فضيحة وزير “الباقة”

- ‎فيمقالات

وزير التربية والتعليم الانقلابي، الذى أشاد بشكل الفصول والمدرسين والطلاب خلال جولته بالصعيد، وأنه قام بزيارة 15 مدرسة بدون أي ترتيب مسبق، وأنه سعيد باللافتات التي يكتبها الطلاب للتعبير عن أنفسهم في انتخابات الفصول، وأن هذا الأمر يعكس فلسفة النظام التعليمي الجديد، كما فوجئ بقيام بعض طلبة الصف الأول الابتدائي- في أول أسبوع من الدراسة- وهم يشرحون لبعضهم البعض النظام التعليمي الجديد، وأن المعلم دوره توجيهي فقط.

وهذا ليس بجديد على شخص محترف الكذب، فقد قال من قبل: إن العالم ينتظر التجربة المصرية التعليمية المبهرة، وإن المدارس في ظل النظام الانقلابي أصبحت خمس نجوم، وأنه لا توجد مشاكل ولا تكدس في الفصول، وإن كل صور التكدس من دول أخرى- بوركينا فاسو وزمبابوى- لتشويه التجربة المصرية!.

وخلال مؤتمر صحفي قال: “الثورة اللي شوفناها على الأرض فاقت توقعنا من تسليم كتب وفرش الفصول، والأهم هى البهجة لدى الطلاب، إضافة إلى أن إطلاق النظام الجديد سار بنسبة نجاح وصلت إلى 85%”، موضحا أن “جميع الكتب ستكون لدى الطلاب قبل نهاية الأسبوع الجاري، وأن توزيع الكتب فى السنوات التي لم يحدث فيها تغيير وصل إلى 99%، كما تم استلام شحنة تابلت بها 100 ألف تابلت، وهناك شحنة أخرى فى طريقها، كما تم توصيل المدارس الثانوي بالفايبر”.

وتابع أن “المفاجأة فى أول أسبوع دراسة هى أن هناك أشخاصا تهوى “عكننة” المصريين، وأن الوزارة منذ عامين يتم جلدها من قبل كتاب وإعلاميين”، متسائلا: “من وراء خروج كل هذه الصور غير الصحيحة على الجزيرة مباشر؟ ليه الموجة المتبعة، الأسبوع اللى تم إطلاق نظام التعليم الناس افتكرت إنه كثافات، لكن الوزارة كانت واضحة فى أن نظام التعليم الجديد تغيير مناهج، والطاقة السلبية ستهدم ومش معقول كل ما نعمل حاجة كويسة يتم إحباطها، وأن الوزارة بحاجة لـ200 ألف فصل لحل الكثافات، كما أن كثافة الفصول مش هتتحل إلا بعد فترة زمنية تحتاج 10 سنوات، وأن كل النواح والعويل من صورة تم تصويرها من فصول مرتفعة الكثافة ما هو إلا جلد للمصريين، وأنه منذ 5 أيام سابقة كانت هناك مقالات عن التشكيك فى النظام الجديد، وأن تصوير الطفل الباكي وتهويل الأمر غرضه إضاعة فرحة المصريين بالنظام الجديد، وأنه تم بناء 30 ألف فصل مع بداية العام الدراسي الجديد، وأن رؤية مصر الخاصة بتطوير المنظومة التعليمية لاقت استحسان العالم، وقال خبراء عن نظام التعليم في مصر: ثورة في المنظومة التعليمية”.

وانطلاقا من نظرية التكرار يعلم الشطار، إحدى نظريات المنظومة التعليمية المبهرة، التي لاقت استحسان العالم، جاء في كتاب (الباقة) لطلاب الصف الأول الابتدائي بنظام التعليم الجديد، مثل كل الكائنات الحية تنمو وتتغير، تنمو وتتغير، تنمو وتتغير، كل الكائنات الحية تنمو وتتغير، الأشياء الحية تحتاج إلى الغذاء والماء، الغذاء والماء، الغذاء والماء. الكائنات غير الحية لا تأكل ولا تشرب”.

وبعد البحث والتحري عن نظام التعليم الجديد، تبين أنه لا يوجد معلم أو أي شخص يعمل بالتربية والتعليم يفهم هذا النظام الجديد.. والشخص الوحيد في العالم الذي يعرفه ويفهمه هو فقط وزير التربية والتعليم الانقلابي، لأنه لا يوجد نظام أصلا!.

وشاءت إرادة الله أن تنكشف أكاذيب وألاعيب وفضائح الوزير الكذاب، ليس على يد قنوات إعلام الإخوان في تركيا، ولا قناة الجزيرة، ولا المؤامرة الكونية التى يقودها أعداء مصر، ولكن على يد الدكتور “عبد العزيز قنصوة”، محافظ الإسكندرية، والذى ليس له خلفية عسكرية أو أمنية، يعنى “مدنى مصفى 100%”، والذى ظهر باكيًا أمام التلاميذ «المحشورين» في فصول تشبه علب السردين، وهو يقول: كلنا مقصرون.

وليست المشكلة في أن معالى المحافظ مدنى، وليس له خلفية عسكرية، لكن المفروض أنه جاء في زيارة مفاجئة، لحل مشاكل المدارس في بداية العام الدراسى، ومشاهدة النظام الجديد، ووضع حلول لمشكلة التكدس، ولكن بدلا أن يحل المشكلة نصب مندبة ومناحة أمام التلاميذ، وطلب من مصورى المحافظة، والقنوات التلفزيونية، عدم تصوير المشهد الدرامى، حتى لا يظن أحد أن محافظ الإسكندرية من الخلايا النائمة لجماعة الإخوان في الإسكندرية، لكن المشكلة أن الخبر نشرته صحيفة المصرى اليوم الموالية للنظام الانقلابي.

وقد قال المحافظ، وبراءة الأطفال في عينيه: “جميعنا مقصرون فى حقكم”، بهذه الكلمات علق الدكتور عبد العزيز قنصوة، محافظ الإسكندرية، باكيا على ارتفاع كثافة الفصول بعزب وقرى حى المنتزه أول، خاطب التلاميذ، خلال جولته التفقدية قائلا: أنتم أمل مصر ومستقبلها ولا بد من توفير كافة الأجواء المناسبة للعملية التعليمية.

تحيا مصر 3 مرات!

 

المقالات لا تعبر عن رأي بوابة الحرية والعدالة وإنما تعبر فقط عن آراء كاتبيها