فنانو السلطة يرقصون على دماء السوريين والمصريين.. محمد صبحي نموذجًا!

- ‎فيتقارير

كتب محمد مصباح:

مشاهد محمد صبحي وإلهام شاهين على أشلاء السوريين في سوريا وفي العراق ومن قبل ذلك في ليبيا ما زالت تثير شجونًا؛ حيث الوقوف على أشلاء الضحايا، دعمًا للقتلة والظالمين.

هذا السيناريو الذي يتكرر في الأزمات والكوارث يأتي في ضوء البحث عن دور أو بتوجيه مخابراتي في استعادة سيناريوهات العهد الناصري، الذي يتم اللجوء إليه في عهد العساكر للتغطية على الفشل والأزمات التي تخلفها البنادق والبيادة العسكرية..

هذا السيناريو يقابله كثير من الفنانين المحترمين الغربيين والعرب، الذي يؤسسون دورًا لرعاية ضحايا الحروب واعتداءات الطغاة ضد شعوبهم، مثل جورج كلوني، الذي أعلن تخصيص مؤسسةٍ أقامها بمليوني دولار لتعليم الأطفال السوريين اللاجئين، كما زار نفس النجم العالمي، قبل سنوات، مهجّرين في إقليم دارفور، وتحدث في جلسةٍ مغلقةٍ في مجلس الأمن الدولي عن "معاناة فظيعة" هناك.

ولعل الوقوف على الجانب المخفي من حياة نجوم الاستبرتز السياسي يكشف عن ملفات يتم التحكم من خلالها بشخوصهم، بجانب فساد كبير يخفونه بمشاهدهم التصويرية العارية على أجساد ضحايا العسكر في سوريا والعرا ق وليبيا ومصر.

 

فساد محمد صبحي!!

 

وحسب مراقبين للشأن الفني والثقافي، يستغربون كيف أقنع صبحي كل هذه السنوات أنه الفنان الصادق الملتزم المثالي رجل البر والأعمال الخيرية الواقف دائمًا في وجه الباطل، ففي كل مسرحية من مسرحياته قصة إنسانية بشعة.

 

فمع برنامجه الذى يقدمه حاليًا على شاشة "سي بي سي" تحت عنوان "مفيش مشكلة خالص" الذي ينادي فيه بكل ما لا يفعله، فأنانيته، تجعله يعتبر زملاءه من ممثلين ومنتجين ومخرجين ومؤلفين بعد انتهاء العمل مجرد قوالب إسمنتية بنى به حائطًا في تاريخه، لا يسعد لنجاحاتهم أو يذكرهم فيها، ليكون وحده فقط دون الآخرين الذي صنع النجاح.

وكثير من الفنانين خرجوا من أعماله الفنية كارهين له، بعد صراع وخلاف ينجح فيه دائمًا أن يكسر كرامتهم عن قصد ومع سبق الإصرار.. مثل الفنان سامي فهمي الذي هاجر إلى أمريكا وترك له البلد وهج، ففي عام 1977 قال محمد صبحي "أنا الوحيد الذى له الحق فى أن يخرج عن النص المكتوب.. وأنا الوحيد الذى له الحق فى أن يخطئ! قال هذا عنه أهم زملائه فى مسرحية «علي بيه مظهر» وهو يتهمه بأن لديه إحساسًا متضخمًا بالنجومية.

الاتهام وجهه للممثل سامي فهمي المعروف باسم "شاكر فضلة فى الرواية المشهورة التى ارتفع فيها نجم محمد صبحي، كان "شاكر فضلة" يشرح لمذيعة التلفزيون أماني ناشد في برنامجها «كاميرا 9 » لماذا قرر أن ينفصل عن محمد صبحي!!

وكما يقول "شاكر فضله"، يخرج عن النص المكتوب فى الرواية ولا يهمه إذا كان ذلك يسبب ارتباكًا لزملائه الممثلين، أو يجعلهم لا يستطيعون التصرف أو يتسبب في وقوعهم في أخطاء، لكنه لا يهتم كل ما يهمه إضحاك الجمهور بأي شكل وبأكبر كمية من الضحك حتى ولو كان السبيل إلى ذلك هو ذبح النص الذي كتبه المؤلف واغتيال زملائه على خشبة المسرح أمام الجمهور الغارق في الضحك.

وقد قال لينين الرملى مؤلف «علي بيه مظهر» ذات مرة، إن كل محاولاته لإصلاح محمد صبحى قد باءت بالفشل. حاول أن ينبهه أكثر من مرة إلى خروجه على النص المكتوب؛ لأن ما يضيفه من ألفاظ وحركات مكشوفة ينسب إلى المؤلف وهو منها بريء، لكن صبحي لم يكن يهتم.

