين ولااسمع واحد يقول ما يجوز!!”.

المؤسف هنا، أن حصار قطاع غزة بات في عهد السفيه السيسي يختلف حتى عن عهد المخلوع مبارك من حيث قسوته وصرامته، إذ لا يقف عند حدود إغلاق معبر رفح -المعبر الوحيد لقطاع غزة نحو العالم الخارجي- أو تدمير الأنفاق، بل تعداهما باتجاه العداء السياسي للعديد من القوى الفلسطينية كحركتي حماس والجهاد الإسلامي، وحتى لبعض القوى اليسارية التي باتت علاقاتها الرسمية مع القاهرة تعتريها حالة من الفتور والبرودة، فضلا عن اعتباره حركة حماس حركة إرهابية، وهو أمر لا يقبله عقل ولا منطق.

وهنا، سقط إعلام عصابة السيسي في غزة، من خلال استمراره على الوتيرة والنغمة ذاتها، كما أخطأ في مواقفه الأخيرة من العدوان الصهيوني على قطاع غزة والشعب الفلسطيني، حين نأى بنفسه عن مناصرة المقاومة، تارة باسم الإرث الذي تحمله مصر نتيجة المعاهدة مع الاحتلال، وتارة باسم حسابات المصلحة التي يجهلها الفلسطينيون!

مصر مع غزة

وأدت مئات الغارات الصهيونية المدمرة التي شنتها طائرات الاحتلال، إلى استشهاد 29 فلسطينيا منذ بداية العدوان الإسرائيلية الجمعة الماضية، وتدمير العديد من المنشآت العامة والمباني السكانية، ومواقع ونقاط تابعة للمقاومة الفلسطينية في غزة.

وتعمد السفيه السيسي إطلاق موجات وحملات تزييف الوعي الإعلامية، التي يقودها إعلاميون مصريون محسوبون على الانقلاب، وخَلَقَ حالة مناهضة للمقاومة في غزة، وحالة مُتشفية بأهلها في أوساط الرأي العام المصري، وهذه الحالة الناقمة على المقاومة وأهل غزة، أو غير المبالية تجاههم، لم تكن موجودة بهذا الحجم في عهد مبارك، وإن بقيت حالة التضامن الشعبية مع قطاع غزة ومع القضية الفلسطينية بشكل عام، موجودة ومتأصلة في الشارع المصري، وهي حالة لن يستطيع إلغاءها أي جنرال أو عصابة انقلاب من حياة مصر وشعبها.

لقد سمح السفيه السيسي، وغض الطرف عن تصرفات عصابة الإعلام، وهم إعلاميون ومقدمو برامج نشروا عنصريتهم المقيتة ضد الفلسطينيين، وأطلقوا سمومهم الإعلامية بشكل فج وفاضح ووقح، في موقف لا يعبر بأي شكل من الأشكال عن موقف الشارع المصري ونبضه المُتقدم إلى جانب أهل غزة وعموم الشعب الفلسطيني.

وفي وقت سابق نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله: “ضربنا حماس والجهاد الإسلامي بقوة كبيرة خلال اليومين الأخيرين، وضربنا أكثر من 350 هدفا واستهدفنا قادة الإرهاب وعناصره ودمرنا أبراج الإرهاب”، في المقابل ردت حركة حماس على نتنياهو وقالت على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري إن تصريحاته حول ضرب المقاومة “تثير الاستهزاء”.

وفي تغريدة على حسابه في توتير، أضاف أبو زهري:”المقاومة نجحت في ردع جيش نتنياهو وتمريغ أنفه بالتراب، ورسالتنا له هذه الجولة انتهت لكن المواجهة لن تنتهي الا باسترداد الحقوق”.