كر وفر فى شوارع الخرطوم.. البشير يعتقل أساتذة الجامعة ويستغيث بالسيسي

- ‎فيعربي ودولي

أسبوعان من الاحتجاجات في السودان وسط تباين في مواقف القوى السياسية، في ظل إصرار الرئيس السوداني عمر البشير على استدعاء حديث “المؤامرة الخارجية”، وإرسال مساعده الأول إلى عبد الفتاح السيسي ليضمن دعم مصر الكامل لأمن واستقرار السودان باعتبارها جزءًا من الأمن القومي المصري.

وحتى كتابة هذه السطور تدور حالة كرّ وفرّ بحسب شهود عيان وسط الخرطوم، وانضمام بقية الأحياء في العاصمة إليها، وأعلن ثوار عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن أن ثوار “بري”، وهو حي وسط الخرطوم، أعلنوا أن “بري” منطقة محررة.

وانطلقت، اليوم، مظاهرة دعا إليها تجمع المهنيين السودانيين للخروج في مسيرة مناوئة للحكومة من السوق العربية وسط الخرطوم، بدأت ظهر اليوم الأحد بالتحرك من ٤ نقاط انطلاقٍ في الخرطوم باتجاه القصر الرئاسي.

وبالمواكبة مع أحداث وسط العاصمة انطلقت مظاهرات في “ود مدني” و”ود نباوي” بأم درمان و”عطبرة” أول مكان لانطلاق المظاهرات شمال السودان تطالب برحيل الحكومة، فيما تصدت قوات الشرطة لها لتفرقها بالغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، واعتقلت عددا من المتظاهرين، وفرقت بعض التجمعات داخل الأحياء قبل وصولها إلى تظاهرات وسط الخرطوم بري والديم.

 

وردد المتظاهرون هتافات منها: “الثورة في هذا الشعب.. حرية وسلام وعدالة”، و”ثوار أحرار هنكمل المشوار”، و”حرية .. حرية”.. وغيرها.

وأكد شهود عيان أن حالة ذعر وهلع بين العائلات في بعض مناطق الخرطوم، بينها أبو حمامة والسجانة، بعد تسرب الغاز المسيّل للدموع داخل البيوت.

وخارج السودان خرجت تظاهرات في الولايات المتحدة مناصرة لمظاهرات السودان، ومنها واحدة بواشنطن، وأخرى بريتشموند بولاية فرجينيا، وثالثة أمام مقر “سي إن إن”.

اعتقالات مستمرة

من جانب آخر، صعّدت قوات الأمن من قبضتها واعتقلت 14 أستاذًا من جامعة الخرطوم، أثناء تنظيمهم وقفة احتجاجية، اليوم الأحد، داخل الجامعة ثم محاولة خروجهم من أسوار الجامعة؛ احتجاجًا على تردي الأوضاع الاقتصادية، كما اعتُقل عدد من النشطاء.

وكان من المقرر أن تكون الوقفة خارج الجامعة، لكنّ طوقًا أمنيًا حاصر مقر الجامعة، واضطر المشاركون إلى إقامتها بالداخل.

وانتقد المحتجون تردي الأوضاع الاقتصادية، كما أيدوا الحراك المطالب برحيل الرئيس السوداني عمر البشير وحكومته. ومن بين المعتقلين عمر الحبر يوسف نور الدائم، ومحمد يونس، ومحمد يوسف.

مراسيم جديدة

من جانبه أصدر الرئيس السوداني عمر حسن البشير مرسومًا جمهوريًّا بتعيين الخير النور المبارك وزيرا للصحة، خلفا للوزير السابق محمد أبوزيد مصطفى، وخلا القرار من أي حيثيات. والوزيران ينتميان لجماعة أنصار السنة المحمدية، المركز العام في السودان، وهى مشاركة في حكومة الوفاق الوطني.

كما أصدر البشير مرسوما بتعيين محمد حاتم سليمان مديرا للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، بجانب قرارات أخرى بتعيين عدد من الأمناء العاميين ومناصب تنفيذية أخرى بعدد من المؤسسات. ولم تصدر هذه القرارات بأي حيثيات أو أسباب لتعيين البعض أو إعفاء آخرين.

أزمة خانقة

ويشهد السودان أزمة خانقة أدت إلى تفجر احتجاجات شعبية راح ضحيتها 19 شخصًا بحسب إحصائيات حكومية، وما يزيد على 38 شخصًا بتصريحات حقوقية، واندلعت الاحتجاجات في عدة مدن سودانية بسبب شح الخبز، لكنها تطورت إلى المطالبة بإسقاط الحكومة، فيما أصدر الرئيس السوداني قرارًا جمهوريًّا بتشكيل لجنة لتقصي حقائق حول الأحداث الأخيرة، برئاسة وزير العدل مولانا محمد أحمد سالم.

وأعلن “البنك المركزي السوداني، عن سياسات جديدة لعام 2019 تهدف إلى تحقيق الاستقرار النقدي والمالي، وكبح جماح التضخم، واستقرار المستوى العام للأسعار، واستقرار سعر الصرف، وتعزيز الثقة بالجهاز المصرفي”.

وبلغت نسبة التضخم نحو 70% وتراجع سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار الأمريكي وسائر العملات الأجنبية.

ويبلغ سعر الدولار رسميا 47.5 جنيه، لكنه يبلغ في السوق الموازية 60 جنيها سودانيا، ويعاني 46% من سكان السودان من الفقر، وفقا لتقرير أصدرته الأمم المتحدة سنة 2016.