في أول تحرك رسمي بعد كارثة “طبيبات المنيا”.. نقابة الأطباء تقاضى وزيرة صحة الانقلاب

- ‎فيأخبار

أصدرت نقابة أطباء مصر بيانًا صحفيًا، أعلنت من خلاله عن التقدم ببلاغ إلى النائب العام والنيابة الإدارية، لفتح تحقيق جنائي وإداري في واقعة مقتل وإصابة 21 شخصًا غالبيتهم من الأطباء، إثر انقلاب ميكروباص قادم من المنيا.

كانت أربع طبيبات قد وافتهن المنية على طريق المنيا القاهرة نتيجة تعرضهن لحادث أليم، بالإضافة إلى تسبب الحادث في إصابة 17 آخرين.

وقالت النقابة في بيانها: “على خلفية الحادث المأساوي الذي تعرضت له طبيبات تكليف محافظة المنيا، يوم الأربعاء 15 يناير، والذي أدى إلى استشهاد طبيبتين وإصابة 12 طبيبة بينهن ثلاث حالات حرجة، وذلك أثناء توجههن للقاهرة لحضور تدريب تم إخطارهن به بشكل مفاجئ دون أي فسحة من الوقت، لترتيب وسيلة سفر آمنة وبالمخالفة لكل قواعد المنطق وأصول إصدار القرارات الإدارية، تتوجه النقابة العامة للأطباء بخالص التعازي لأسر الضحايا وتتمنى سرعة الشفاء للمصابين”.

المنيا تتشح بالسواد

وعاشت محافظة المنيا على وجه الخصوص ومحافظات مصر بشكل عام، حالة من الحزن والحسرة؛ نتيجة حادث ميكروباص يقل طبيبات للتدريب من المنيا إلى القاهرة، والذي عُرف إعلاميًّا بحادث طبيبات المنيا، ورغم بشاعة الحادث وحالة الغضب الشعبي العام فوجئ الجميع بانعقاد المؤتمر كما هو في موعده دون أدني شعور للمتوفيات في الحادث.

وتابع البيان: “وقد قرر مجلس نقابة الأطباء ما يلي: أولًا: التقدم ببلاغ للنائب العام والنيابة الإدارية لفتح تحقيق جنائي وإداري في الواقعة، ضد كل من تسبب في إصدار أوامر إدارية متعسفة أو شارك في تهديد الأطباء مما عرض حياتهم للخطر. ثانيًا: إحالة الأطباء المسئولين عن إصدار الأوامر الإدارية المتعسفة للجنة التحقيق بالنقابة. ثالثا: تطالب النقابة بأن يتم إقامة جميع الدورات التدريبية بالمحافظات، أما في حالة ضرورة الانتقال لأى محافظة أخرى تقوم جهة العمل بتوفير سبل الانتقال الآمنة، على أن يتم إخطار الأطباء بأي مأموريات عادية أو تدريبية بموعد يسبقها بأسبوعين على الأقل”.

واستكملت نقابة الأطباء: “رابعًا: ضرورة اتخاذ إجراءات احتساب الوفيات والإصابات “إصابة عمل” ، مع تقديم أعلى مستوى من الرعاية الطبية للمصابين حتى وإن استدعى الأمر السفر للخارج. خامسًا: إعلان الحداد العام بنقابة الاطباء لمدة ثلاثة أيام، وإقامة تأبين للشهيدات بمدينة المنيا بالتنسيق مع نقابة أطباء المنيا، ويحضره أعضاء مجلس النقابة العامة للأطباء ومجالس النقابات الفرعية”.

كما قررت نقابة الأطباء رفع دعوى مدنية ضد وزارة الصحة، لمطالبتها بالتعويض المناسب لأهالي الشهداء وللمصابين، وتقديم جميع سبل الدعم القانوني والنقابي لأهالي الشهداء وللمصابين.

