“لا تبرحوا جبل الرماة”.. أفضل ما نصح به المصريون إخوتهم في الجزائر

- ‎فيعربي ودولي

وضع مئات المصريين من الذين شاركوا في ثورة 25 يناير، خلاصة تجاربهم الثورية على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال مجموعة النصائح التي نصحوا بها أشقاءهم الجزائريين، في التعليق على المناورة التي قام بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بسحب ترشحه من انتخابات الرئاسة، ولكنه أعلن عن تأجيل الانتخابات دون سند قانوني أو دستوري، في حين تم استدعاء رجل أمريكا في الجزائر الأخضر الإبراهيمي لعقد مسار وطني يستفيد منه النظام بالوقت لحين إيجاد البديل لبوتفليقة.

وقالت شبكة “الجزيرة”: إن ثورة أهل الجزائر حركت مواجع وفواجع السنوات التالية للربيع، حين استطاعت الثورة المضادة أن تحول مطامح الشعوب وحراكاتها السلمية إلى مواجهة هوجاء وعنف أعمى.

رسائل نصح وتذكير

ونقلت نبض عشرات المصريين الذين غردوا ودونوا على مواقع التواصل الاجتماعي، لإخوانهم الجزائريين الذين شاركوهم فرحة “الانتصار” وبهجة “النجاح” بعد إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سحب ترشحه وتأجيل الانتخابات؛ اختار آخرون استغلال اللحظة وإرسال رسائل نصح وتذكير قبل أن يفوت الأوان، وتسلك بلاد المليون شهيد طريق أرض الكنانة.

ونقلت عن محمد مراد تدوينته قائلا: “يوم أن تنحى مبارك بكيت فرحا .. بكيت كثيرا كما لم أبك منذ كنت طفلا. الفرح الشديد أعمى عيني عن حقائق أقدم كثيرا من دمية عابرة أتوا بها الى الواجهة ثم نحوها لما قضوا منها الوطر.. حذار أهلنا في الجزائر ثم حذار!”.

وركز النشطاء المصريون في نصائحهم لإخوانهم الجزائريين على نقاط الضعف التي أصيبت منها مقاتل الثورة المصرية، حيث تتقارب المسارات، خشية أن تتشابه المآلات.

لا تغادروا الميدان

جاءت أغلب تعليقات النشطاء المصريين في طرح كلمة السر التي ينبغي أن يعيها ويحفظها إخوانهم الجزائريون هي “الميدان”، فقد أتيت الثورة المصرية من هذا الجانب بعد أن اطمأن الثائرون للخطوات التي اتخذها المجلس العسكري وبقايا النظام القديم وغادروا الساحات والميادين، في حين كان التآمر على ثورتهم يسير على أشده في الخفاء.

وكتب الكاتب سليم عزوز: “بوتفليقة يرحل.. وشقيقه يرحل.. ولا شأن للجيش بالحكم.. والشعب يختار حاكمه بإرادته الحرة المستقلة. الموتى لا يشكلون الحكومات ولا يرعون الأحياء. أكملوا ثورتكم أثابكم الله”.

خيبتنا الثقيلة

كما قال الكاتب المصري وائل قنديل “علَّمتنا خيبتنا الثقيلة أن من يغادر الميدان مبكرًا، ويترك أسئلته معلقًة.. يخسر كثيرا”.

وأكدت “الجزيرة” أن تلقي ملامح التجربة المصرية المنهارة بظلالها على التجربة الجزائرية الجديدة، فالرئيس في الحالتين ينسحب تحت إيقاع صرخات الجماهير الغاضبة تاركا كرسيه للعسكر، ويتم ذلك وفقا للكاتب والمغرد محمد رفعت المصري من أجل “تبريد الثورة ثم القضاء عليها والتنكيل بالشعب بعدها أشد تنكيل”.

ويرى محمد الصغير أن نسبة الوعي المتزايد نتيجة تراكم التجارب ستحول دون خديعة الناس، والوقوع في فخ المرحلة الانتقالية المفضية إلى إعادة إنتاج النظام نفسه بوجه جديد.

البديل العسكري

وقال تقرير ” الجزيرة” إنه في أغلب الثورات تتسلل المؤسسة العسكرية في فترة الانتقال وسيطا بين الحكام والمحكومين باعتبار أنها المؤسسة الوحيدة القادرة على ضبط الإيقاع العام والحفاظ على السلم والاستقرار، وقد يطول ذلك التسلل ويتحول إلى “زواج قسري” فحكم استبدادي مرة أخرى، وهو ما حذر منه المغرد والكاتب سامي كمال الدين.