وكشف لينين الرملى عن سر آخر خاص بمسرحية «انتهى الدرس يا غبي»، بقوله إن محمد صبحي بعد فترة في عرض المسرحية بدأ يضيف من عنده إلى النص، كل الحركات المبتذلة والألفاظ النابية الجارحة، فقرر "لينين" الانفصال عن صبحي بعد مسرحيتين فقط، هما «انتهى الدرس يا غبي» و«علي بيه مظهر».

ومن المسرحيات كذلك التي تحكي عن "أنانية" محمد صبحي هي «الجوكر» سنة 1978، من تأليف يسري الإبياري، التى شاركته البطولة الفنانة الراحلة ماجدة الخطيب ثلاث سنوات، وقد كانت بارعة، وقبل التصوير بقليل افتعل معها «خناقة وهمية» كبيرة جدًا لتنسحب من المسرحية ويأتي بهناء الشوربجي لتأخذ مكانها.

وفي مسرحية «الهمجي" سنة 1986 والتي كانت من إخراجه، وقصتها أن الطفلة «ليزا» التي برعت فى مسلسل «هند والدكتور نعمان» تلك الطفلة المعجزة التي كانوا يطلقون عليها وقتها ويشبهونها بالممثلة الصغيرة الأمريكية «شيرلى تمبل» التى اشتهرت بتمثيل أفلام الأطفال فى فترة الثلاثينيات، فالطفلة «ليزا» هي التى كانت تقوم بدور ابنة محمد صبحى فىيمسرحية «الهمجى» فتخيلوا كم البراعة التي كانت ستحققها ولكن محمد صبحى من الواضح أنه أصيب بالغيرة من هذه الطفلة.

وروي أنه بكل قسوة وعنف أهان كرامتها بلا إنسانية أو رحمة وأخذ يصرخ بها ويثقل عليها الجرعة بكثافة، إلى أن أخذها شقيقها الذى حدث بينه وبين صبحي شجار عنيف ورفض أن تكمل معه المسرحية والأدهى أنه لم يعطها حقها المادي حتى الآن.

وفيما بعد هاجرت الطفلة ليزا مع أهلها خارج مصر، ولم تنج من غروره الفنانة سيمون وغيرها، حيث المتحدث عن المبادئ والأخلاق، حيث اشتهر بوقوفه فى وجه المواهب الجديدة، وعدم مساعدتها حتى يصبح الممثل الأوحد الذى يحتكر الأضواء بمفرده.

 

ونيس يسرق أراضي مصر

 

حيث قام بشراء أرض على الطريق الصحراوي فى عام 1999 وبالتحديد فى 27 يوليو باسم محمد محمود صبيح الشهير بالفنان محمد صبحى لشراء مساحة أرض قدرها 25 فدانا على طريق مصر الإسكندرية الصحراوى ليقيم ما أسماه بمدينة سنبل وتحرر العقد فى تاريخه بسعر 200 جنيه للفدان الواحد «يابلاش» مخصصة للاستصلاح الزراعى يتضمنها 2251.50 مترا مربعا مخصصة للمبانى بقيمة 3 جنيهات للمتر الواحد يا بلاش أيضًا وعند السير فى إجراءات تسجيل الأرض تبين أن هناك مساحة مبانى آخرى استجدت قدرها 9748.5 مترا مربعا قام الفنان باستغلالها بالمخالفة للقانون وللنشاط الذى بيعت من أجله وهو الاستصلاح الزراعى كما تغنى الفنان فى جميع المحافل ولكن عن طريق الوساطة أعادوا تثمين مساحة من المبانى من قبل اللجنة لتثمين الأراضى ليصبح ثمن المتر 12 جنيهًا فقط.

 

وفى 21 يناير 2001 اعتمد وزير الزراعة حينها استنزال 1200 متر مربع مجموعة مساحة المبانى وتم إشهار عقد البيع فى تاريخ 25 أغسطس 2001 بإشهار رقم 2261 مكتب توثيق إمبابة على أساس 22 فدانا و3 قيرايط و11 سهما مخصصة للزراعة ومساحة 1200 متر مربع مخصصة للمبانى التى صدر لها ترخيص مبانى رقم 2006434.

