“فاغنر”.. دواعش بوتين الذين ذبحوا سوريا وذهبوا إلى ليبيا

- ‎فيتقارير

لن يكون الاتفاق الذي وقّعته حكومة السراج الشرعية مع الرئيس التركي أردوغان إلا بردًا وسلامًا على الليبيين، ورغم أن موسكو تجنّبت الإعلان عن انحيازها لأي من طرفي النزاع في ليبيا، وتشدد على مواقفها الرافضة للحل العسكري، وضرورة إحلال السلام من خلال حوار سياسي شامل، إلا أن المؤشرات تظهر وجود مقاتليها وأسلحتها في صفوف قوات اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، لا سيما من خلال مجموعة “فاغنر”، التي تضم مرتزقة من الروس، وتلجأ لها روسيا لتنفيذ عمليات مسلحة.

وخرجت صحيفة “novaya” الأوكرانية بتحقيق مفصل عن شريط فيديو يصور جريمة قتل، حيث قام القتلة بتصوير أنفسهم في الشريط، وهم يستمتعون بصراخ الضحية الهستيري من ألم ضربات المطرقة، ويتفننون في فصل رأس الجثة بالمجرفة والسكين وقطع اليدين، ومن ثم تعليقها كالذبيحة وإحراقها على وقع الموسيقى وغناء القتلة .

طباخ بوتين

لكن هذه الجريمة لم تقع في روسيا بل في سوريا، وضحيتها هو المواطن السوري محمد طه إسماعيل العبد الله، ومرتكبوها هم عسكريون روس مرتزقة من مجموعة “فاغنر”، التي يسهم في تمويلها “طباخ بوتين”، يفغيني بريغوجين، ووقعت في العام 2017، لكن لم يُفتضح أمرها سوى الآن.

الجريمة صدمت وسائل التواصل الاجتماعي الروسية، وحاول إعلام الكرملين لفلفلتها، حسب موقع “infonavigator”  الأوكراني. صحيفة الكرملين “vz” لم تنشر مقالة حول الجريمة، بل بثت شريط فيديو تحت عنوان “الإعدام الوحشي في سوريا ألصقوه بالروس”، وقالت إن اللغط يستمر حول شريط الفيديو، الذي يظهر فيه أشخاص يتكلمون بالروسية يعدمون بوحشية جنديًّا سوريًّا.

وقالت إن الأشخاص الذين يظهرون في شريط الفيديو في لباس شبه عسكري، لا يمكن التأكيد بأنهم ينتمون إلى الشركة العسكرية الروسية الخاصة “فاغنر” بالذات، إلا أنهم ينتمون إلى واحدة من مثل هذه الشركات العسكرية الخاصة الكثيرة، التي يتشكل منها الجيش السوري، حيث يشكل كل أوليغارشي سوري جيشه الخاص، الذي يحارب إلى جانب الأسد، برأيها .

وترى الصحيفة أنه بغض النظر عن السبب، الذي دفع هؤلاء الأشخاص إلى تصوير شريط الفيديو، ألا أن ظهوره يلقي الظلال على سمعة روسيا وجيشها، ويلحق ضررا جيوسياسيا بها في العالم ككل.

من جهتها نقلت صحيفة “novaya” صاحبة التحقيق عن “الكرملين”، قوله إن المشاهد التي يصورها شريط الفيديو حول إعدام السوري من قبل مقاتلي شركة “فاغنر”، “مرعبة فعلا”.

وقال الناطق باسم الكرملين، دمتري بسكوف، إنهم لا يملكون أية معلومات عن هؤلاء الأشخاص وليس لهم أية علاقة بهم، ورفض أن يكون لكل ذلك علاقة بالعملية العسكرية الروسية في سوريا، أو بعمل القوات المسلحة الروسية ووحداتها، التي تعمل بموجب أوامر القائد الأعلى.

حرب حفتر

وبعد أن كانت الصحيفة قد نقلت عن بسكوف رفضه الإجابة عن السؤال عما إذا كان الرئيس بوتين يعتبر أنه من الضروري إجراء تحقيق حول ما حدث، عادت ونقلت عنه لاحقا قوله، إن الأجهزة المختصة ترى كل هذه الأنباء وتدقق في مدى صحتها، وتتخذ القرارات المناسبة على ضوء ما تتوصل إليه.

ونشر موقع “Forum.msk.ru” المعارض مقالة موجزة حول التحقيق بجريمة مرتزقة “فاغنر” في سوريا، وعلقت هيئة التحرير على الأمر بالقول إن هذه ليست جريمة الحرب الأولى التي يرتكبها مرتزقة بريغوجين، طباخ بوتين وممول مرتزقة “فاغنر”، بل صدف أنها هي التي صُورت على شريط فيديو .

وقالت “حين تحظى بتغطية مسئولين رفيعي المستوى بهذا القدر، يمكنك أن تنشط بشكل مكشوف دون أن تخشى أحدا”، ويتهم الموقع أجهزة الإعلام الرسمية بمساعدة هؤلاء المرتزقة على  خلق هالة من البطولة حول أنفسهم في الخارج، حيث “نهرق الدماء العدوة من أجل روسيا بوتين”.

أما الحديث عن وجود “فاغنر” بليبيا فليس جديدا، فمصادر (الحرية والعدالة) أكدت وجود عناصر إلى جانب حفتر منذ مارس من العام الماضي، عندما وفروا لقواته دعمًا لوجستيا وصل إلى بنغازي وطبرق والجفرة، لكن الفارق الجديد في وجودهم داخل ليبيا تزامن مع وصول حرب حفتر على طرابلس إلى فصولها الأخيرة بانخراط مرتزقة روس.

ويعتقد أن هؤلاء على صلة بمجموعة “فاغنر”، في جبهات القتال في محيط طرابلس ضمن صفوف حفتر ما اعتبره مراقبون محاولة روسية غير مباشرة لدعم حفتر، تغاير تماما الموقف الرسمي الروسي الرافض للحل العسكري في ليبيا.

وكشفت صحيفة “لوبوان” الفرنسية، عن مقتل 35 من المرتزقة الروس في غارة جوية قرب طرابلس، في سبتمبر ، موضحة أنهم كانوا يقاتلون بجانب حفتر، وهم محسوبون على “فاغنر” التي أنشأها العميد السابق في الجيش الروسي ديمتري أوتكين، المقرب من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

كما أشارت إلى إصابة ألكساندر كوزنتسوف، المعروف باسم “راتيبور”، أحد قادة المليشيا، بجروح خطيرة أثناء المعارك، لافتة إلى أنه أعيد إلى روسيا على وجه السرعة لتلقي العلاج في إحدى مستشفيات مدينة سانت بطرسبرغ.