كلاهما سيقمع أي انتفاضة محتملة.. الصهاينة عازمون وضع دحلان خلفا لعباس

- ‎فيعربي ودولي

أمران حدثا صباح اليوم الجمعة، لم يخففا من حقيقة الرغبة الصهيونية العارمة في مكافأة محمد دحلان عميلهم الدؤوب في مهامه الخيانية المتنوعة، ولعل آخرها حياكة المشهد القائم منذ 13 أغسطس إلى الماضي ولأشهر مقبلة ربما، من اتفاقات الهرولة نحو تطبيع الدول الخليجية والعربية، فلم يعد خافيا، عمله مستشار أمنيا لولي عهد أبوظبي محمد ابن زايد شيطان العرب.

الأمر الأول هو تخفيف صحيفة "يسرائيل هيوم" صباح الجمعة، حدة تصريحات السفير الأمريكي "فريدمان" وقامت بتعديل ما نسبته للسفير حول استبدال الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقيادي السابق بحركة فتح  محمد دحلان بعد ردود فعل رسمية وشعبية واسعة.

أما الأمر الثاني والذي لم يبلعه طفل في رياض الأطفال هو إنكار دحلان نفسه بالكتابة عبر حسابه أنه غير معني بالأمر، فكتب صباح اليوم "من لا ينتخبه شعبه لن يستطيع القيادة وتحقيق الاستقلال الوطني وأنا محمد دحلان كلي إيمان بأن فلسطين بحاجة ماسّة الى تجديد شرعية القيادات والمؤسسات الفلسطينية كافة، وذلك لن يتحقق الا عبر انتخابات وطنية شاملة وشفافة، ولم يولد بعد من يستطيع فرض إرادته علينا.
وزعم أنه "إذا كان ما نسب للسفير الأمريكي لدى دولة الاحتلال صحيحا، فذلك لا يزيد عن كونه تكتيكا مخادعا هدفه إرهاب البعض وزعزعة الجبهة الداخلية، وأتمنى من الجميع ألا نقع في شرك مثل هذه التكتيكات المهندسة بدقة"، مدعيا الدعوة إلى العمل "معا لاستعادة وحدتنا الوطنية والاتفاق على ثوابتنا الوطنية ووسائل تحقيقها، فلا شيء يستحق الصراع حوله داخليا، وكل القدرات والطاقات ينبغي أن تكرس وجوبا لتحرير وطننا وشعبنا العظيم".

دحلان خائن
ورغم الرد الدحلاني، إلا أن مستشار رئيس السلطة نبيل شعث اعتبر دحلان خائنا. وقال "نبيل شعث"، ممثل رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إن القيادي المفصول من حركة "فتح"، محمد دحلان، "لعب دورا خيانيا، وهو من يقف خلف تطبيع الإمارات والبحرين"، مع الاحتلال الصهيوني.
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21"، تعليقا على تلميح سفير أمريكا لدى الاحتلال، ديفيد فريدمان، بإمكانية إقدام واشنطن على دفع دحلان نحو رئاسة السلطة، خلفا لعباس، مشددا على أن "الشعب الفلسطيني هو فقط من يقرر مصير قادته".
واعتبر "شعث" أن التصريحات تكشف عن المزيد من المحاولات الأمريكية الاستعمارية الداعمة للاستيطان، لفرض سيطرتها، في ذات الزمن الذي فرضت فيه سيطرتها على حكومات عربية.
وفي تلميح إلى دور دحلان في الاتفاق الإماراتي ومن ثم البحريني، أضاف: "هذه السيطرة باتت واضحة مما حدث مؤخرا، من تطبيع الإمارات والبحرين مع الكيان … في ظل هذه السياسية الأمريكية الاستعمارية الصهيونية".

وعن دلالات وخصوصية اختيار دحلان، أوضح شعث أن "الإدارة الأمريكية حينما تجد زعيما عربيا وطنيا صامدا، تبدأ بممارسة الضغوط عليه ومن ثم التهديد". وأكد بأن "دحلان لا يمثل إلا ظاهرة مرفوضة من جميع أبناء الشعب الفلسطيني".
وشدد شعث على أنه "رغم كل هذه الصعوبات، سنصمد على أرضنا ولن نغير ولن نتراجع ولن نتردد، وسنصمد في وجه ذلك كله".

ديفيد و"هايوم"
وسألت صحيفة "إسرائيل اليوم"، المقربة من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ديفيد فريدمان، عن إمكانية تعيين دحلان رئيسا للسلطة، خلفا لعباس، بالقول: "نحن نفكر في ذلك، أمريكا لديها رغبة بهندسة القيادة الفلسطينية".
ولم يسبق لمسؤول أمريكي رفيع المستوى، أن أدلى بمثل هكذا تصريح، وبشكل علني، حول ما يدور عن دور مستقبلي لدحلان، المحسوب على الإمارات، والمقيم فيها.

وقالت الصحيفة إن أمريكا أن تدعم دحلان "لإزاحة عباس" بعد أن هاجم "فريدمان" القيادة الفلسطينية، مستخدما التعبير التوراتي "يهودا والسامرة"، في إشارة إلى الضفة الغربية.