فتحه للصلاة رسميا 15 يوليو.. حكم دستوري: “أيا صوفيا” مسجد وليس متحفا

- ‎فيعربي ودولي

حكم المجلس الدستوري التركي بالاجماع بإبطال القرار الصادر عام 1934 الذي يقضي بتحويل "آيا صوفيا" من مسجد لمتحف، وقرر إعادة فتحه كمسجد.
وتبع الحكم الدستوري قرار رسمي بافتتاح مسجد "آيا صوفيا" للصلاة في 15 يوليو الجاري.
وقال الصحفي في جريدة صباح التركية "أوكان مدرس أوغلو"، في حديث تلفزيوني اليوم، إن المجلس الدستوري التركي صوت بالإجماع على إبطال القرار الصادر عام 1934 الذي يقضي بتحويل آيا صوفيا من مسجد لمتحف.
أما الصحفي حمزة تكين فنشر عدة تغريدات على حسابه على "تويتر" تؤكد الحكم الدستوري الذي صدر منطوقه ولم يصدر بيانه حتى كتابة هذه السطور، وقال: "حان وقت دخول آيا صوفيا بالوضوء لا بتذكرة السياحة".
وأضاف "للمسيحيين وللمسلمين الذين يعارضون إعادة آيا صوفيا لأصله منذ فتح القسطنطينية، إعادة آيا صوفيا مسجدا فيها نفع اقتصادي؛ إذ حينها ستدخلون إليه مجانا، المسلم يدخل مجانا للصلاة، والمسيحي وغيره يدخلون مجانا للسياحة، أما إذا بقي متحفا فالأمر فيه خسارة مالية لكم فالدخول إليه الآن بفلوس".
وتابع في تغريدة تالية "قضية آيا صوفيا لا علاقة لها بمسألة معاداة المسيحيين هي قضية قانونية.. الرهبان باعوها مقابل المال والفاتح اشتراها ثم أوقفها للمسلمين.. الآن هناك محاولات قانونية لإعادتها لحق الفاتح".
وساخرا علّق قائلا "المزعوج وكي يخفف انزعاجه بإمكانه شراءها وتحويلها إلى ما يريد ثمنها: 63748848277483837372 مليار دولار فقط".

جدل في أسبوع
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تخطط "لإعادة آيا صوفيا إلى أصله وتسميته مسجدًا"، وأكدت الخارجية التركية أن أي قرار حول "آيا صوفيا" هو حق سيادي وشأن داخلي تركي، وكانت محكمة تركية أرجأت اتخاذ قرار تحويل متحف آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد، بعد جلسة استماع استغرقت 17 دقيقة.
ودعا وزير الخارجية الأمريكية "مايك بومبيو" تركيا لعدم تغيير وضع آيا صوفيا، وقال "بومبيو"، في بيان، إن تركيا تدير "آيا صوفيا" كمتحف منذ نحو قرن من الزمان وتحديدا "86" عاما. وأصدرت وزارة الخارجية التركية بياناً أعربت فيه عن تعجبها لبيان نظيرتها الأمريكية حول آيا صوفيا، مؤكدة أنه لا يحق لأحد أن يتحدث عن تركيا بأسلوب التحذير والإملاءات. وجاء البيان عن الناطق باسم الخارجية التركية، حامي أقصوي، الأربعاء، وقال أقصوي: "نستغرب البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية بشأن آيا صوفيا".
وأكد أن بلاده اتخذت خطوات "ثورية صامتة" لحماية حرية الدين والمعتقد التي يكفلها الدستور والقوانين لجميع المواطنين في تركيا دون تمييز. وقال إنه انطلاقاً من تقاليد التسامح النابعة من ثقافة وتاريخ تركيا، فإن جميع الصروح الثقافية في البلاد بما فيها آيا صوفيا يتم حمايتها بشكل حريص ودقيق.
وأضاف "نحافظ بحرص على القيمة التاريخية والثقافية والمعنوية لآيا صوفيا منذ أن دخلت في ملكية دولتنا بعد فتحها". لافتا إلى أن آيا صوفيا مثل جميع الصروح الثقافية، هي ملك لتركيا، موضحاً أن "كافة حقوق التصرف عليها هو شأن يخص وزارة الداخلية في إطار حقوق السيادة لتركيا، ومن حق الجميع أن يعربوا عن أفكارهم بكل حرية".
وأشار إلى أنه لا يحق لأحد أن يحذر ويفرض إملاءات في موضوع يتعلق بالحقوق السيادية لتركيا. وأضاف: "كمثال على احترام التقاليد الدينية للجمهورية التركية وللعصور المختلفة، ندعو حكومة تركيا إلى مواصلة الحفاظ على آيا صوفيا كمتحف، وضمان بقاء المكان متاحا للجميع".

قيمة تاريخية
وكان آيا صوفيا كان كاتدرائية قبل أن يصبح مسجدًا ثم متحفا، وهو بناء تاريخي مدرج على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، حيث يسجل أنه أنشئ في القرن السادس تحت حكم الإمبراطور البيزنطي جستنيان، ويعتبر واحدا من أهم الآثار الموروثة من العهد البيزنطي.
وبعد فتح القسطنطينية في 1453، تم تحويل الكنيسة إلى مسجد، وبعد إسقاط الخلافة العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى، قرر رئيس الجمهورية التركية آنذاك مصطفى كمال أتاتورك في 1935، تحويله إلى متحف.
وقال مؤرخون إن لديهم أدلة بالاستناد للتاريخ والأبحاث العلمية الحديثة أن توقيع مصطفى كمال أتاتورك على قرار تحويل مسجد آيا صوفيا إلى متحف عام 1934 هو توقيع مزور وبالتالي هناك من زور التوقيع باسم أتاتورك، وهو ما يجعل من قرار التحويل باطل قانونا.