“كوفي عنان” عارض غزو العراق وساند الشعب السوري وأنشأ صندوق مكافحة الإيدز

- ‎فيعربي ودولي

أعلنت أسرة الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، كوفي عنان، وفاته اليوم السبت، بأحد مستشفيات سويسرا، عن عمر ناهز 80 عاما.

شغل “عنان “منصب الأمين العام للأمم المتحدة في الفترة من يناير 1997 حتى ديسمبر 2006، ونال بالاشتراك مع الأمم المتحدة جائزة نوبل للسلام عام 2001، لجهودهما في مجال حقوق الإنسان ونزع فتيل الصراعات في العالم.

كوفي عنان

ولد كوفي عنان في 8 أبريل عام 1938 في مدينة كوماسي بدولة غانا، وهو دبلوماسي، والأمين العام السابع للأمم المتحدة؛ أعطي الأولوية لوضع برنامج إصلاح شامل يهدف إلى تنشيط الأمم المتحدة؛ حيث كانت الأمم المتحدة تعمل بشكل تقليدي في مجالات التنمية وبذل عنان جهوده ِلتعزيز هذا العمل.

أراد عنان – لكونه مؤيدا لحقوق الإنسان، ومؤمنا إيمانا قويا بالقيم العالمية للمساواة والتسامح والكرامة الإنسانية – بأن يقرب الأمم المتحدة من الشعوب من خلال التواصل مع شركاء جدد، وبالتالي استعادة ثقة الجمهور بالمنظمة.

كان له دور رئيسي في إنشاء جهازين حكوميين دوليين جديدين هما لجنة بناء السلام ومجلس حقوق الإنسان عام 2005.كما لعب دوراً محورياً في إنشاء صناديق التمويل العالمية لمكافحة الإيدز والسل والملاريا.

عارض بشدة غزو العراق وبرنامج إيران النووي في عام 2003؛ وبعد تقاعده من الأمم المتحدة في عام 2006، عاد إلى غانا حيث يشارك في جهود عدد من المنظمات الإفريقية والعالمية.

كما كان كوفي عنان الممثل الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، واعلن رفضه لما يحدث للشعب السوري وشدد على أنه فى حاجة ماسة للتدخل ووقف نزيف الدم.

رجل الولايات المتحدة

رغم نجاح عنان في إطلاق عملية إصلاح واسعة في الأمم المتحدة، إلا أنه يظل شخصية إشكالية. فقد وصف بأنه رجل أمريكا وعجز عن تحقيق أحلام القارة السمراء في الاستقرار. كما أنه لم يفلح في تعزيز دور الأمم المتحدة في الشرق الأوسط.

كان دعم الولايات المتحدة لكوفي عنان سببا قويا في توليه قيادة الأمم المتحدة على الرغم من رغبة العديد من الدول آنذاك فى التمديد لبطرس بطرس غالي لفترة رئاسة ثانية. فقد عرقلت الولايات المتحدة هذه المساعي ووضعت ثقلها الدولي لإيصال كوفي عنان إلى هذا المنصب.

ورغم مواطن الضعف التي اعترت الأمم المتحدة في فترة تولي عنان إلا أنه يبقى في الذاكرة على أنه رجل إصلاح وتغيير. لقد كان رجلا يحب التواصل مع الآخرين ومحبا للعمل بروح الفريق، على عكس الأمين العام السابق بطرس بطرس غالي،.

خيبة أمل إفريقية

عندما تولى عنان منصب الأمين العام للأمم المتحدة شكل ذلك “دعما نفسيا كبيرا لإفريقيا”، كما يقول جون اماكا من نيجيريا وأستاذ العلوم السياسية في جامعة كولونيا. فقد شعر الأفارقة بأن الرجل “ينتمي إليهم وأنهم ينتمون بذلك إلى العالم”، الأمر الذي جعل إفريقيا “أكثر ثقة بنفسها”، لقد منح وصول عنان إلى قيادة دفة الأمم المتحدة الأفارقة “شعورا طيبا”، على حد وصف اماكا.

وفي حقيقة الأمر لم يستطع عنان إحداث “تغيير ايجابي” في القارة السوداء خلال فترة توليه لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، ففي قضايا الصحراء الغربية والكونغو ورواندا لم تستطع الأمم المتحدة أن تحدث تغييرا يذكر فيها.