في أول حوار بعد منعه من الكتابة منذ سنتين.. أهم «7» تصريحات للكاتب الكبير فهمي هويدي

- ‎فيتقارير

كالطبيب الماهر المتخصص القادر على تشخيص العلة ووصف الدواء،  جاءت تصريحات الكاتب الكبير فهمي هويدي في الحوار الذي أجرته معه صحيفة "الراي اليوم" مؤخرا، وهو الأول من نوعه بعد منع هويدي من الكتابة في صيف 2017م.

تناول هويدي منعه من الكتابة مؤكدا أن الإعلام في مصر تحول إلى "فضيحة كبرى" وأنه مصر والمنطقة وصلت إلى مرحلة "الانكسار" مستنكرا إرسال صفحات الرأي للرقيب الذي لا يعرفه ومعها البدائل.

وشن الكاتب الكبير هجوما لاذعا على العسكرة، مؤكدا أن العسكرة امتدت إلى كل شيء في بلادنا، فالعسكرة لم تكتف بالسياسة بل امتدت إلى عسكرة للصحافة ودخلنا فيما يسمى عسكرة الدراما، ثم  دخلنا مرحلة” عسكرة التدين، وأن بمصر شيوخا أشبه بـ ” الجنرالات “، يتحدثون عن أشياء غريبة!.. مضيفا «هذا بلد كما قال أحد الأصدقاء- الذي لم أستأذنه في ذكر اسمه – تحفر تحت القاع!».ويؤكد الكاتب الكبير أن من قال إن مصر أصبحت بلدا بلا قيمة،  ليس مفاجئا، غابت مصر، فأصيبت الأمة العربية بالإغماء.

وحول ورشة "البحرين" و"صفقة القرن"، وصفها هويدي بـ«شيء مروع، ومزاد لبيع الأوطان بالأموال!»، مضيفا «نحن في زمن الأقزام وليس في زمن الكبار، والذي يقرر مصائرنا  هم الأقزام الذين يحركهم آخرون من الخارج».

وفي هذا التقرير نرصد أهم "7" عناصر في حوار الكاتب الكبير:

أولا،  يؤكد هويدي أن ما يحدث الآن في الإعلام هو "فضيحة كبرى"، حيث تناول أزمة منعه من الكتابة، يقول هويدي: «أنا ممنوع من الكتابة في الداخل، ولا أحب أن تكون كتابتي في الخارج؛ لأن أي كلام في الخارج يجري تأويله، أو يمكن تأويله وتصيده واستخدامه بغير مبرر للتنكيل والتشهير!.. ويضيف الكاتب الكبير:«ما يهمني هو الناس، لم أكن في كتابتي أخاطب الحكومات، وأحمد الله أنني خرجت قبل أن تعود الصحافة لزمن” المكتوبجي ”!

ويشدد هويدي أننا وصلنا إلى مرحلة "الانكسار"، مضيفا «عندما نصل الى تلك المرحلة، فأنا أحمد ربي أنني سكت في مرحلة لم أتخيل أننا يمكن أن نصل اليها يوما ما. في ظل هذا الانكسار، أصبحت صفحات الرأي ترسل الى الرقابة ومعها بدائلها للرقيب الذي لا أعرف من يكون، هل هذا معقول؟!

ثانيا، وحول أسباب ذلك، سئل الكاتب الكبير عن رأيه في مقال مكرم محمد أحمد، حول أسباب تدني الصحافة، وانشغالها بتغطية أخبار السيسي فقط، محملا جزءا من المسئولية للنظام، وأجاب هويدي: «أعملُ في الصحافة منذ نحو ستين عاما، الذي يلوم الصحافة معه حق، ولكن الأحق أن تلام السياسة قبل الصحافة، فالصحافة واجهة للسياسة في بلادنا، معقول أن تخلو الصحافة المصرية إلا من تلك الشريحة التي يستحيي المرء أن يذكر ضمنها. الصحافة المصرية مليئة بالمواهب الشابة الواعدة الشجاعة بنين وبنات، وأنا لا أفهم لماذا يمنع شباب مبتدئون من الكتابة ؟ لا أفهم، أنا ألوم الصحافة،ولكن في الحقيقة اللوم الأكبر منصب على السياسة. ومن أراد أن يتهم الصحافة لابد أن يملك شجاعة  الإشارة الى الفاعل الحقيقي، الى الصوت وليس الصدى»، مضيفا «مكرم محق فيما قاله، ولكنه قول ينقصه مزيد من الصراحة».

