“فوق كوبري ستانلي”.. هل نجح تركي آل الشيخ في شراء “بوحة” واختراق الفن؟

- ‎فيتقارير

بعد سيطرة مخابرات السفيه السيسي على السينما والمسرح والفضائيات في مصر، لم يعد أمام الممثلين وأهل الفن إلا الارتماء في أحضان الكفيل السعودي، الذي كان ينتظر تلك اللحظة ويحضر لها مع حكومة الانقلاب، وظهر الممثل الكوميدي محمد سعد والمعروف بـ”اللمبي”، وهو يروّج لمسرحيته الجديدة “على كوبري ستانلي” في الرياض.

والتي من المقرر عرضها في السعودية في عيد الفطر، وظهر “سعد” في مقطع فيديو كوميدي بشخصية “بوحا” الشهيرة وهو يصل إلى أحد الفنادق ويخرج من السيارة التي تقله، ويقول: “إحنا في السعودية .. هيّا ده الرياض .. اسمه إيه المسرح اللي بنطلع عليه؟”.

وبعد تولي محمد بن سلمان منصب ولي العهد السعودي، شهدت المملكة حالة من الانفتاح تضمنت إقامة عرض مسرحيات وحفلات فنية لمطربين سعوديين وعرب وإنشاء دار سينما وتقييد دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

شراء ولاء الفن!

وبعد تدخلاته المثيرة للجدل في الرياضة المصرية، يبدو أن تركي آل الشيخ يخترق الوسط الفني المصري تدريجيا، مدفوعا بأوامر عليا سعودية، وصمت مصري رسمي مثير للتساؤل، فقد وقع رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه بالسعودية، عددا من مذكرات التفاهم مع مجموعة من الفنانين المصريين، التي من شأنها تدعيم القطاع الترفيهي في السعودية، وذلك خلال زيارته الأخيرة للقاهرة.

كما تداولت وسائل الإعلام عددا من الصور والمقاطع التي تجمع بين آل الشيخ وعدد من المطربين والفنانين والإعلاميين، وكان أبرزهم عمرو دياب ومحمد حماقي وعمرو أديب ورجاء الجداوي ومحمد هنيدي وعمرو مصطفى.

المبرّر الرسمي لهذه المساعي هو تدعيم القطاع الترفيهي والفني بالمملكة العربية السعودية، وذلك عبر هذه المذكرات التي تمّ توقيعها مع مجموعة من نجوم الفن والسينما لإقامة مسرحيات وعروض سينمائية وحفلات غنائية، ولكن الواقع قد يكون مختلفاً، فالهدف السعودي لايقتصر على تطوير القطاع الفني السعودي عبر تعزيز العلاقات مع الوسط الفني المصري العريق، بل إن الدافع يقف وراءه هدف سعودي قديم يعود إلى عقود.

منذ الانقلاب

السعودية تسعى إلى تقويض الدور السياسي لليساريين والاشتراكيين والتيارات المحسوبة على التوجه الناصري، وذلك بعد مخاوف من تصاعدها بعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، بحسب تصريحات صحفية لرجل الأعمال الكندي آلان بندر، المقرب من الأمير الوليد بن طلال.

ويأتي الدور السياسي الذي يلعبه تركي آل الشيخ في مصر بضوء أخضر من المخابرات المصرية، إذ إن المواقف السعودية تقوم على مقاومة أي محاولة للتغيير في المنطقة، وخاصة مصر؛ لأن صعود نفوذ يساري أو ليبرالي أو إسلامي حركي في مصر، ليس من شأنه فقط تقليل النفوذ السعودي في المنطقة، بل يهدد بصعود تيارات مماثلة في المنطقة.

وكذلك ففي حال لو كان الجيش ترك جماعة الإخوان المسلمون في الحكم، الذين وصلوا إليه في مصر عبر الديمقراطية وصناديق الانتخابات، لكن العدوى يمكن أن تنتقل للسعودية، وهو الأمر الذي يفسر العداء السعودي لهم بعد الربيع العربي، رغم تقاربهم القديم الذي يعود للخمسينيات.

ولفت رجل الأعمال الكندي آلان بندر إلى أن ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، هو الذي أشار على تركي آل الشيخ بممارسة دور سياسي عبر دائرة نجوم الفن والسينما والإعلام، وذلك للسعي إلى السيطرة عليهم، الأمر الذي سيؤدي بالمقابل إلى السيطرة على الشارع المصري، حسب قوله.