فى سياق متصل قال حسين غيتة، عضو برلمان الانقلاب عن محافظة المنيا: إن أزمة طبيبات المنيا اللاتي تعرضن للوفاة نتيجة حادثٍ، تتمثل فى المقام الأول فى تعنت وزارة الصحة، حيث أرسلت وزارة الصحة خطابا لمديرية الصحة فى المنيا، والتي بدورها أرسلته لإدارة المحافظة تطلب فيه حضور الطبيبات للعباسية بالقاهرة من أجل الحصول على دورة تدريبية في فحص الثدي.

وأضاف غيتة أن “المشكلة هنا تكمن فى أن الدورة التدريبية نفسها غير مهمة؛ لأن فحص الثدى أمر سهل ويعلمه كل الأطباء، ليس ذلك فحسب بل إنه لو كان من المفترض أن تكون هناك دورة تدريبية لكان من الأولى إرسال طبيب من وزارة الصحة إلى المنيا، بدلا من إرسال 150 طبيبا من المنيا للقاهرة”.

وأكد أن “الأزمة الأخرى تتمثل في أن وزارة الصحة خاطبت الطبيبات قبل موعد الدورة التدريبية بيوم أو يومين، وبالتالي لم تستطع الطبيبات أن تحجز تذاكر للقطار من المنيا إلى القاهرة، كما أن الوزارة لم توفر لهن أتوبيسات لنقلهن، والجو كان مليئا بالشبورة الهوائية، مما تسبب فى الحادث على الطريق الصحراوي الشرقي”.

وأعلن “غيتة” عن تقدمه ببيان عاجل موجه ضد وزيرة الصحة؛ بسبب دورها في حادث وفاة 4 أطباء وإصابة 17 آخرين، في حادث اصطدام سيارة ميكروباص، بالقرب من مدينة 15 مايو، أثناء توجههم من المنيا إلى القاهرة لتنفيذ التكليف.

وقال غيتة، إنه يجب محاسبة وزيرة الصحة وإقالتها، بسبب الحادث الأليم الذي وقع نتيجة الإهمال والعشوائية في القرارات، وعدم توفير وسيلة نقل آمنة للأطباء.

وأكد ضرورة فتح تحقيق في الأمر لمحاسبة كل من تورط فى صدور قرارات عشوائية، أدت إلى انتقال الأطباء بهذا الشكل من المنيا للتدريب فى القاهرة، خاصة مع عدم توفير وسيلة نقل آمنة لهم.

هاشتاج يطالب بإقالة “زايد”

فى نفس السياق، دشَّن رواد تويتر وسمًا يطالب بإقالة “هالة زايد”، وتداول عدد من صفحات موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، عقب وقوع الحادث، صور رسائل نصية عبر تطبيق “واتس آب”، بين الطبيبات وإدارة صحة المنيا، والمنسقة الخاصة بتدريب سرطان الثدي في القاهرة.

المحادثات أظهرت تهديد المنسقة للطبيبات في حالة تأجيلهن أو تخلفهن عن الحضور، الأمر الذي أثار غضب الرواد وأدى إلى تحميلهم المسئولية كاملة لوزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد.

وجاء في نص المحادثات: السادة الأفاضل مديري الإدارات الصحية، نرجو من حضراتكم التنبيه المشدد على الطبيبات المشاركات في حملة سرطان الثدي، ولن تقبل أي اعتذارات، ونرجو منكم التنسيق لتوفير سيارة للسفر كافية العدد، مع الأخذ في الاعتبار اللاتي لا يرغبن في المشاركة بالحملة سيتم انتدابهن خارج الإدارة الصحية”.

إقالة وزيرة الصحة

وتصدر هاشتاج “إقالة وزيرة الصحة”، لليوم الثاني موقع التدوينات الصغيرة “تويتر”، بعد غضب النشطاء للسفر الإجباري لطبيبات المنيا، دون توفير مدرب في إدارتهم الطبية، حسبما علق الرواد.

والمتوفون في مستشفى 15 مايو هم:

1 –  سماح نبيل

2-  رانيا محرم

3- سائق الأتوبيس وائل كمال، بالإضافة إلى حالة رابعة لم يعلن عن اسمها.