ثالثا، يبدي الكاتب الكبير أسفه على عسكرة المجتمع كله، محذرا من استمرار هذه الأوضاع حيث يقول: «كنا سابقا نتكلم عن عسكرة السياسة، فحدثت عسكرة للصحافة ودخلنا فيما يسمى عسكرة الدراما، ثم  دخلنا مرحلة” عسكرة التدين ” عند شيوخ أشبه بـ ” الجنرالات “، يتحدثون عن أشياء غريبة!.. مضيفا «هذا بلد كما قال أحد الأصدقاء- الذي لم أستأذنه في ذكر اسمه – تحفر تحت القاع!».

رابعا، حول المشهد الراهن وكيف ينظر إليه من بعيد، لا سيما بعد رحيل الرئيس مرسي، يقول هويدي: «أولا قبل رحيل د. مرسي، إذا كان الأستاذ هيكل قبل رحيله، قال إننا مهددون بالخروج من التاريخ، فنحن بالفعل خرجنا من التاريخ، ومن قال قبل عدة أيام إن مصر أصبحت بلدا بلا قيمة، فهذا ليس مفاجئا، غابت مصر، فأصيبت الأمة العربية بالإغماء.

خامسا، وحول المشهد  الحاصل في موضوع مؤتمر البحرين، وصفه الكاتب الكبير بـ«شيء مروع، ومزاد لبيع الأوطان بالأموال!»، مضيفا «هو مؤتمر مهين لكل من حضر، مهين للأمة، ومهين للدول التي تحسب نفسها دولا كبرى. نحن في زمن الأقزام وليس في زمن الكبار، والذي يقرر مصائرنا  هم الأقزام الذين يحركهم آخرون من الخارج.

ويتساءل الكاتب الكبير مستنكرا: « من كوشنر هذا؟! من يكون ؟! أعرف أن قصته طويلة!..ما يجري بحثه ومايقال عن ” الصفقة ” شيء مهين ومروع، نحن نباع بثمن بخس، نعترض على البيع أولا، ونعترض على الثمن ثانيا، وهذا شيء لا يحدث إلا في ظل مهانة الأمة العربية». وبسؤاله هل يمكن أن نلوم الخليج الآن بعد الذي فعلته مصر حتى تحولت إلى عراب للتطبيع مع الصهاينة، يضيف هويدي: «أخشى أن أقول إن الدعارة السياسية أصبحت مشروعة، فلا نلوم من فتح الباب، ولا نلوم من دخل في الساحة عارضا نفسه للبيع!

سادسا، وحول الرهان على الشعوب مقابل هذه الأنظمة القمعية، يقول هويدي: «الأمر الأول لابد أن لا نفقد الأمل في الشعوب، أي شاب صغير في فلسطين أشرف وأكرم من كل الزعماء العرب. الأمر الثاني  أن الحقيقة حينما تسقط العواصم العربية، فلا ينبغي ألا نلوم الضحايا في الأقاليم والضواحي، مصر كانت عمود الخيمة العربية، فانكسر، فما كان من الخيمة إلا أن سقطت على الأرض.

ويضيف الكاتب الكبير: «أظن أن ما يحدث في السودان والجزائر له وجاهته، التجارب مريرة، وواضح أن عسكر الجزائر لا يزالون يمارسون الدور الشرير، ولم تعد الجيوش في العالم العربي تحارب عدوها، بل باتت تحارب شعوبها. في آخر نصف قرن حدث تقوية شديدة  للأنظمة والسلطات وإفقار شديد للشعوب، ودعنا نتساءل: ماذا تملك الشعوب الآ؟ تظاهر سلمي؟ فيسبوك وسوشيال ميديا؟..  في المقابل ما الذي يفعله العسكر؟  الذي حدث في السودان قتلوا في ليلة واحدة أكثر من مائة نفس». ويضيف «السلاح الآن أدى الى توحش الأنظمة، خصوصا أنه طوال العقود الماضية كان هناك إضعاف مستمر للقوى المدنية، وللأسف الشديد مصر كانت رائدة في هذا!».

سابعا، وحول المشهد التركي بعد خسارة الحزب الحاكم ولاية إسطنبول، يقول هويدي: «ما حدث هو إنذار لأردوغان وانتصار للديمقراطية، وأهم شيء عندي هو انتصار الديمقراطية. اللافت أن من عبروا عن شماتتهم في خسارة أردوغان- في الإمارات والسعودية ومصر- ليست لديهم أثارة من ديمقراطية، وبرغم ذلك هللوا لخسارة أردوغان!.