قوافل الشهداء.. “إسلام متولي” قتله الانقلاب لدفاعه عن حرائر الأزهر

- ‎فيحريات

كتب- أحمد علي:

 

سنوات مضت ولا تزال دماء الشهداء الذين ارتقوا فى ميادين الحرية رفضًا للظلم والانقلاب العسكري الدموي الغاشم تزيد ذويهم ومحبيهم إصرار على المضى فى طريق الحرية حتى يتم القصاص من كل المتورطين فى هذه الجرائم وعودة جميع الحقوق.

 

إسلام اسامة أحمد عبدالحميد متولي الشاب الأزهرى الموهوب رياضيا، الطالب بالفرقة الاولى بكلية التجارة جامعة الازهر والذى ارتقى شهيدا بتاريخ 28 ديسمبر 2013 نتيجة لرصاصة غادرة من قوات أمن الانقلاب استقرت فى قلبه النقية أثناء اقتحامها للجامعة.

 

رفض الانتهاكات والجرائم التى ترتكب بحق طالبات جامعة الازهر، فشارك فى المظاهرات الرافضه للظلم وهو الذى لم يعرف عنه أى انتماء سياسى من قبل غير أن عظم الجرائم التى ترتكب بحق طالبات جامعة الازهر كان دافعه للمشاركة فى المظاهرات ليتلقى رصاصة غادرة من قوات أمن الانقلاب تستقر فى قلبه ليرتقى شهيد بعدما رفض طاقم الأطباء والممرضين بمستشفى التأمين الصحي بمدينة نصر تقديم العلاج له.

 

أكد أصدقاؤه أنه كان من الشخصيات المحببة بين زملائه فدائما ما ترتسم الابتسامة على وجهه الطيب بمجرد أن تنظر إليه وهو ما أكد عليه أيضا جيرانه لما عرف عنه من حسن الخلق وطيب السيرة، مضيفين أنه كان صديقا صدوقا بارا خلوقا ناجحا طموحا قبل أن يتلقى طلق نارى فى القلب ليرتقى شهيد كتب وصيته عشية ارتقائه وكأنه على موعد مع الشهادة تخلده  شهادات فى حقه ليبقى حيا فى الذاكرة.

 

"إبراهيم" صديق الشهيد أكد  أن دماء اسلام الذكية كانت تفوح منها رائحة المسك وهو ما أكد عليه أيضا جميع زملائه الذين حضروا المشهد الذى ارتقى فيه أيضا زميلهم خالد الحداد بعدما هتف الطلاب معلنين الاضراب رفضا للجرائم المتواصلة، وهو ما قوبل باقتحام أمن الانقلاب للجامعة من البوابة الرئيسية وأطلقت على الطلاب فى بداية الاقتحام طلقات الخرطوش ثم الرصاص الحى والقنابل الحارقه ليرتقى خالد الحداد ثم يتبعه اسلام والذى حاولوا اسعافه بالتوجه لمستشفى التامين الصحى رغم محاصرته من قبل قوات أمن الانقلاب التى حاصرت جميع مستشفيات مدينة نصر لمنع تقديم العلاج للمصابين واعتقال كل من يقترب من المستشفى غير أنهم دخلوا من الباب الخلفى.

 

وأضاف ابراهيم صديق الشهيد وشاهد العيان أن طاقم الاطباء والتمريض بمستشفى التامين الصحى رفضوا التعامل وتقديم العلاج لإسلام فور علمهم أنه مصاب داخل جامعة الازهر ومع ضغط الطلاب على الاطباء قالوا لهم بأن الاجهزه معطله لتفيض روحه الى بارئه فى هذه الاثناء ليكون أحد المشاركين فى الجريمة الاطباء وطاقم التمريض بمستشفى التامين الصحى لرفضهم تقديم الاسعافات والعلاج بما يخالف القسم الذى أقسموا عليه يوم أن تخرجوا للعمل بهذه المهنة.

 

والد الشهيد ذكر  أنه لما ذهب لتحرير محضر فى قسم ثانى مدينة نصر  وجد أنهم قد أرغموا والد شهيد آخر بالتوقيع على أن من قتله هم المتظاهرين داخل الجامعة وهو الامر الذى حاولوا أن يكرروه معه بطرق مختلفة غير أنه رفض بشده كل هذه المحاولات التى استمرت لأكثر من 3 ساعات، وأمام وكيل نيابة الانقلاب الذى حاول هو الاخر أن يمرر الواقعه  ويزيف ما حدث.

 

لكن والد الشهيد أصر على كتابة ما أكد عليه شهود العيان من زملائه من اطلاق قوات أمن الانقلاب للرصاص الحى أثناء اقتحام جامعة الازهر لتستقر رصاصه فى قلب اسلام أثناء تواجده على سلم كلية التجاره بعدما أصيب بخرطوش فى الكتف فضلا عن اطلاق الرصاص بشكل عشوائى على الطلاب الذين حاولوا أن ينقذوه من مسافة لا تزيد عن 20 متر داخل الجامعة وأمام اصرار والد الشهيد ودعائه المتواصل لم ينجح وكيل نيابة الانقلاب فى تغيير ما حدث وتم تحرير المحضر وكتابة التقرير بالواقعة كما حدثت.

 

والدة الشهيد تحدثت أن ابنها كان يشارك فى المظاهرات رفضا للظلم الذى يقع على زملائه خاصة الطالبات منهن وهو ما أكد عليه خلال حوار الاخير معها عشية ارتقائه فلم يكن صاحب أى انتماء سياسى غير أن تواصل الجرائم والانتهاكات من قبل قوات أمن الانقلاب بحق الطالبات كانت دافعه رفضا للظلم الذى يقع وأكدت على علاقته الطيبه بجيرانه وملازمة الابتسامة لوجهه فلم يعرف عنه إلا طيب السمعه وحسن المعامله مع الجميع 

 

وتحدث شقيقه عبدالرحمن أن اسلام نال منزله أكبر بارتقائه شهيدا وهو يرفض الظلم الذى يقع مؤكد أنه سياتى اليوم الذى يدحر فيه الباطل ويتم القصاص لإسلام وكل دماء الشهداء.