“كباش” ومسلة التحرير محاولة ساذجة لطمس ميدان الثورة.. وخبراء: يعرض الآثار للتلف

- ‎فيتقارير

قال باحثون غربيون، إن حكومة الانقلاب في مصر أغضبت علماء الآثار بعد إصرارها على نقل أربعة تماثيل لأبو الهول برأس كباش من معبد الكرنك إلى ميدان التحرير.

وسبب الغضب- برأيهم- هو اختلاف البيئة المحيطة بالتماثيل في الأقصر والبيئة الموجودة في ميدان الحرير، حيث التلوث والرطوبة يجتمعان عليها، وهو ما حدث مع تمثال رمسيس الذي كان موضوعا في ميدان رمسيس، موضحين أن التماثيل الأربعة أكثر هشاشة.

وتحت عنوان “مصر تتحدى احتجاجات علماء الآثار من خلال نقل أربعة من تماثيل أبو الهول القديمة”، أعدت محررة “ناشيونال جيوجرافيك” تيريزا ماشيمر، تقريرا عن ضرر بيئي متوقع لمسلة من الجرانيت الوردي تعود إلى عهد رمسيس الثاني والتماثيل الأربعة.

تجاهل العلماء

ونشرت مجلة “SMITHSONIANMAG” الأمريكية التقرير الذي أكد أن وزارة السياحة والآثار المصرية تجاهلت احتجاجات علماء الآثار، ونقلت أربعة من تماثيل أبو الهول القديمة من معبد الكرنك في الأقصر إلى ميدان التحرير.

وأضافت أنه سرعان ما أثار القرار انتقادات من علماء الآثار، الذين أشاروا إلى أن وضع أبو الهول في وسط المدينة سيعرضهم لظروف بيئية خطيرة. وتساءل النقاد أيضا عما إذا كانت الخطوة تنتهك اللوائح المصرية والدولية فيما يتعلق بحركة الآثار.

وقال روث مايكلسون، لصحيفة الجارديان: إنه سيتم تخزين أبو الهول في صناديق خشبية حول الساحة التي تقع على بعد حوالي 300 ميل شمال منزله الأصلي، حتى مراسم الكشف التي لم يتم تحديد موعدها بعد.

ونقلت عن مونيكا حنا، عالمة الآثار في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، نشرها عريضة عبر الإنترنت تعارض هذه الخطوة، وتقترح استخدام النسخ المتماثلة بدلا من النسخ الأصلية.

وأضافت “حنا” أن تحريك أبو الهول يتعارض مع ميثاق البندقية، وهو اتفاق دولي للحفاظ على البيئة يحد من حركة الآثار التي لا تتعرض لخطر فوري.

وكشفت لـ”تايمز” عن أن “هذه التماثيل مصنوعة من الحجر الرملي وتأتي من الأقصر، حيث يكون الطقس جافًا”. “عندما يتم وضعهم في القاهرة، ثاني أكثر مدينة ملوثة في العالم، سوف يدمروا”.

وأشارت لأوين جاروس، من “Live Science”، إلى أن تماثيل “أبو الهول” الأربعة هي من بين أكثر من 1000 من المنحوتات التي تزين معبد الكرنك، وتمتد عبر 100 هكتار من موقع اليونسكو للتراث العالمي والعاصمة المصرية السابقة طيبة (المعروفة الآن باسم الأقصر). مضيفا أن “القطاع المركزي” في الكرنك مخصص لإله الشمس والهواء آمون رع، ويربط الطريق إلى معبده بوسط المدينة تماثيل مماثلة لأبو الهول برأس كبش كتلك التي تم نقلها من المعبد للتحرير.

وجهة نظر

وأعلنت وزارة السياحة والآثار بحكومة الانقلاب عن خطط لنقل الحجر الرملي و”أبو الهول” ذي الكبش، من خلف المعبد إلى الدائرة المرورية المزدحمة في العاصمة المصرية في نهاية عام 2019.

وبرر خالد العناني، وزير الانقلاب، لأهرام أونلاين، أنه “عندما نذهب إلى العواصم الأوروبية مثل روما أو باريس أو لندن، وأيضًا واشنطن، نرى أنها تستخدم المسلات المصرية في تزيين الساحات السياحية الرئيسية، لذلك لماذا لا نفعل الشيء نفسه؟”.

وتظهر المسلة التي يبلغ ارتفاعها 55 قدمًا في وسط ميدان التحرير، بعد أن ثبتتها ورممتها حكومة الانقلاب في فبراير الماضي، قادمة بالأساس من صان الحجر بمحافظة الشرقية.

الهدف المعروف

وقالت المجلة، إن وزارة السياحة والآثار تهدف إلى تحويل ساحة التحرير إلى منطقة جذب سياحي رئيسية. لكن النقاد أشاروا أيضًا إلى أن هذه الخطوة مصممة لتغطية ارتباط الموقع بثورة 2011 التي أجبرت حسني مبارك على ترك السلطة، في السنوات التي تلت ذلك، وظلت ساحة التحرير رمزا قويا للاحتجاجات.

وقالت رباب المهدي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، لصحيفة الجارديان: إن نقل أبو الهول “يغطي الذاكرة الحديثة بشيء تاريخي ليس له دلالات أو أهمية سياسية”.

وأضافت “المهدي”: “في الأساس، لا يوجد احترام للأحياء الذين شاهدوا هذه الثورة ويرون أنها جزء من التاريخ المعاصر، ولا احترام للموتى، بما في ذلك الآثار”.

محاولة ساذجة

وقال الخبير المصري محمود وهبة، المقيم بالولايات المتحدة: إنها محاولة ساذجة لطمس معالم ثورة التحرير، موضحا أن ميدان التحرير ليس منطقه أثرية أو تاريخية، ولكنه منطقة ثورة وثورة مضادة.

واعتبر أن محاولة طمس تاريخ ميدان التحرير هي مثل محاولة طمس تاريخ الباستيل الثوري، وأنها “لن تنجح”.

وأضاف “لا يرى المتخصصون في الآثار أي علاقة تاريخية بميدان التحرير وهذه الآثار، وأن الأنسب للتحرير أن يعبر إما عن الثورة برموز لها من شباب وشعارات وإعلام وخيام، أو أن يعبر عن الثورة المضادة من عربات مصفحة ودبابات وقناصة!”.