فضائح حكام الإمارات.. وما خفي أعظم بالدول العربية

- ‎فيتقارير

وسط صمت إعلامي مريب، تحاول وسائل الإعلام العربية في مصر والسعودية والإمارات إخفاء فضيحة نظام الإمارات وانتهاكاته الحقوقية داخل أروقة الحكم الإماراتية، وهو ما استهجنه نشطاء التواصل الاجتماعي، قائلين: ماذا لو كانت زوجة أردوغان أو تميم أو إحدى زوجات أو قريبات أحد من قيادات الإخوان؟!.

عُرف حاكم دبي ونائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس وزرائها، محمد بن راشد آل مكتوم، بأنه شخصية مثيرة للجدل على الدوام، يختلق شعارات زائفة ليروج لمكانة دبي والإمارات، فيما يمارس وباقي أركان النظام نقيض ذلك على أرض الواقع.

وهذه الأيام يتصاعد الجدل حول “بن راشد”، بعد هروب زوجته السادسة الأميرة الأردنية هيا بنت الحسين إلى ألمانيا، لتكون الحادثة الثالثة من نوعها في عائلة الرجل، بعد أن سبق أن حاولت اثنتان من بناته الهروب.

ويثير ذلك التساؤلات بقوة في الإمارات حول إن كان الرجل يقمع عائلته ونساءه بهذه الوحشية التي تدفعهن للهرب والفرار، فما بالنا بتعامله مع شعبه ومواطني الدولة!.

زوجة “بن راشد”

وأكدت وسائل إعلام بريطانية معلومات تم تداولها طيلة الأسابيع الأخيرة، حول هروب زوجة “بن راشد” من الإمارات مع طفليها إلى بريطانيا عبر ألمانيا، وأكدت أن السبب يرجع إلى سوء المعاملة والرغبة في التحرر.

وأوردت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن الأميرة هيا بنت الحسين (45 سنة) الزوجة السادسة لنائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مختبئة حاليا في لندن، بعد أن هربت من الإمارات بصحبة طفليها جليلة (11 سنة) وزايد (7 سنوات).

ونقلت الصحيفة عن مصدرين مقربين من العائلة الحاكمة في دبي، أن الأميرة هيا تسعى حاليًا إلى الطلاق، وأنها أخذت مبلغا يقدر بـ31 مليون جنيه إسترليني في رحلة هروبها، لتبدأ حياة جديدة مع طفليها خارج الإمارات.

ونسبت الصحيفة البريطانية إلى مصادر عربية حديثا عن إمكانية نشوب أزمة دبلوماسية بين الإمارات وألمانيا، على خلفية مساعدة دبلوماسية ألمانية للأميرة على الهرب، إذ لجأت أولاً إلى ألمانيا قبل الوصول إلى لندن بسرّية.

جامعة أوكسفورد

والأميرة “هيا” هي أخت غير شقيقة لملك الأردن عبد الله بن الحسين، وهي متخرجة في جامعة أوكسفورد، ولم تظهر للعلن منذ 20 مايو الماضي، كما أن حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي لم تشهد أي تفاعل منذ شهر فبراير الماضي، وكانت آخر تغريدة لها في موقع “تويتر” تتضمن صورة لها مع والدها الراحل الملك حسين.

وقالت “ديلي ميل”، إن السلطات الألمانية رفضت في وقت سابق طلبا من محمد بن راشد بإعادة زوجته وطفليه إلى دبي، في حين لم تصدر عن السلطات الإماراتية أيّ تعليقات تنفي أو تؤكد هرب الأميرة هيا.

وتحاول الإمارات تقديم صورة حسنة لنفسها أمام العالم الغربي، عبر تعيين وجوه نسائية وزيرات ومستشارات وقياديات، لكن الواقع يختلف بالنسبة للمرأة الإماراتية التي تعاني من قوانين ولاية الرجل عليها ومن السماح له بممارسة العنف الجسدي واللفظي تجاهها، واشتراط الحكومة موافقة “ولي الأمر” لاستخراج أوراقها الثبوتية.

