قنديل: لا تجادلوا في “طوارئ السيسي”.. فهناك ما هو أبشع

- ‎فيأخبار

كتب رانيا قناوي:

صور الكاتب الصحفي وائل قنديل، حالة الطوارئ التي أعلنها عبدالفتاح السيسي ودفاع زبانيته عنها، بأنها تشبه قصة ديك الجيران الذي وضع بيضته فوق سطح بيتكم، فلمن الحق في البيضة أنتم أم الجيران؟

وأضاف قنديل -خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الأربعاء- أن الواقع في مصر يقول إن الطوارئ في زمن الاستبداد لم تذهب، كما أن الديك لم يضع البيض يوماً، فوق سطحكم، أو فوق سطح الجيران، فالحال الآن "ما ناكلش.. ما نشربش.. ما نتظاهرش.. ما نعترضش"، في حكم السيسي مصر، منذ اختطف السلطة فيها بالبلطجة والإرهاب والقمع والبطش، على نحوٍ فاق، في بؤسه، وضعية الطوارئ التي اختبأ داخلها حسني مبارك ثلاثين عاماً.

وتابع: "في زمن السيسي، تم اختطاف وقتل الشباب من مدرجات ملاعب الكرة، ومن داخل فصول الدراسة، ومن أرصفة قطارات المترو، واشتغل عدّاد أحكام الإعدام، بمحاكماتٍ هزلية، بسرعات أعلى مما يحدث في أكثر البلاد فاشيةً واستبداداً.. في زمن السيسي، ليس من حق الجماهير حضور مباريات كرة القدم في الملاعب، وليس من حقهم الاحتجاج أو الغضب من ظلم وقع، أو إهانةٍ لحقت بهم، أو حرمانٍ من أبسط الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.

في زمن السيسي، تجري عمليات التهجير القسري، وحرق الأراضي وهدم المنازل، ومسافحة السجينات، عنوة وقهرًا، في مراكز الاعتقال وأماكن الحبس.. في زمن السيسي، يتم قاضٍ جليل في العقد الثامن من عمره، المستشار محمود الخضيري، عقوبة سجنه، ظلمًا، ويصدر قرار إطلاق سراحه، لكنه لا يغادر محبسه، ويمضي وزير محترم وأستاذ للهندسة، الدكتور محمد علي بشر، أكثر من عامين بالسجن، حبساً احتياطياً، على ذمة لا جريم"ة

وأوضح قنديل أن السيسي على المستوى الخارجي لا يتردد في مخاطبة العالم بأن مصر غير جديرة بأن يكون بها حريات أو حقوق إنسان، أو أن تعيش حياة طبيعية، كغيرها من الأمم، والحجة أنه يحارب الإرهاب، ومن ثم لا ينبغي أن يكلمه أحد عن ديمقراطية أو حياة سياسية محترمة، ولعل هذا هو مكسبه الوحيد من زيارة راعي الفاشية والفاشيين، دونالد ترامب، الذي طمأنه بأن ملف حقوق الإنسان ليس مطروحاً للنقاش.