“لا إله إلا الله.. السيسي عدو الله”.. لماذا هتف أحرار تونس ضد فرعون مصر؟

- ‎فيتقارير

فسّر مراقبون حالة الاهتمام الشديد في الشارع المصري بالانتخابات الرئاسية في تونس وما آلت اليه، بأنها حالة من التعطش والحنين إلى الديمقراطية والحرية التي أفرزتها ثورة 25 يناير. ودون ترتيبٍ بادل التونسيون أشقاءهم المصريين ذات المشاعر، فهتفوا ضد جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي، خلال احتفالاتهم في العاصمة ابتهاجًا بفوز الرئيس قيس سعيد.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا مصورًا من قلب الاحتفالات لشبان تونسيين يهتفون قائلين: "لا إله إلا الله والسيسي عدو الله". وكان قيس سعيد قد أعلن، مساء الأحد، عن فوزه بالانتخابات الرئاسية، وجدد تعهده بالوفاء للشعب التونسي بترجمة حملته الانتخابية إلى مشاريع سياسية وتنموية، كما جدد التزامه بالوقوف إلى جانب القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

 

أموالك القذرة

من جهتها تقول الناشطة والخبيرة الاقتصادية التونسية، وفاء الخليفي: "اليوم نقول للسعودية التي حرمتنا من محاكمة الطاغية بن علي: ها قد عاقبناك بفوز الديمقراطية التونسية.. اليوم نقول للإمارات: أموالك القذرة لم تنفعك بشيء.. اليوم نقول لإسرائيل: القدس ستبقى دائما عاصمة فلسطين الأبدية.. اليوم نقول لفرنسا: أحفاد تونس أعادوا سحق أذنابك".

ويتقاسم الشعب المصري مع كل شعوب المنطقة العربية البغض والكراهية للديكتاتورية، وقال سياسيون وخبراء، إن السفيه السيسي جمع كل أسباب الانقلاب عليه؛ بسبب سياسات التفريط في ثروات المصريين وسيادتهم من جهة، ورعايته وحمايته للفساد وإفقار الشعب وترويعه من جهة أخرى.

وتوقّعوا أن تتواصل الحملات المعارضة لانقلابه والمنادية بإسقاطه عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن بلغت ذروتها في أعقاب المقاطع المصورة، التي يبثها رجل الأعمال والفنان محمد علي.

وأكدوا أن تلك الحملة المتواصلة على وسائل التواصل الاجتماعي تُعد إحدى أكبر الحملات ضد السفيه السيسي منذ استيلائه علي السلطة في 2014، ووجدت تفاعلات غير مسبوقة بين نشطاء مواقع التواصل وعموم المصريين، وأشعلت دعوات الرحيل، والنزول للشارع، وإسقاط العسكر من جديد.

الربيع العربي

يقول السياسي المصري وأستاذ هندسة الاتصالات وخبير الأمن الرقمي الاستراتيجي، ثروت نافع: إن "الفضاء الإلكتروني يلعب دورا مهما في الحركات الشعبية الآن، خاصة مع موجات الربيع العربي التي تشهدها المنطقة".

مضيفا أن "منصات التواصل الاجتماعي كانت إحدى أهم أسباب تحرك الشعوب في موجة الربيع العربي الأولى، وكان كذلك بالفعل بالنسبة للسودان كما في الأيام الماضية، وسيكون كذلك بالنسبة لمصر".

وتوقع أن تلعب منصات التواصل دورا أساسيا في حراك شعبي مصري قادم، قائلا: "ستكون منصات التواصل السبب الرئيسي للحركة الشعبية، والتحرك على الأرض"، لكنه استبعد أن تكون هناك جهات بعينها وراء دعوات الخروج في مصر لإسقاط السيسي: "لا أظن أن هناك معلومات محددة عن من يقف وراء تلك الحملات في الفضاء الإلكتروني".

من جهة ثانية وفي ذات السياق، وصف سياسيون ومراقبون بيان المخابرات المصرية بشأن عقد منتدى دولي استخباري لمكافحة الإرهاب، للمرة الأولى في القاهرة بالغامض، ولا يخدم في مجمله سوى الأنظمة الحاكمة وليس الشعوب.

وبعد ثلاثة أيام من عقده، أعلن جهاز المخابرات العامة التي يهيمن عليها رفيق السفيه السيسي، اللواء عباس كامل، عن تنظيم المنتدى الدولي الاستخباري الأول لمكافحة الإرهاب يومي 8 /9 أكتوبر الجاري؛ وذلك بحضور وفود تمثل أجهزة الأمن والاستخبارات في 44 دولة.

الحركة الاستعمارية

وعلق المحلل والباحث السياسي حاتم أبو زيد بالقول: "في الحقيقة، إن الأجهزة الأمنية في مصر هي جزء لا يتجزأ من المنظومة الاستعمارية القديمة التي ما زالت تحكم العالم".

وأوضح: "في ضوء هذا ومع حركة الشعوب في منطقتنا العربية من أجل التحرر، بدأت هذه المنظومة ومن جملتها الأجهزة المصرية تستشعر الخطر، داعية إلى وضع رؤية وتنسيق العمل لمواجهة حركة الشعوب نحو الحرية".

وأضاف: "بداية الحركة نحو التحرر تظهر في الأفكار، وهو ما أتاحته مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث كسرت احتكار الإعلام وتناقل المعلومات الذي كانت تفرضه الحركة الاستعمارية والأنظمة الاستبدادية، ومن ثم فإن المنتدى سعى للتنسيق فيما بين الدول لمواجهة هذه الموجة وخنقها ".

واختتم أبو زيد حديثه قائلا: "الشعوب الساعية نحو الحرية، بحاجة اليوم لكشف هذا الجانب المظلم من العمليات القذرة التي تتسم بها صفة العمليات المخابراتية، للتعرف على طبيعة ما يحاك ضدها من مؤامرة؛ لذلك فإن التوصيات التي خرج بها هذا المنتدى لم يعلن عنها شيء، لتظل المؤامرة في الظلام، ولم تحظ بأي تغطية إعلامية".