“كورونا” يعصف بالصحافة الورقية.. الحكومة تتجه لإسقاط الديون وغلق مؤسسات وطرد محررين

- ‎فيتقارير

مع تصاعد الأزمة الخاصة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، اتخذت العديد من الصحف الأسبوعية المصرية- لا سيما الخاصة منها- قرارًا بالاحتجاب ووقف طباعة النسخة الورقية، ومن هذه الإصدارات: “فيتو”، “اليوم الجديد”، “صوت الأزهر”، “إسكان مصر”.

وكشف محمد الهواري، عضو الهيئة الوطنية للصحافة، عن أن الهيئة ستعقد اجتماعًا خلال الساعات القادمة لإقرار نتائج انتخابات مجالس إدارات وعموميات المؤسسات الصحفية القومية، التي كانت قد انعقدت خلال الشهر الجاري.

وأضاف، في تصريحات صحفية، أن الهيئة ستدرس في اجتماعها، وقف طباعة وتداول الصحف الورقية في مصر مؤقتًا بسبب فيروس كورونا المستجد، وذلك أسوة بعدد من الدول العربية؛ تجنبًا لانتقال العدوى بشكل غير مباشر.

حجة كورونا

وأكد “الهواري” أن ما تمر به مصر الآن والعالم هو ظرف طارئ، وإذا ثبت أن الأوراق تتسبب في نقل عدوى الفيروس، سيتم وقف طباعة وتداول الصحف الورقية مؤقتًا؛ وذلك حفاظًا على حياة المواطنين مهما كلف ذلك من خسائر مادية، موضحًا أن مجلس الوزراء لم يتواصل مع الهيئة حتى الآن في ذلك الشأن، وإذا أصدر قرارًا بذلك فإن الهيئة ستلتزم بشكل تام وفوري.

ووفق بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ، بلغ عدد الصحف اليومية والأسبوعية والشهرية 142 صحيفة عام 2010، بمعدل توزيع 917.9 مليون نسخة على مدار العام، انخفض بنسبة 58.2% عام 2016 بمعدل توزيع 534.6 مليون نسخة، تصدر عن 76 مؤسسة صحفية.

توزيع ضعيف

فيما يتحدث مسئولون بنقابة الصحفيين عن أن “كل المطبوع لا يوزع حاليًا أكثر من 300 ألف نسخة يوميًا”.

ولأكثر من مرة، رفعت إدارات المؤسسات الصحفية أسعار الصحف والمجلات المطبوعة بنسب تصل إلى 40 بالمئة، بغرض مواجهة ارتفاع مستلزمات الطباعة.

ويكرر المنقلب عبد الفتاح السيسي الحديث دائما عن تضخم الجهاز الحكومي الذي يبلغ نحو 6 ملايين موظف، مؤكدا أن الدولة لا تحتاج سوى مليون موظف فقط، لكنها لن تتجه إلى التسريح.

وخلال السنوات الأخيرة، اتجهت صحف محلية إلى التوقف عن الصدور نهائيًا، على غرار صحيفة البديل (يومية/ خاصة) أواخر 2015، أو الاكتفاء بنسختها الإلكترونية كما “التحرير” (يومية/ خاصة) في العام ذاته.

التسريح

الناشر والناشط هشام قاسم، أشار إلى أن تسريح الصحفيين بالمؤسسات القومية وارد، خاصة أن ديونها تضخمت بشكل يصعب معه الحلول الاقتصادية.

وقال إن الحكومة تدعم الصحف القومية برواتب، وبدأت مؤخرا مراجعة الدعم المقدم عبر المواد الغذائية، وبالتالي ستراجع دعمها للصحافة، خاصة وأنها باتت غير قادرة على مواجهات مؤسسات إعلامية معارضة بالخارج .

أما حازم حسين، عضو نقابة الصحفيين، فقال على حسابه بفيس بوك: “إذا أوقفتم طباعة الصحف الورقية يبقى المنطقي وقف تداول الفلوس كمان؛ لأن الفلوس ورق بردو وبيتم تداولها أكثر”.

وأضاف “إذا وقفتم طباعة الصحف الورقية دون وقف تداول الفلوس يبقى الهدف استغلال الوباء لإغلاق صحف بعينها.. ودي اسمها” حلوانة في سلوانة” يا مجلس أعلى لتنظيم الإعلام أنت والهيئة الوطنية للصحافة”.

السر فى 21 مليار جنيه

يذكر أن الدكتور حسن عماد مكاوي، وكيل المجلس الأعلى للصحافة السابق، أكد أن الديون المتراكمة على المؤسسات الصحفية القومية تبلغ 21 مليار جنيه.

وأضاف مكاوي أن ديون الصحف سيادية لا يحق إسقاطها، مشيرا إلى أن إسقاط تلك الديون من جانب الدولة شيء صعب، وأنهم حاولوا إسقاطها ولكن لم يستطيعوا.

ولفت مكاوي إلى أن الهيئة الوطنية للصحافة كانت تسعى إلى استغلال أصول المؤسسات الصحفية القومية، بحيث تساعد على التخلص من الديون المتراكمة عليها.