وفى تاريخ 15 مايو 2008 تقدم الفنان محمد صبحى بطلب الموافقة على ترخيص بناء فندق على مساحة 1300 متر مربع الأمر الذى استوجب معاينة الأرض والتى تمت فى 30 يوليو 2008 بإرشاد السيد جمال محمد محمود محمد صبيح أحد أقارب الفنان محمد صبحى وأسفرت المعاينة عن مفاجأة؛ أن مساحة الأرض مستغلة كمشروع سياحى ثقافى ترفيهى يحتوى على مسرح.. فندق.. متحف.. استديوهات تصوير.. بحيرات صناعية.. مول تجارى.. مخازن غرف أمن.. كافيتريا.. نادى رياضى.. ملاعب.. حمام سباحة.. اسطبلات خيول.. وباقى المساحات بحيرات ومسطحات خضراء وأشجار نخيل وزينة وباقى الأرض معدة لبناء مسرح أوبرا ودار مسنين.

الأمر الذى تبين من خلال أن الفنان محمد صبحى قد استغل كامل مساحة الأرض المقدرة بـ25 فدانا فى المبانى وقام بتغيير النشاط المباعة من أجله الأرض وهو الاستصلاح الزراعى وحولها إلى مشروع سياحى ثقافى ترفيهى محاط بسور ارتفاعه أكثر من 3 أمتار يحتوى على مبان يتجاوز ارتفاعها ستة طوابق وذلك كله بالمخالفة للقانون.

وبذلك فقد تنازل الفنان محمد صبحى عن حلم سنبل الفلاح الذى أراد تعمير وزراعة الصحراء واستبداله بسنبل رجل الأعمال الذى تكسب من وراء مخالفة القانون ولم ينتهى طموح صبحى عن ذلك الحد، فقد استحلى اللعبة المرحة وأراد مزيدًا من الأموال ومزيدًا من التربح على حساب أرض الوطن التى تباع برخص التراب لتدر أموالًا طائلة.

وفى عام 2002 وبالتحديد فى 20 مارس بتقديم طلب آخر لشراء قطعة أرض مجاورة للسابقة تقدر بحوالى 3100 فدان و150 قيراطا منها مساحة 28 فدانا و3 قراريط و20 سهما بسعر 200 جنيه للفدان الواحد أيضًا ومساحة 16131.18 متر مربع مخصصة للمبانى بسعر 1200 جنيه للمتر أيضًا وتم إشهار العقد فى تاريخ 19 يناير 2004 تحت رقم 165 مكتب توثيق إمبابة فهل قام صبحى بهذه المرة بزراعة الأرض من أجل مصلحة الوطن كما يدعى دائمًا؟! بالطبع لا. فقد قام صبحى هذه المرة بتسقيع الأرض وبيعها ليجنى أموالًا إضافية على حساب الوطن الرخيص.

ففى 24 يناير 2007 قام صبحى ببيع مساحة 11 فدانا و14 قيراطا و11 سهما لصالح السيدة وفاء محمد الحداد وبالطبع لم يكن ثمن الفدان 200 جنيه وقد وقع على عقد البيع السيد موسى وجيه الشيخ أردنى الجنسية بصفته وكيلًا عن السيدة نيفين حسين بصفتها وكيلة عن السيد محمد محمود صبيح محمد صبحى لصالح وفاء محمد الحداد.

كما باع أيضًا مساحة أخرى فى تاريخ 29 إبريل 2008 وقدرها 9 أفدنة و16 قيراطا و2 سهم لصالح شركة تسمى «رابيا» وهذه البيعة تمت عن طريق مكتب شهر عقارى الجزيرة بموجب مشهر رقم 1570 وبالطبع أيضًا لم يكن سعر الفدان 200 جنيه فقط.

هكذا هو الحال إذا أردت التربح والكسب السريع فليس عليك سوى أن تتاجر باسم «الوطن» وباسم الغلابة وباسم الشباب وليس هناك طريق أسهل من المتاجرة فى أراضى الدولة التى تباع بثمن بخس 200 جنيه للفدان و12 جنيها للمتر ثم تقوم ببيعها بملايين الجنيهات وهكذا تحولت رحلة المليون إلى رحلة المليار.

هذا المسار والفساد رعاه صبحي بالنفاق السياسى الذى يظهر به محمد صبحى مع كل سلطة تحكم مصر، فتارة مع حسنى مبارك ثم مع المجلس العسكرى ثم مع السيسى.

وهكذا أيضا بالبحث والتقصي نجد الفنانة إلهام شاهين وغيرها من غانيات السيسي، الذين يتم استدعاؤهم في أوقات معينة يريدها العسكر للتضليل والتطبيل…وهو ما بدا في رمضان الماضي، باستجلاب تبرعات المصريين لصناديق "تحيا السيسي"!!