اتهامات سابقة

ووجهت اتهامات سابقة لحاكم دبي بسوء معاملة بناته، إذ حاولت ابنته “الشيخة شمسة” الهرب من عقار يملكه والدها في بريطانيا عام 2000، لكن رجال الأمن التابعين لعائلتها قاموا بملاحقتها واكتشاف مكانها في كامبريدج، ثم إعادتها إلى دبي، لتنقطع أخبارها منذ ذلك الوقت، بحسب ما قالت في وقت لاحق شقيقتها “الشيخة لطيفة”.
وحاولت الشيخة لطيفة الهرب عدة مرات من قصرها في دبي، إذ حاولت مرة الهرب نحو سلطنة عمان، لكنها اعتقلت وحبست لمدة ثلاث سنوات وفق تقارير صحفية سابقة.
ونجحت لطيفة بالهرب مرة أخرى في فبراير 2018، بمساعدة جاسوس فرنسي سابق ومدربتها الفنلندية تينا جوهانين، إذ اختبأت على متن يخت اتجه بها نحو المحيط الهندي، لكنها اختفت مع طاقمها في مارس من العام نفسه، وقيل إن قوة عسكرية مشتركة من الإمارات والهند قامت باحتجازها بينما كانت تقترب من ولاية غوا الهندية، وأعادتها إلى دبي.
ونشر مقطع فيديو بعد أيام قليلة من اكتشاف مكان الشيخة لطيفة، ضم رسالة سجلتها تحسبا لوقوع أي مكروه، قالت فيها إنها تتعرض لسوء المعاملة في بلدها، وأنها سجينة في قصرها، واتهمت والدها بإساءة معاملتها هي وشقيقتها شمسه، وأنه في حال نشر الفيديو فإن ذلك يعني أنها تتعرض للخطر.
ونشرت السلطات الإماراتية مجموعة من الصور للشيخة لطيفة مع رئيسة الوزراء الأيرلندية السابقة ماري روبنسون في ديسمبر 2018، داخل منزلها، في دلالة على أن الأميرة حية، لكنها ما زالت ممنوعة من مغادرة البلاد.

“عِشتي ومُتي”

ونشر حاكم دبي في 10 يونيو الجاري، قصيدة عبر حسابه على موقع “إنستجرام” بعنوان “عشتي ومتي”، وجاء فيها “بعض الخطأ اسمه خيانة. ونتي تعديتي وخنتي. يا خاينة أغلى أمانة. كشفت ملعوبك ونتي. كذبك ترى ولى زمانه. ما يهمنا كنا وكنتي”، ليتداول متابعون أن القصيدة موجهة إلى زوجته الأميرة التي هربت.
حوادث الفضيحة التي يتورط بها حكام الإمارات تكشف إلى مدى يتضح القبح المتحكم بسياستهم تجاه شعوبهم، وتجاه شعوب الدول التي يحتلونها سياسيًّا واقتصاديًّا.
فما بين تعرية النساء في ميادين التحرير بمصر إبان ثورة يناير وما بعدها، واغتصابهن والتحرش بهن في سجون السيسي بتوجيهات من قادة الإمارات، الذين يعتمدون استراتيجية الصدمة المستوحاة من العقلية الصهيونية التي ترسم لهم استراتيجياتهم الأمنية، إلى قتل واعتقال وتعذيب وحشي في سوريا وفي اليمن من سجون سرية وقتل السودانيين وتعذيبهم، إلى محاولات إغراق التونسيين في الفوضى المجتمعية والأخلاقية.
وهكذا الاستبداد ملة واحدة، فمن هروب زوجات حكام الإمارات إلى مطاردة وملاحقة الناشطات السعوديات، إلى تعرية واغتصاب السجينات في مصر.