«قناة إسطنبول».. مشاريع حقيقية فضحت فنكوش ترعة السيسي

- ‎فيتقارير

تقف ترعة قناة السويس التي شقّها جنرال إسرائيل، السفيه عبد الفتاح السيسي، عارية تمامًا أمام مشروع قناة إسطنبول الذي يجري إنشاؤه. وعلى عكس الفنكوش الأول الذي أثبت فشله رغم استهلاكه مليارات الدولارات، وقال عنه السفيه السيسي إن مقصده رفع الروح المعنوية للمصريين، يهدف الثاني إلى تأمين ممر بحري حر للسفن الدولية المارة من تركيا.

ومن المفارقة التاريخية أنه في عام الثورة المصرية المجيدة 2011، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن مشروع فتح قناة مائية جديدة توازي مضيق البوسفور في القسم الغربي لمحافظة إسطنبول، في حين أنه بعد انقلاب 2013 أعلن السفيه السيسي عن إنشاء مشروع ترعة السويس.

فنكوش

وفي عام 2016، كانت الجدية المصطنعة تكسو ملامح السفيه السيسي، وهو يؤكد خلال خطاب ألقاه في أبريل من ذلك العام، أن الإنجازات التي صُنعت منذ توليه الحكم قبل نحو عامين، تحتاج لأكثر من عشرين عامًا لتحقيقها!.

إلا أن عدم شعور المصريين بالإنجازات برره السفيه السيسي في الخطاب نفسه بما وصفه بالعمل المضاد والسلبي، غير أنه حذر- في 14 خطابًا- من أهل الشر الذين يهددون البلاد ويُخفي عنهم إنجازاته، فقال خلال أحد خطاباته في نوفمبر من نفس العام: "فيه مشاريع وكلام كتير مرضتش أقوله عشان أهل الشر".

وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، أغرقت عصابة الانقلاب المصريين بدعاية لما سمّتها "مشاريع قومية"، روّجت لها باعتبارها ستنتشل البلاد من حالة التدهور الاقتصادي، لكن ما تحقق منها لم يؤت ثماره المرجوة، مثل ترعة قناة السويس، فضلا عن أخرى لم تُنفذ من الأساس.

أما قناة إسطنبول فيبلغ طولها من 40 إلى 45 كم، وعرضها ما بين 145 إلى 150 مترا، ويبلغ عمقها من 20 إلى 25 مترا، وسيُبنى فوقها ستة جسور، وذلك في القسم الأوروبي من مدينة إسطنبول.

مشروع العصر

ومن المقرر أن يتم إغلاق مضيق البوسفور تماما أمام حركة الناقلات، وستتشكل شبه جزيرة جديدة وجزيرة جديدة في إسطنبول، ويعرفه الأتراك بـ"مشروع العصر"، ويعد أضخم عمل مائي في تاريخ الجمهورية التركية، سيعزز مكانتها في مجال المعابر المائية.

وتسعى تركيا من المشروع، لتخفيف حركة السفن في مضيق البوسفور، والتقليل من الأضرار التي تبعثها السفن الناقلة للمواد الخطيرة، وخاصة النفطية، وتشكل مساحة قناة إسطنبول 30 مليون متر مربع من المدينة الجديدة التي سيتم إنشاؤها على مساحة 453 مليون متر مربع، وسيتم بناء مطار على مساحة 78 مليون متر مربع، ومجمع سكني على مساحة 33 مليون متر مربع.

بدوره قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن "مشروع قناة إسطنبول سيغير التاريخ، ويشكل نقطة تحول للبلاد في النقل البحري"، أما الكاتب التركي إرسين رامو أوغلو، فقد أكد أن هذا المشروع يعد مهمًا للغاية بالنسبة لتركيا، ويشكل مصدر دخل مهم، حيث يقول الخبراء إن الإيرادات ستكون أربعة أضعاف تلك التي تجبى من قناة بنما.

ونقل الكاتب التركي عن المؤرخ إلبير أورتايلي، قوله: "لوزان تغيرت وستتغير أكثر، مونترو تعني تصحيح لوزان، وسيتم تصحيحها أكثر، ولا يمكن أن يمر هذا العدد الكبير من السفن إلا وقد تحصل حوادث بشكل يومي"، مشددا على أن قناة إسطنبول ستكون علامة فارقة في العالم البحري، وسنصنع التاريخ في النقل البحري.

جدير بالذكر أنه من أبرز المشاريع الفنكوشية للسفيه السيسي التي ضخمت آلة الإعلام من جدواه الاقتصادية، هو محور تنمية قناة السويس الذي افتتح في أغسطس 2016، إذ صورت المشروع بوصفه مجرى ملاحيًّا جديدًا يوازي القناة الأصلية، رغم أنه لا يتعدى كونه تفريعة طولها 37 كيلومترا.

وجيوب المصريين كانت السبيل لتنفيذ المشروع عبر طرح شهادات استثمار بقيمة 68 مليار جنيه بفائدة 12%، ورغم ادعاء رئيس هيئة قناة السويس وقتها، اللواء مهاب ممش، بأن تبلغ عائدات القناة مئة مليار جنيه سنويا بافتتاح التفريعة، فإن الإيرادات انخفضت الأعوام الماضية إلى 5.175 مليارات دولار بنقص بلغ 290 مليون دولار عن عام 2014، وأكد تقرير الملاحة الصادر عن قناة السويس، تراجع الإيرادات بنسبة 5.2% بنحو 23 مليون دولار.