قشة أرامكو.. هل تدعم السعودية والإمارات المظاهرات ضد السيسي؟

- ‎فيتقارير

5 سنوات مرت على استيلاء جنرال إسرائيل السفيه عبدالفتاح السيسي على السلطة، غير أن كلمته الشهيرة “مسافة السكة” المرتبطة بالدعم العسكري للدول الخليجية الراعية للانقلاب حاضرة بقوة في خيال الرياض وأبوظبي، والتي ظنت أن ضخ المليارات في عروق الانقلاب وتقويته بقاعدة محمد نجيب العسكرية، أكبر قواعد الشرق الأوسط الواقعة شمال مصر، سيوفر الحماية لعروشهم وكروشهم من البعبع الإيراني.

ومثل القشة التي قصمت ظهر البعير وبعد ستة أيام من صمت السفيه السيسي على هجوم 18 طائرة مسيرة، السبت الماضي، والذي ضرب قلب صناعة الطاقة السعودية وأدى إلى تفاقم الصراع القائم منذ عقود بين السعودية وخصمها اللدود إيران، فتحت شركة أرامكو الحكومية للنفط الموقعين أمام وسائل الإعلام العالمية لتفقد الأضرار وجهود الإصلاح.

وبحسب السلطات السعودية، استُخدم ما لا يقل عن 18 طائرة مسيرة وسبعة صواريخ كروز في هذه الهجمات التي تبناها الحوثيون، وفي حين تشير الرياض بأصابع الاتهام إلى إيران في الوقوف وراء هذه الهجمات، قال وزير الشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير، إن بلاده تتشاور مع الأصدقاء والحلفاء بشأن الخطوات التالية لإعلان النتائج لتحقيقات استهداف منشأتي “أرامكو”.

تراجع الدعم

ومن راقب إعلام السعودية والإمارات خلال الـ48 ساعة الماضية، لا بد أنه لاحظ محدودية التعاطف في الوقت الحالي مع عصابة صبيان تل أبيب، التي يقودها جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي، مع عدم التورط في ترويج روايات تلك العصابة حول المظاهرات التي اندلعت مؤخراً في القاهرة وبقية المحافظات، والتي تطالب برحيل السفيه أو شيطنتها.

دول الخليج التي دعمت انقلاب 30 يونيو 2013، ضد الرئيس الشرعي المنتخب الشهيد محمد مرسي، تشعر بخيبة من سلوك غراب الانقلاب السفيه السيسي حيال معركتها الكبرى مع إيران، وتصاعدت الخيبة بعد صمته على استهداف أرامكو، والتهديدات التي سبقتها، ما سيجعلها غير حريصة على نصرته، وإذا كان رفضها لمنطق الثورة حاسما، فإن الانقلاب من داخل المؤسسة العسكرية قد يكون شيئا آخر.

وإذا جئنا إلى العامل الدولي، فإنه منحاز لعصابة الانقلاب بكل تأكيد، بما أن ترامب يعشق الديكتاتوريات، وكذا الصين وروسيا، ولكنه لن يتوقف كثيرا إذا كان التغيير من داخل المؤسسة العسكرية والأمنية ذاتها، وسيعترف بالجديد كما اعترف بالقديم.

وحقيقة الأمر أن السفيه السيسي مرتبط بالمصالح الأمريكية والصهيونية، أكثر من ولائه لدول الخليج التي دعمت الانقلاب، لأن دول الخليج نفسها لم تدعمه إلا بأمر مباشر من واشنطن وتل أبيب، ولذلك لن يتحرك جندي مصري لحماية أرامكو إلا إذا أمر ترامب بذلك، كما حدث ايام المخلوع مبارك في حرب الخليج الثانية.

وخرج السفيه السيسي مع بداية انقلابه ليقول إن أي تهديد للعالم العربي وتحديدا لدول الخليج لن يأخذ من الجيش المصري سوى “مسافة السكة” لمواجهته والتصدي له، وأكد أنه “لا أحد يُهدد ونحن موجودون”.

تبديل الجنرال

كلام السفيه السيسي لإحدى محطات التلفزة قبل استيلائه على الحكم، يبدو أنه لم يصمد طويلا، فرغم تأييده لعملية عاصفة الحزم واستعداده للمشاركة فيها جوا وبرا وبحرا، كان لافتا تدخل واشنطن المسئولة عن تسليح وتحريك الجيش المصري، فجاء تصريحه خلال الندوة التثقيفية السادسة عشرة للقوات المسلحة أن “الجيش المصري لمصر وليس لأحد آخر”.

ولم يمر هذا التصريح المثير للجدل دون أن يشغل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروا أن هذا التصريح تراجع عن “مسافة السكة”، وتشمت الإعلامية القطرية إلهام بدر بالذين راهنوا على السفيه السيسي والجيش المصري.

وتكتب بدر قائلة: “بصراحة أنا شمتانة في كل من راهن على زيزي وجيش الكفتة، هذا جيش متخصص في قتل المصريين فقط”، وفي السياق غرد الإعلامي القطري عبد العزيز آل محمود أن “مسافة السكة التي تقطعها الدولارات وليس الجيش”.

ويتحدث المغرد السعودي “جميل” عن أن تصريح السيسي “ابتزاز جديد”، من جهته يؤكد الكاتب السعودي الدكتور عبد العزيز بن ذياب أن “مسافة السكة تبخرت وعاصفة الحزم ستنجز مهامها بإذن الله، الشدائد توضح معادن الرجال”.

وبسخرية لافتة يكتب أحد المغردين “تم تفعيل خدمة مسافة السكة، اضغط رقم 1 لضرب داعش بليبيا، اضغط 2 لضرب حماس، اضغط 3 لضرب الحوثيين، اضغط 4 لجيش عربى موحد”.